الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العام الجديد

اسماعيل شاكر الرفاعي

2023 / 1 / 2
الادب والفن


في العام الجديد ( 1 )

سأدخل العام الجديد بالرؤية ذاتها التي استرشدتُ بها عام 2022 والاعوام التي سبقته .
وسادخل العام الجديد بالايمان الراسخ نفسه : بأن لا شيء سيحدث يمكن له ان يهز قناعاتي الفكرية التي سرتُ على هديها في بحر عواصف السنوات السابقة …
ما الشيء المثير ، العاصف الذي يمكن ان يحدث وينسف من الجذور قناعاتي الفكرية والثقافية التي عززت الاحداث التي عايشتها منذ اكثر من نصف قرن : ايماني بها ؟

لنتابع الاحداث اولاً بأول : واول الاشياء التي احب التعامل معها هو عالم بناء الكلمة ، او طريقة سردها : ففي هذا العالم يمكن ان تتعرى الاشياء وتفقد دلالتها الاولى التي وجدت من اجلها : كالسيف مثلاً الذي تتخلى دلالته بعد وصول اصحابه الى السلطة عن معنى سفك الدماء واخضاع الناس بالقوة ، الى دلالة اخرى : سلمية ، لتحقيق العدالة والمساواة والسلم الاجتماعي . تنحو الكلمة في النص او تستعرض نفسها عند القراءة : منحى ادبي تأويلي ( وهي النصوص الارقى ) : والتأويل ( اختلفنا فيه او اتفقنا حول دلالته ودوره ) يشبه المثل السائر : " اياك اعني واسمعي يا جارة " فهو في دلالته يحمل مستويين : ظاهر وباطن ، ولا يخرج التأويل ابداً عن استلهام المقولات الجمالية والثقافية التي تسود في كل مرحلة تاريخية في تفسير النص . ان المعنى الحقيقي للنص يشبه موج الفيضان الزاخر الذي لا يمكن لاحد الخلاص منه بطرق اخرى غير طرق الخلاص ذات الخطوات العلمية ، لكن المتعددة .

نزولاً عند رغبة احد اصدقائي القدماء الذي يؤمن بانني - رغم ابتعادي عن الوسط الادبي - لديّ معايير وازنة تفرز الغث من السمين . وتلبية لهذه الرغبة اقول لهذا المثقف العراقي الذي يحمل ملامح ما كان العرب القدماء يسمونه بالمخضرم : اقول بأن قراءاتي الادبية لم تغيّر من قناعتي القديمة بان بعض نتاجات لغة الحكي اليومي الادبية ، اقرب الى نفسي من الكثير من قصائد الفصحى التي تفضح نفسها بنفسها : من انها نتاج قراءات وليست نتاجاً لتفاعل الشاعر الحي مع لغة الحياة . لم يخل الشعر الفصيح من محاولات السيطرة على اللغة وتطويعها في استعارات وكنايات طازجة غير مسبوقة ، كما هو الحال مع قصيدة الومضة التي تأوّجت مع شعراء محددين كانت وما زالت رؤيتهم الشعرية تقوم على : المفارقة ، وتدخل في هذا الباب قصيدة : الهايكو .
شعرية قصائد الومضة هذه كانت تشبع جوعي الجمالي اكثر من الكثير من قصائد شعراء " وحدة القصيدة العضوية " التي كثيراً ما افقد فيها ، او يفقد الشاعر ( لا فرق ) ذلك الخيط الخفي الناظم لمنطق شعرية القصيدة ، فيتعثر ، او نتعثر معاً في استكناه بقع الظلام التي تتورط في رسمها ريشة الشاعر …
ايضاً استقبل العام الجديد بالرأي نفسه ( رغم حصول الاديب العربي على جائزة نوبل في شخص نجيب محفوظ ، وانتظار الكثير من الادباء سماع اسماءهم ترتج في الافق العالمي ) حول اسماء بعض الروائيين العراقيين الذين قرأتُ لهم : من ان رواياتهم ليست اكثر من : قصص قصيرة ، تفتقد الى شرط الرواية الحقيقية في كونها تكوين : ملحمي .
والملحمة عادة لا تكتفي برسم ملامح بطولة شخص بل تميل الى جانب صناعة البطل : الى صناعة بطولة زمان وبطولة مكان .
انها تذهب الى عمق الحدث وتصدر عنه : بسرد وقائع اخرى من وجهة نظر ابطال آخرين : لم يرها بطل الرواية ولم يؤمن بان ثمة شيء وقع خارج سيطرته ومعرفته : انه بطل ملحمة الحدث ( العارف بكل شيء ) ، انه الزير سالم وبطل الهلالية ، والمبشر الديني بطائفة جديدة تملك مفاتيح المعنى الحقيقي للدين . والبطل عنترة وابطال آخرين متفردين بملامحهم البطولية : ولكنهم قطعاً ليسوا من ابطال الف ليلة وليلة واصواتها البولوفينية ، ولا من ابطال الثورات الحديثة التي جسدتها رواية " مالك الحزين " والتي سيطل عليك ابطالها برؤىً متعددة لحدث الثورة يصل الى درجة التناقض ( والتناقض والخلاف احدى سمات البشر والتماثل احد سمات الحجر ) …

معظم ( الروايات ) التي قرأتها تنحو منحى سرد الحدث من وجهة نظر واحدة هي في الغالب وجهة نظر المؤلف : وهنا يكمن سر ضعفها …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر