الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المكاشفة بداية الطريق نحو التغيير

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2023 / 1 / 2
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


طوبى لجميع شهداء الحرية والسلام والمواطنة العادلة، وأبناء وبنات هذا السودان من المهمشيين والنازحيين واللاجئيين، وفقراء الريف والمدن المريفة، وسكان الكنابي في قسوة هذا الشتاء الذي يتوسط عامين (٢٠٢٢٢٠٢٣)، وهما من أشد الأعوام في تاريخ السودان، وهؤلاء يحلمون بميلاد فجر جديد يحمل في طياتهِ سودان السلام والمواطنة المتساوية دون فرز، وفي شراين هذا المولود تتدفق دماء سودانية حارة لا تقبل تمييز الألوان، ويتوجب علينا أن نهيئ مناخ ملائم لينمو مولودنا بسلام؛ رغم أنه سيمر بسنوات باهِية وآخرى باهِتة لكنه بين هذا وذاك يتغذى من حليب أمنيات وتطلعات وأشواق السودانيات والسودانيين، الذين يأملون ويعملون في العام الجديد من أجل التدرج في صعود سلالم الحوار وصولاً إلي السلام والإستقرار والعدالة الإجتماعية والإقتصادية.

إن الهاربون من حقائق الصراعات السياسية والثقافية والإجتماعية هم جُبّناء عصرنا؛ وسيتساقطون كأوراق الشجر عندما تتكشف الحقائق أمام أعين التاريخ، وفي كل الأحول تظل الحقيقة "أن المكاشفة تمثّل بداية الطريق نحو التغيير" وهذه الأزمات الشائكة لا يمكن حلها إلا بمواجهتها ومخاطبة مسبباتها دون وجل أو الإختباء والثرثرة وملاحقة السراب الكاذب الذي لا واصل إليهِ، وأزمة السودان عميقة الجذور وبالغة التعقيد وشديدة الخطورة، والحلول لا تأتي بالمجاملات أو المكايدات بل عندما يؤمن الناس بقيمة الحوار والإستماع للآخر، وهذا يتطلب جلوس الفرقاء بقلوب مفتوحة علي طاولة حوار شامل واضح وصريح تتشارك فيهِ كافة قوى التغيير والتحرر الوطني في صنع وصياغة مستقبل البلاد.

ثمة من ينشنون سهامهم ضد بعضنا إنبطاحًا للإفك وأوهام الإقصائيين، أو من باب المكابرة وحياكة المؤامرة لتصفية حسابات سياسية محدودة مع الخصم ولو كان ذلك علي حساب مستقبل السودان، وهؤلاء يتوهمون إشتمام رائحة الخلاص من قنينة سياسات بالية وبائرة لا يمكن إعادة تسويقها في الهواء الطلق، وهم لا يبالون الإستنجاد بجلاد السودان القديم في إستمالة يداهُ للطم وجوههم أو إستماحة سياطهِ لجلد ظهورهم "كيف ومتى شاء ذلك"، وبعضهم يسبحون بحمد الجلاد الباطش والمتكبر وهم في شباكهِ يصرخون كيما يكفروا عن سوء فهمهم للواقع الذي صنعهُ هو لهم بتسلط وإستبداد وطول لسان، ولا يحتاج إستفهامنا لسلوك خنوع وخضوع البعض الكثير من الذكاء؛ فهم يتناطحون وظنهم سيغفر لهم هذا خطاياهم عند منْ لا يهتمون لأمرهم البتة مهما بالغوا في إرضاء غرورهم ورغباتهم، ولكنهم يتألمون ولا يتعلمون.

2 يناير - 2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو


.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي




.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي