الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تغير عقلك؟

حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)

2023 / 1 / 3
الادب والفن


كيف تغير عقلك؟ هو برنامج وثائقي متاح على النيتفليكس، يرصد تجارب طبية وشخصية لاستخدام عقارات الهلوسة المنتشرة في الكوكب الأرضي . منها الطبيعي مثل الفطر السحري وأغلبها مصنّع مثل عقارLSD و عقار MDMA.
يناقش البرنامج حالات علاجية تحت إشراف طبي لعلاج مختلف الصدمات والاضطرابات النفسية، ويتبنى نظرية أن المهلوسات تساعد اطلاق الدفاعات الفطرية الكامنة في الأعماق لتجاوز الاضطرابات الروحية .
بغض النظر عن ذلك، فقد أحسست بمتعة وأنا أكتشف أن حالات اللاوعي الإنسانية الكامنة ، والتي تظهر بعد تناول المهلوسات هي حالات شعرية صرفة..
لا أعرف تفسير ذلك، لكنه يشعرني بالفضول العميق ، فإن كان الشعر مكوناً أساسياً للوعي - الروح.- النفس ، فهذا مؤشر على قدرة الشعر على إحداث التغيير.
إن سيالات الأحلام، والاندفاعات الوجدانية ، والذكريات التي تطلقها المادة المهلوسة تأتي على شكل صور شعرية مدهشة، بل تسرد ذاتها سرداً أدبياً شعرياً. وهي بالنتيجة تتيح رؤية حقيقة النفس دون رفض للذات، فهي تمنح البصيرة النافذة إلى النفس ، وهذا بالضبط ما يفعله الفن.
نموذجان من تجارب الهلوسة بضمير أصحابهما:
١
بدأت أشعر بغرابة من نوع ما، وشعرت بقوة لا تردع. أذكر أنني كنت أحاول ممانعتها، حتى أدركت أنها قد سيطرت علي.
راودتني ذكرى أحد معارفي الذي مات حين كنت في مراهقتي. لقد وقع عن جرف.
بدأت أهوي معه، ارتطم هو بالأرض، وأنا واصلت السقوط، تقلصت أكثر فأكثر، حتى لم يبق مني سوى بذرة صغيرة أشبه بنواة كينونتي.ثم اختفت بدورها.. وبعدها متُّ تماماً. لم يكن شعوراً، لم أر نفسي أموت ، ولم تكن تجربة خروج من الجسد. لقد مت فعلاً، وأصبحت تراباً، وجربت معنى أن تكون تراباً، ثم نموت ببطء، لأصبح شتلة بطول مترين تقريباً. كان ذلك عجائبياً حقاً!
لقد عشت الفصول المختلفة، الربيع والنمو والشتاء. وحين أصبحت شجرة ، رأيت نفسي ، نفسي البشرية وزوجتي وابني وكلبي يعبرون. ومددت يدي البشرية يدها ، وأخذتُ فرعاً من نفسي الشجرة ولاعبت طفلي بها ، لوحت بها حوله.
لا تزال هذه الذكرى تسعدني، يبدو هذا انفعالياً، لكن كان مبهجاً بحق. وأثناء تجاوز عائلتي لي، عدت من كوني شجرة إلى جسدي البشري، وشرعت كل ذكرياتي تعود لي. عشت ولادة ابني مجدداً، وعشت ولادتي مجدداً! كان ذلك مهولاً.
٢
بدأتُ بتناول غرامين من الفطر المجفف. قامت المرشدة الروحية بوضع واقي العينين لي ، وسماعات من أجل الموسيقى. كنت قد خططت لأن أسمع متواليات التشيلو المنفردة لباخ وهي قطعة موسيقية أعرفها وأحبها. كنت قد سمعتها في الجنازات حقيقة، وهي حزينة فعلاً.اختبرت هذه الموسيقى كما لم أفعل من قبل. شعرتُ أنني في جوف مساحة مغلقة متمثلة في التشيلو، حتى أنني كنت أحس بشعر الحصان والقوس يمر على جسدي.
في مرحلة ما شعرت أن إحساسي بذاتي ينهار، نظرت ورأيت نفسي أنفجر لأصبح سحابة من الأوراق الزرقاء. إذا تصورتَ أوراق مخطوطة تذروها الرياح، فسوف تركض محاولا إعادة تجميعها، لكنني لم أشعر بحاجة أو رغبة لجمع الأوراق قبل أن تطير مع الريح.
فكرت في نفسي" حسناً اذهبي لقد أديت غرضك"
ثم نظرت ثانية ورأيت نفسي على الأرض منتثراً مثل بحيرة صغيرة من الطلاء.
كان علي الذهاب إلى الحمام في وقت لاحق، لا أعرف كيف أصف ذلك ، إلا أنني طرحت مقداراً مذهلاً من الماس، وانبثقت من المرحاض أنماط كسرية، كان ذلك رائعاً. وحين انتهيت من طرح الألماس، شعرت بالثقة الكافية لأنظر في المرآة. رأيت جمجمة بجلد مشدود للغاية، إلا أنها لم تكن جمجمتي ، كانت جمجمة جدي الذي كنت مقرباً منه والذي آلمني موته بشدة. كان هناك وكنت هناك مندمجاً معه بشدة حتى أنني فقدت ذاتي. لقد تصالحت حينها مع الموت بطريقة غريبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا