الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس ةبين راهنية اللحظة و الأفق و الأفق الغامض

البشير عبيد

2023 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تونس بين راهنية اللحظة و الأفق الغامض

- البشير عبيد

ربما نسي أو تناسى أصحاب العقول الراجحة من هذه البلاد الغارقة في نفق الانكسار ان هذه القطعة من جغرافيا العالم ليس لها من سبيل للخروج من عنف الزجاجة سوى الوقوف على أرض ثابتة و امتلاك الفكر النقدي و المرجعية الديمقراطية و الافق الاجتماعي دون نسيان قيم المواطنة و الحداثة و التقدم و الاستفادة من تطور العلوم و التكنولوجيا....اي مشروع سياسي لا يحمل هذه المكونات يصير بالضرورة مشروعا بلا هوية كطفل بلا امومة أو أرض بلا امطار او حديقة بلا ازهار...أن أي مشروع سياسي وطني لا تعبر عنه هذه المكونات ليس له مقومات النجاح و التواصل والديمومة........
تونس الراهنة المثخنة بالجراحات و الانكسارات و الخيبات و المؤامرات - من الداخل و الخارج - ليس لها من افق للخروج من الأزمة الخانقة سوى الانخراط الفعلي من طرف القيادة السياسية الحاكمة في برنامج و مشروع متكامل يمس كل القطاعات بلا استثاء لايصال البلاد إلى بر الأمان و ضفة الإستقرار و هذا لن يحدث دون الذهاب الآن قبل الغد في مسار تشاركي حقيقي بين السلطة و القوى السياسية و الاجتماعية و المدنية المنخرطة في مسار الخامس و العشيرن من جويلية/يوليو المدافع بشراسة على مشروع الدولة الديمقراطية ذات الأفق الاجتماعي و الحقوقي و تدعيم المكاسب المتصلة بالحقوق و الحريات و عدم التفريط في القطاعات الحيوية كالصحة و التعليم و النقل مع تكريس السيادة الوطنية على أرض الواقع خاصة في مجال الغذاء.......
لا سبيل للخروج من عنق الزجاجة و الإنخراط في منظومة العصر و الإقتراب من عالم الدول المتقدمة إلا بالقطع بشكل كامل و صارم مع السياسات السابقة التي كرست الفساد و الإفساد و المحسوبية و الزبونية في المشهد السياسي المتعفن بطبعه.....
بامكان القيادة الحاكمة ان تسرع في تطبيق برنامج التغيبر الشامل و تكريس مبدا الشفافية و محاسبة كل من ساهم- تخطيطا و تمويلا و تنفيذا- في نهب المال العام دون نسبان كشف و فضح الجمعيات المشبوهة و اجنداتها الخارجية و علاقاتها المسترابة مع دول دعمت و مولت الإرهاب -فكرا و تمويلا و تنفيذا ...
تونس اليوم هي محط انظار العالم على مستوى الانتقال الديمقراطي و القطع بشكل جدي و نوعي مع انظمة الإستبداد و الإستغلال في الوطن العربي المنكوب بحكامه و نخبه السياسية الغارقة في الفساد و الإنتهازية و الوصولية....لا يشك عاقلان في امكانية تأسيس الجمهورية الديمقراطية الإجتماعية التي يكون محورها الإنسان و مركزها الحقوق و الحريات و بعدها الإستراتبجي العدالة الإجتماعية.......
ليس لكل التونسيبن من سبيل للخروج من راهنية اللحظة المفعمة بالانكسار و الخيبات سوى رفع التحدي و المشاركة الشعبية الواسعة و الاستفادة من اراء و مقاربات شخصيات وطنبة وازنة من كل القطاعات مشهود لها بالنزاهة و الكفاءة و الإستقلالية .
تونس الحضارة و التي كانت لها السبق في تأسيس أول منظمة نقابية و أول رابطة حقوقية في الوطن العربي و القارة الإفريقية . بامكانها ان تذهب بعيدا في مشروعها الديمقراطي الإجتماعي و تكريس دولة المواطنة و علوية القانون على أرض الواقع بعيدا عن رفع الشعارات الفضفاضة و الدعاية السياسية الفجة..

كاتب سياسي من تونس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في