الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال الدين المسلمين والتطبيع مع الصهاينة .. مفتي عمان نموذجا

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


صوت مجلس الشورى العماني يوم الإثنين 26/ 12/ 2022 على توسيع قانون مقاطعة إسرائيل الصادر عام 1972. التعديل شمل حظر جميع الاتصالات الثقافية والاقتصادية والرياضية مع الدولة الصهيونية بما في ذلك التواصل الفردي مع الإسرائيليين بشكل شخصي أو عبر الانترنت. هذا الموقف العماني ليس غريبا، فسلطنة عمان شعبا وحكومة تدعم الحق الفلسطيني وترفض التطبيع، وأعلن مفتي السلطنة فضيلة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي عن دعمه الكامل لقرار مجلس الشورى بقوله" إننا نساند بشكل كامل قرار مجلس الشورى الموقر وهو إحكام مقاطعة الكيان الصهيوني في التجارة وغيرها، لأجل تماديهم في العدوان وعدم مبالاتهم بحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وهذا ما يدخل في الأخوة الواجبة بين المسلمين."
الشيخ الخليلي معروف برأيه الديني السديد، بنزاهته، بدفاعه عن قضايا أمته، وبمواقفه المغايرة لمواقف نظرائه العرب الداعمة للتطبيع؛ فالرجل رفض التطبيع بين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان ودولة الاحتلال واعتبره " خيانة لله تعالى ولرسوله ولكتابه وللأمة العربية والمقدسات"، ويتكلم بلسان المهموم بحالة أمته، المدرك لواقعها المأساوي المرير، والرافض لأي تنازل عن المبادئ والقيم التي تهم أمنها واستقرارها، وهاجم حكام التطبيع بطريقة غير مباشرة، واعتبر ان رضوخهم لإرادة العدو " والشد من أزره ضد بني الإسلام هو أشد جرما ولا يصدر إلا ممن في قلبه مرض، وهو طريق إلى الردة عن الإسلام."
ولهذا فإنه يختلف تماما بصدقه ووفائه لأمته عن قادة الإفتاء في الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل؛ فالمفتين " شيوخ السلاطين " في هذه الدول صمتوا، أو دعموا مواقف حكامهم المطبعين بقولهم إن تطبيع العلاقات بين دولهم ودولة الاحتلال من صلاحيات " أولياء الأمر "، وزعموا ان الشريعة الإسلامية مليئة بالنماذج للصلح والسلم وفقا للمصلحة العامة! وتجاهلوا الحقيقة وهي ان المسلمين وقعوا اتفاقيات مع أعدائهم من مركز قوة ولدعم استراتيجيات سياسية هدفها خدمة مصالح وأمن الأمة، ولم يوقعوا وثائق استسلام وتنازل عن دول أو مقدسات إسلامية، ولم يخذلوا إرادة الشعوب الإسلامية كما خذل حكام التطبيع العرب إرادة الشعوب العربية الرافضة للاستسلام والتعامل مع الصهاينة الذين يحتلون أرضنا ومقدساتنا ويهددون وجودنا!
وختاما نحيي الشيخ الخليلي لمواقفه المشرفة ونسأل: ألا يدرك مفتون ومشايخ التطبيع في الدول الإسلامية، وخاصة العربية منها أنه منذ الاسراء بالنبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام أصبح المسجد الأقصى وجميع الأرض المقدسة، أي فلسطين من البحر إلى النهر، معلما إسلاميا بارزا وملكا للمسلمين جميعا يجب عليهم أن يذودوا عنه يدافعوا عنه بكل ما أوتوا من قوة ويحرروه من الاحتلال الصهيوني؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟