الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل نقدي ذرائعي للقصة الموجزة المكثفة ق.م.م / شهداء بلا قبور/ للقاص العراقي هيثم محسن الجاسم بقلم الناقدة الذرائعية د. عبير خالد يحيي

عبير خالد يحيي

2023 / 1 / 2
الادب والفن


النص:
شهداء بلا قبور
لما اندلعت الحرب, ابتاع والدي قطعة أرض في المقبرة, سعة عشرة قبور, سيشغل أفرادُ أسرتنا أربعة فقط, والبقية للجنود المجهولين.

ديباجة النص:
في زمن الحروب المستمرة في البلدان العربية, استثقل الإنسان نفسه, لرخص حياته في هذا الزمن, فبات يحضّر معدّات الموت بنفسه, دون أن يثقل على أهله وذويه, فاشترى بطل القصة قبورًا عشرة, أربعة له ولأفراد عائلته, والبقية لجنود مجهولين.
التحليل الإيحائي:
الدلالة الأولى: (لما اندلعت الحرب, ابتاع والدي قطعة أرض في المقبرة, سعة عشرة قبور), وهي دلالة زمكانية يعلن فيها القاص إيحائيًّا واقع الحرب في البلدان العربية, واستمراريتها التي لا تنتهي, فيشير إيحائيًّا إلى رخص الإنسان في هذا الجو أو الواقع الدموي, حتى عطاياه وأمواله يشتري بها أرضًا ليقيم عليها عقارات للموت.
الدلالة الثانية: (سيشغل أفرادُ أسرتنا أربعة فقط, والبقية لجنود مجهولين.), وهي بناء فني إيحائي لمستوى متكامل يقرّ الصراع الدرامي بين الموت والحياة, تحت خيمة اليأس, فربّ الأسرة يائسٌ يحضّر نفسه لموته وموت عياله, فيشتري أرضًا لا عقارًا يسكنه في الحياة, بل ليقيم عليها عقارًا يسكنه بالموت, وحتى صدقته جعلها مراقد وقبورًا للناس الغرباء الذين ليس لهم أهل, والذين أتوا المكان جنودًا فقضت عليهم الحرب بالموت.
التحليل النقدي الذرائعي:
• المستوى السيكولوجي:
تشير الدلالتان بإيحاء سيكولوجي لظلمة التفكير في زمن الحرب, فينطلق الإنسان تحت ضغط شلال الدم والموت من سيكولوجية ظلماء معتمة سوداوية, تقيّد حياته بقيود اليأس القاتلة, لذلك, بدلًا من أن يشترى من متاع الحياة الدنيا عقارًا لمسرّاته, نجده يشتري قبرًا لجثّته التي ستستوطن هذا القبر في يوم أسود قادم.
• المستوى الأخلاقي:
فطر الإنسان على الستر, لذلك نجده حريصًا على ستر نفسه حتى بعد مماته, لذلك خاف أن يموت ولا يجد من يكرمه بالدفن بحجّة عدم توفّر قبر, وفكّر أن يتصدّق, وجعل صدقته من جنس ما ابتاع, قبورًا أوقفها لجنود مجهولين.
• المستوى المتحرك:
1- العنوان: يحتاج تعتيم لأننا نكتب في هذا النوع برمز مغلق لتحريك عقلية المتلقي في تكنولوجية الأدب.
2- الرمزية: استخدم القاص رموزًا مغلقة إيحائيًّا, قال أشياء يطلب فيها من المتلقي التفكير بأشياء أخرى, فكانت مرئياته تعاكس لا مرئياته بالتعبير الذرائعي.
3- التكثيف: اقتصد القاص في الدلالات, ففوّض النوع على الكمّ, فكانت دلالاته قصيرة سيمانتيكيًّا وطويلة إيحائيًّا, لذلك خضعت للتأويلات المتعدّدة, وتحليلي جاء من أقرب تأويل, وهو الصراع بين الحياة والموت فوق حدود اليأس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية