الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيفارة كاشفة احزان افطوط

بوبكر سيدي امبيريك

2023 / 1 / 3
الادب والفن


"النَّيْفَّارَةُ".. كاشحةُ أحْزَانِ آفطُوط
بقلم الباحث: بوبكر ولد امبيريك
مع بداية موسم خريف 2021 نحُطُّ الرِّحَالَ بقريةِ "ولد اميليد" قَاصِدِينَ إِحدَى الدُّورِ العَامِرَةِ، والْمُسعِدَةِ لِأَهلِ "آفْطُوطْ"، بعدَ يومٍ شَاقٍّ فِي سِبَاقٍ مع غُيومِ السَّمَاءِ مَخَافَةَ أَنْ تَقْتَرِنَ السَّمَاءُ بِالأَرضِ، ويَمْتلأَِ الوَادِي، فَتَنْقَطِعَ رِحْلَةُ البَحْثِ وَالاستئْنَاسِ، بآخِرِ رَجُلٍ ظَلَّ عَاضًّا بِنَوَاجِذِهِ عَلى الْجُزْءِ الْمَهْمَلِ مِنْ ثَقَافَةِ وَفَنِّ مُورِيتَانْيَا الْجَمِيلِ الْعَصِيِّ عَلى الانْدِثَارِ وَالنِّسْيَانِ.
مَع قَاهِرِ الْحُزْنِ وَمُسْعِدِ النَّاسِ الْعَازِفِ (اجَّبَّابْ) (مُحَمّدْ ولد ابْرَيْكَهْ)، نَبْدَأُ إطلالتَناَ في التَّعرفِ إلى الوَطَنِ، في سِيَّاحَةٍ فَنيَّةٍ، وأَدبيّةً باذِخِةٍ، وحَدِيثٍ عن الذاكِرةٍ الوطنيَّةٍ في الفلكلورِ الشَّعبِيِّ، إنها "الناي" أو "النيفارة"، كما نسلطُ الضَّوْءَ على تَارِيخٍ كادَ يغمرهُ النسيانُ، وذَاتٍ، وَوِجدَانٍ ظَلاَّ حاضرينِ في أَخَصِّ خصائصِ المنظومةِ الثقافية للأمة الموريتانيةِ، فاستحقَتْ بذلكَ أن تَخلَّدَ، وأنْ تَبقَى حاضرةً بين الأجيالِ المختلفة، ونحنُ هنا في هَذِه الفُسحَةِ نريدُ أن نتَقَفَّى آثَارِ رِجَالاَتِهَا الْعِظَامِ الذِينَ ملؤوا الأسماعَ بقُوَّةِ الإنجَازِ وعراقةِ المُنجزِ، وإن غَابُوا عنْ مَحافِلِ التكريمِ والتَّقديرِ.
وَمَعَ أَنَّ تاريخَ الناي قدِيمٌ قَدْ يُعَاصِرُ تَارِيخَ الْإنسانِ، ويُرافِقُ وُجودَهُ في تَفَاعُلاَتِه مَع تَقَلُّبَاتِ الْأَزْمِنَةِ ومُحَاولاتِه إبْرازَ مَا حَاقَ بِه مِنْ أَلَمٍ، أو التَّعبِيرَ عن ما يلاقِيهِ من أفراحٍ، مع ذلك كُلِّهِ فإنَّ (النَّيْفَارَةَ) أخذتْ طريقهَا سالكاً إلى وِجدانِ الإنسانِ الموريتانِيِّ، منذُ البدءِ، وارتبطتْ في الحلِّ والتِّرحالِ، وسبقتْ إلى أعماقِهِ غيرَ مُدافعةٍ، وكانَ لها عِندَ أهل (آفطُوطْ) أو المنطقةُ الْمُمْتدَّةُ من سُهولِ (باركَيْوَلْ) بــ"لعصابة" إلى ما وَراءَ مقاطعةِ امبُودْ، مرُوراً بأوديَّةِ "كوركل" فمصَبّاتِ جَبَلِ (وَاو) الشَّامِخِ، كان لها ف في تلك المنطقةِ بالذاتِ مُبتدأُ الصوتِ ورَجْعُ الصدَى، على جهةِ التفضيل والاختيار.
النيفارةُ وول ابْرَيْكَهْ.. حكايةُ الإنسان والوجدانِ.
أخذّتْنَا جولةٌ مَيْدَانِيَّةٍ لاسْتِكْشَافِ تاريخٍ زاخر لهذه الآلة (النَّيْفَارَةُ)، فانطلقنَا إلى حَيْثُ مرابعِ (اجبابينَ) وملاعبِهِم في الرَّوَاحِ والغُدُوِّ، بين التِّلالَ والأوديةِ، وعلى الوهادِ ووسطَ أحراشِ مزارعِ آفطوط الطويل الممتدِّ، نتقفى آثَارَ رِجالٍ لا يصفُ الواصفونَ شَغَفُهم بــ(النَّيْفَارَةِ)، وعشقِهِم الطربَ، وتعلُّقَهُمْ بالجَمالِ، أولئكَ القومُ هُمُ المعروفون في ذاكرتِنا الشعبيةِ بــ(اجْبَابِيبْ) القائمينَ عَلىَ استنطَاقِ (النَّيْفَارَةِ) أو النفخِ فيِهَا، هؤلاء بالكاد تَخْلُو قَرْيةٌ من جَماعَةٍ منهُم أو من أَحَدِهم.
قادَتنا الرحلةُ إلى شَيْخٍ سبيعينيِّ كُبّار، وعازِفٍ مهوسٍ بباعِثَةِ الشّجَنِ، ومثيرةِ الوَجْدِ، ذلكَ هُو (مُحَمّد ولد ابْرَيْكَهْ)، القَاطِنِ بِــ(دَقْفَكـْ)، 30 كيلومتراً جنُوبَ (بارْكَيْولْ) نسألُهُ عن قصةِ إنسانِ (آفطوط)، والنايِ، عن الماهياتِ الأولى، ومتى بدأ هو العزفَ وكيف؟.
يقول العازِفُ العَارِفُ مُتَنَهّداً، والحُزْنُ يَنالُ من بقايَا وَجْهِهِ الذِي ارتَسَمتْ التَّجَاعِيدُ شوارِعَ ومنعرجاتٍ، بِفِعْلِ تَعَاقُبِ الأْيَّامِ واللَّيالِي: «كثيرٌ مِمَّا ألِفْنَاهُ تبَدَّلَ، وتَغيَّرَ، فلم تَعُدْ النَّايُ (النَّيْفَارَةُ) كَمَا كَانَتْ، ولا العازفُونَ كذلك»، ثم يضيفُ بعدَ لَأْيٍ: «لقدْ تَعلَّمتُ العزْفَ على يَدِ (ايسلمُ ولد ابَّاشَهْ) الذِي مُنِحَ تَاجَ الْعَزفِ، والحذقِ بالنَّايِ (النَّيْفَارَةِ) والمعرفةَ بها، فِي هذه المنطقة بلا منازعٍ، وَلم يكُن عُمرِي حينَهَا يتجاوز عشرينَ ربيعاً، ولم يتجاوز طُمُوحِي حُلمَ "جَبَّابِ" القريةِ، أسعدهم في الأفراحِ والمناسباتِ الخاصَّةِ، وأخوض غِمار الْمُسابقات التي كانت بالنسبةِ لنا مَعَارِكَ طاحنةً، ومن لم يكن محصَّناً بالمهارةِ والقُوَّةِ، يَقَعُ في شِرَاكِ الْمُنَافسين، ويَتَجَاوزُه الجمهورُ بكل بساطةٍ، ويفقد المعنىَ الذِي يُلهمه يحفزُه للمواصلةِ».
«محاولة انتزاعِ لقب "الجباب" من مجموعةٍ منَ القبائل والقُرى، أمر محفوفٌ بالمخاطر والتحدياتِ وليس أقلَّها ما يعرف بـ(ـالضَّرْبِ الْبَاطِنِ)، الذي تُسْتَخدَمُ فِيهِ كُلُّ أَنْوَاعِ الأدعيةِ، وأحياناً الشَّعْوَذَة والتَّمَائِمُ، وتقدِيمُ القَرَابِينِ للصالحينَ، مُرُوراً بحربِ الأَنصارِ وَالْمُعْجَبينَ».
يستطردُ (مُحَمّد ولد ابْرَيْكَهْ) في حديثٍ ماتعٍ عن علاقةِ "النّيْفَارةِ" بالوجدانِ، وكيفَ أنّها تتخللَ أعماقِ النفسِ، ومكامنَ الرُوحِ، وتدبُّ في الجسمِ دبيبَ الخمرِ في جسدِ السكرانِ، وهو ما أعطاهاَ مكانتَها كآلةٍ وربطها بالبساطةِ؛ فهي بسيطةِ من حيثُ مصدر صناعتها، والأشخاصِ الذين يعزفونها، لكنّها عظيمةٌ من حيثُ ارتباطها بحالتي الفرحِ والحُزنِ في آن معاً، وهي كما ترافقُ الراعِي في غنمهِ، وصاحبَ الحرثِ، تحضُرُ مجالسَ عِليةِ "أدبَايْ" وساستِهِ، إضافةَ إلى لياليِ السمرِ، وإشراقاتِ الحالمينِ من أهل النَّجْوى، وأحاديثِ القمر.
يتابع جليُسنا الحَديث تحت عريشه بالجانِب الشرْقِيِّ من قريةِ "ولْ امَّيْلِيدْ"، وبالقربِ منهُ أحدُ أحفادِهِ والوريثُ الشرعيُّ للمهنةِ، فيقولُ، والأسى يسبقُ كلماتِهِ، والقناعةُ تُطوّقُ حُروفَهُ: «... الحمد لله، لم يكن المالُ ولا تحصيلُهُ جزءً من اهتماماتِي، وما تعدَّى في نظري حدودَ الكفايةِ، مِنْ سَدِّ للحاجياتِ اليوميةِ، وواجباتِ الحياةِ الضَّرُورِيَّةِ، و ها أنَا اليومَ هنا وحيدا، قد بلغتُ من الكبرِ عُتيًّا، وَوَدَّعْتُ مُعْظَمَ الْأَصْدِقَاءِ والزُّمَلاءِ، وأنا –بلا شَكٍّ- أقفُ في الطابور أنتظرُ ساعَةَ الوَدَاعِ.
لا زائرَ يَزُورُنِي، ولا قَاصِدَ يُرِيدُنيِ، أَفنَيتُ حياتِي في تخليدِ ذاكرَةِ موريتانيا، ولم أتَلَقَّ تشجيعاً من الجهات التي تُقدِّمُ الهدايا بالسخاء، وترعى المهرجانات السنوية لباقي الفنوف وشتى أَشكال الطَّرَبِ »
ثم يقولُ: «مع هذا كُلِّهِ لم تسقط رايةُ "النَّيْفَارَةِ"، ولاَ افتقدها جمهورُهاَن وها أنا اليومَ أُقدِّمُ الدُّرُوسَ لِحَفِيدِي هذا، ومن أراد أن يَكُونَ عَلى دَرْبِ أَجْدَادِهِ، وقد تخَرَّجَ عَلى يَدَيَّ الْعَشَرَاتُ مِن العَازِفِينَ، وهذَا دَوْرِي وَقَدْ قُمْتُ بهِ، كي لا أَشعُرَ بِخُذْلانِ مُعَلِّمِي الأَوَّلْ، ولأكُونَ عند حُسنِ ظَنِّ النَّايِ بِي، أنِّي سلَّمتُها للأجيالِ وأهديها لهم، كما أهدانيها مُعلِّمي»
"اجَّبَّابْ" سعادةُ اللقبِ، وشموخ المعنى..
وفي رَدِّهِ على سُؤَالِنَا حولَ أسعَدِ اللَّحَظَاتِ التِي يَمُرُّ بِها "اجَّبَّابُ" يقولُ (ولد ابْرَيْكَهْ) أو قاهرُ الحزنِ كما يحبُّ أن يُنادَى: إِنَّ أَسْعدَ لحظاتِ الْعَازِفِ، وقتُ ارْتِدَائِهِ ملابِسَهُ، ونفسُهُ تُحدِّثُهُ، عما سيقدّمُهُ لإِسعادِ الجمهورِ، وبعثِ حُبّ "النيفارَةِ" فيهم من جديدٍ، ثمَّ لحظة وضعِ يضع مِنْطَقَتِهِ (امجاديل) على كتفَيْهِ، و"الجندريَّةِ" في معصمِهِ، قبل أن يبدأ بالنَّفْخَ في عودِه ِالْمُجَوَّفِ، أو قطعتِه الْمَصْنُوعةِ من أُنْبُوبٍ بلاسْتِيكِيٍّ، هكذا إذن هي حكاية البداياتِ بالنسبةِ لرجال الهضابِ الوعرةِ منْ مُوريتانيا، في كلِّ موْعِدٍ يتجدّدُ مع الجمهور، مستخرجين من "النيفارةِ" صوتاً لا يتوقَّفُ مَدَاهُ حتى يستقرَّ في الوجدانِ، ويمضيِ في تناغُمٍ مع دقاتِ القلب، موعدٌ لا يُخلفُ بل يتجددُ مع كلِّ حفل بهيج، يبرزُ من خلالهُ حذقةُ النفخِ حديثَ تلك الآلةِ ويبثونَ من سِرّها ويذيعونَ، بعد تكبدهم عناءَ مشقة قطع مسافاتٍ بعيدةٍ، في كامل زينتهم، وأرقى حُليهم، تاركينَ الْعَنَانَ للسعادةِ والمرح حتى النهايةِ، في جو أقلُّ ما يُوصف به دورانُ سكارىَ الوجدِ الإلهيِّ من صفوةِ الصوفَةِ الواصلينَ ذُرَى العشقِ بلغة أهل التصوفِ، والجامعُ دائماً التسامحُ والسموُّ، ونشدانُ الجمالِ ووصولُ الغايةِ على يدِ العارفينَ.
إنّ الحياة في أَوْدِيَّةِ (آفْطُوطْ) خلال فصول السنة وخاصة فصل الخريف، لا يكون لها طعم بدون الناي والجباب والراقصين.
ومع أنَّ تاريخ النَّاي أو "النَّيْفَارَةِ" قد يتربع على عرش الأسبقيَّةِ في التطريبِ وبلوغ النشوة في الفرح، أو التحزينِ وبلوغ الغاية في ذلك، فإن هذه الآلة النفخية التي تعتبر أحد الآلات الأساسية في الموسيقى الشرقية العربية، ويعود استخدامها لأكثر من خمسة آلاف سنة، مما يجعلها أول آلة عرفت في تاريخ الموسيقى بجدارة واستحقاق.
تستخدم النيفارة في أوقاتٍ معلومةٍ وبحضورِ من استطاع تلبيةَ نداءِ (الرّكْ) في أيامه التي تبقى محفورةً في ذاكرة الصغار قبل الكبار، ومن أيام النفخ في النَّايِ المميزة، والتي سيتمُ لاحقاً التأريخُ بها، وحفظها كجزء من الذاكرةِ لا يُنسى، ولا يَندثر، سواء كانَ ذلكَ اليومُ عيداً، أو يوم امتلاءِ السَّدِّ أو أحد أيَّامِ حصادِ الحُقُولِن وكذا يومش حفلِ الزفاف ولحظاتِ إكرام الضيوف من ذوي المنزلةِ والترحيبِ بِهِم …، للنيفارة مقامين من مقامات آزوان هما: «اكحال فاق» و «ابياظ سنييم».
لها أيضا "قَنّاياتٌ" خَالدَةٌ توارثتها الأجيال، وبها يتم التغني والتلحين، مع ما يتم استحداثه من "قَنَّاتٍ" بين الحين والآخر لأسباب وأحداث اجتماعية، أو سياسية، أو غيرها، ومن تلك "القَنَّايَاتِ" (اجْرَادَهْ كالو عنها لحكت انجاجبني، وْجَاهَا الْوَالِ ايْدَوْرْهَا، واحْرِيثتْ لُودَيْ يَدَنِّكْ تِنْكْجَايْ، وألَّ وَادْنَهْ جَاب الْمَاء...)
يصل طول "النيفارة" سبعين سنتمترا (70 سم)، وهي عودٌ مُجوَّفٌ، لهُ خمسُ فتحاتٍ صغيرةٍ دائريةٍ، تمتدُّ على طولِها، أربعٌ أخرى مُتَقَارِبَةٌ، يضع العَازِفُ عليها أصابعه، والفتحةُ الخامِسةُ في الجانبِ الْعُلْوِيِّ لـ"النَّيْفَارَةِ" ينفخ (ايْنَفْرِ) العازف منها.
يتميز عازف الناي (الجباب) بملابسَ خاصةٍ، وهي: سروالٌ كبيرٌ مزركشٌ، يصل إلى ما تحت الركبة، وشبهُ قميص صيفي، وللعازفِ مرافقٌ يذهبُ معه، وَ عادة ما يكون هو ضارب الدوف.
يقسم عزف الناي عند أهل أفطوط إلى قسمين ولكل منها نايُهُ الخاصة يهِ، بل حتى صنفُ الراقصين عليه، فالناي المصنوعةُ من الغاب تسمى (بالنيفارة لكبيرة)، وصوتها غليظ ولا تعزف إلا في المناسبات الكبيرة عند القوم، وذات المكانة عندَ القومِ.
أما الصنف الثاني فيعرف (بالديداي)، وجمهوره من صغارِ السن درْدَقِ الفتيان والفتيات وعزفُ هذِهِ أسهل من الأولى، وكذا "قنَّايَاتُهَا"، ولا تحتاج لعظيم مناسبة حتى تُعزف، وإنَّمَا تعرفُ بسببٍ وبدونه، ويُسمَّى مَيْدَانُ العَزفِ بـ(الرك)
ومن أماكن (آفطُوطْ ) التي لا تزالُ محافظة على الناي بشكليها "دباي لكنيبة" و"دباي لحرش" و"فم لكليتة" بمقاطعة امبود، وكذا "الغبرة" و"شِمْبِلْل" و"لعويسي" و"أدباي أهل مرزوك" بمقاطعةِ بَارْكَيْوَلْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى