الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطار آخن 46

علي دريوسي

2023 / 1 / 2
الادب والفن


وصل القطار محطته الأخيرة "سانت بانكراس"، نزلوا منه ومشوا باحثين عن المخرج، صعدوا درجاً متحركاً، هبطوا درجاً متحركاً، مشوا طويلاً إلى أن بلغوا حاجز الخروج، هناك وقفت صبيتان بلباس رسمي، راحتا تحييان المسافرين وتقدمان لكل شخص زجاجة ماء وكيس بطاطا "شيبس" كاعتذار عن تأخر القطار في الوصول.

أُغْلِقَ باب الخروج خلفهم، ليجدوا أنفسهم في الساحة الخارجية للمحطة التي تعج بالناس والمطاعم والبارات ومحلات العطورات والهدايا والألبسة، ساحة داخلية / خارجية نظيفة جداً وأنيقة جداً، أحدهم يعزف على جهاز بيانو، إحداهن تجر حقيبتها الحمراء خلفها، تمشي باتجاهٍ ما ساحبة جسدها الأعوّج الجميل، إنّها هي، المرأة "العوجاء".

نظرَ إبراهيم إليها وقال بالعربية مغازلاً مبتسماً:

ـ مرحبا يا الغزال الأعوح.

نظرت إليّه وضحكتْ قائلة بلهجتها المحلية:

ـ أتتكلم العربية؟

ـ نعم، رأيتكِ قبل بضعة ساعات في محطة القطار في باريس وها نحن نلتقي في لندن، أليست مصادفة حلوة؟

ضحكتْ من قلبها مؤكدةً صحة ما قال لها، اقتربَ منها أكثر، شمّ رائحة عطرها، بدأ معها حديثاً ودياً عَلِمَ من خلاله أن اسمها "أمينة" وأنها إيرانية الأصل وتحب الغناء والضحك، تجيد الفرنسية والإنكليزية والعربية والفارسية، ترعرعت في باريس ثم عادت إلى إيران لتدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، لاحقاً حصلت على تمويل من "شبكة الآغا خان للتخطيط والبناء" لدراسة الهندسة المعمارية في بريطانيا، فوقع اختيارها على الدراسة في مدينة "بريستل" حيث تعيش وتعمل هناك منذ بضع سنوات في أحد المكاتب الهندسية التابعة للمعمارية "زها حديد".

فجأةً بدأتْ "أمينة" الغناء في باحة المحطة بصوتها العميق، غنّتْ للسيدة فيروز:
"أنا مش سودا بسّ الليل .. سوَّدني بجناحو".

غنّى إبراهيم معها، اِقتربت سابينه منهما وراحت تلتقط لهما بعض الصور التذكارية وتضحك، تبادلا العناق والأمنيات وقبل أن تذهب في طريقها أعطت إبراهيم رقم تلفونها وعنوان بريدها الإلكتروني.

لمح إبراهيم بريقاً غريباً في عيني سابينه وهي تخاطبها بإنكليزية جميلة:

ـ ستصلك الصور بوساطة إبراهيم حتماً.

**

ـ دعونا نجلس قليلاً في مقهى لنستريح وندخّن سيجارة. قالت هنيلوري.

ـ اشتقت للجلوس على الرصيف في مقهى "نيرو"، هنا على بعدة عدة أمتار يوجد فرع له. ردّت سابينه.

جلسوا حول طاولة صغيرة، طلبوا قهوتهم وأشعلوا سجائرهم اللذيذة.

ما أن وصلتهم فناجين القهوة حتى سأل إبراهيم:

ـ ما هي الخطوة التالية؟ تأخر الوقت قليلاً، أين سنأكل؟ أين سنمضي ليلتنا الأولى في هذه المدينة الكبيرة؟

ـ سنبقى في قلب لندن "سيتي أوف ويستمنستر"، سنقضي ثلاثة أيام في أوتيل "هيلتون أون بارك لين". هناك حجز أخي لنا جناحاً خاصاً، سنمضي أوقاتاً رائعة.

شارع "أون بارك لين" يمتد على طول "هايد بارك"، واحدة من أكبرِ الحدائق الموجودة في لندن، فيها بُحيرة كبيرة وزاوية المتحدّث الحرّ "سبيكرز كورنر"، الركن الذي كان يجتمعُ فيه المُتحدثون كل يوم أحد لإلقاء خطبةٍ أو مُحاورةٍ فكرية حول موضوعٍ محدّدٍ بكامل الحريّة. وبالقرب منها تقع "غرين بارك" (الحديقة الخضراء)، وكلتاهما من الحدائق الملكية في لندن.

ـ ظننت أننا سنكون ضيوف أخيك في بيته! قاطعها إبراهيم.

ـ لديه مواعيد عمل كثيرة هذه الأيام. أجابت هنيلوري.

ـ بعد مغادرتنا للأوتيل سنذهب إلى فيلا أخي في شارع "بلومفيلد"، بالمناسبة منزله لا يبعد كثيراً عن الأوتيل، سنمضي في ضيافته عدة أيام، سنزور مدينة باث ومدينة بريستيل، لنعود بعدها إلى الفيلا ومنها إلى ألمانيا، هذا إذا لم تعترضنا المفاجآت!

أخذت سابينة الرشفة الأخيرة من فنجانها، أشعلت سيجارة لها ثم تناولت خريطة مخطط المدينة من حقيبتها وصارت تشرح لإبراهيم مكان تواجدهم والطريق المؤدي إلى الفندق مقابل "هايد بارك" وكذلك الطريق الواصل بين الفندق والفيلا.

**

أوقفت هنيلوري سيارة أجرة، صعدوا إليها، أبلغت سابينه السائق بعنوان الأوتيل.

ولجوا جناحهم منهكين، انشغلت المرأتان بترتيب حقائبهن، أما إبراهيم فقد سرقته أفكاره المُشَتَّتة وتفاصيل الرحلة المُعبّقة بالأسرار، طلبَ الإذن باستخدام الحمّام أولاً، عاد بعد دقائق وجلس على كنبة متمتعاً بالجوّ الدافئ وحركات الجسدين من حوله، دخلت سابينه إلى الحمّام، رن جرس التلفون، في الغرفة المجاورة استقبلت هنيلوري المكالمة باللغة الروسية، شعر إبراهيم بتعب وملل، نهض وتمدَّدَ في السرير بعد أن تخلَّص سريعاً من قميصه وسرواله الداخلي، أحسّ بقشعريرة لذيذة تدب في جسده الرخامي حالما لامست بطنه شراشف السرير البيضاء.

شمّ رائحة جسد سابينه، كانت قد خرجت لتوّها تلف حول جسدها مناشف الأوتيل البيضاء، تضاريس جسده أغرت أنوثتها، أشعلت سيجارتي غارغويل، تناولت منفضة سجائر واقتربت منه، همست في أذنه:

ـ خذني بين ذراعيك قبل أن تغفو.

أدار وجهه إليها، وضعت السيجارة بين شفتيه، سحبها بعمق، رجته أن ينام على بطنه من جديد، رمت منشفتها جانباً، وضعت المنفضة جانباً، ضغطت على ثقب مؤخرته بإصبعها، سحبت يدها إلى ما بين فخذيه، لامست خصيتيه، أمسكت بقضيبه، قلبته، صار كبهلوان رأسه للأسفل، حشرت رأسها بين فخذيه وراحت تبلله برضابها، نهضت بخفة واسترخت بجسدها الأبيض فوق جسده، وضعت يديها بشبق حول رقبته وراحت تتفنن بحف أعشاب حديقتها بسفح الوادي ما بين ردفيه، نهض بمؤخرته إلى الأعلى قليلاً وكأنه يساعدها على دخوله، بينما جسدها ينزلق ويعلو ويهبط، تتأوه المرأة فرحاً، تغرز أصابعها في رقبته، تؤلمه وتصرخ كاصطفاق بابٍ في مهب الريح ثم تستكين وكأنها فقدت وعيها، فجأة تبتعد عنه، تقلب جسده الساخن على ظهره، تهمس له "الآن جاء دورك"، ضمت أصابعها على جمرته الملتهبة، انزلقت أصابعها عليه مرتين أو ثلاثة لا أكثر، انطلقت حمم بركانه الهائج فأصابت ثدييها، لفت جسدها بالمنشفة ونهضت متوجهة إلى الحمام من جديد وكأنّ شيئاً لم يكن.

**








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا