الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحذر من تقرير لجنة بيكر: الفشل الأمريكي يقر بتقسيم العراق

كهلان القيسي

2006 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لقد تسربت أنباء من إن اللجنة المستقلة التي تشكّلت في الكونكرس بموافقة الرّئيس جورج دبليو بوش، قد توصي بتقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق ذات حكم ذاتي، طبقا للمصادر حسنة الإطلاع.
مجموعة تقييم ودراسة وضع العراق ، كما ذكرت التايمز التي ترأسها بالمشاركة السيد جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي السابق، تستعدّ للإعلان-- بعد انتخابات الكونكرس الشهر القادم – بأن العنف الطائفي والهجمات على قوّات التحالف تتصاعد وهي خارجة عن السيطرة ، وان العنف يودي بحياة أكثر من 100 مدني في اليوم والتفجيرات وصلت الى الأرقام القياسية.
ولأجل إيجاد بديل لخطة بوش والمحافظين الجدد الفاشلة في العراق، قد يقسم العراق الى ثلاث مناطق أو بالأحرى ثلاث دول لتلافي العنف والوضع الأمني ، ويمكن لأمريكا أن تختار المنطقة الأكثر أمنا لإقامة القواعد العسكرية، ومن خلال دعوة جلال طالباني فتعتبر المنطقة الشمالية المرجحة لإقامة مثل هذه القواعد.
من غير الواقعي أن يكون موضوع الملف الأمني هو الدافع الرئيسي لتفتيت العراق، ولكن حتى ولو فرضنا إن هذا ، هل يمكن أن يؤدي الى استقرارا الوضع الأمني في العراق وتعيش القوات الأمريكية بأمان، بالتأكيد الجواب لا ومن خلال الوقائع التالية.
المنطقة الشمالية
مصير المنطقة الشمالية واستقراها ( واستقلالها المفترض) معتمد على دخول دولة إسلامية كبرى النادي المسيحي وهذا مستحيل ألان، فالتنازلات التي قدمتها تركيا من خلال علاقتها بإسرائيل-- لتمكين إسرائيل من إيجاد موطئ قدم في العراق-، ثقيلة على الأتراك، وسوف لن يقدموا أكثر من هذا، ومنه مطالبتهم بالاعتراف بما يسمى بمجازر الأرمن، والاحتلال التركي لبعض الولايات الأوربية، وهلم جرا، ولاعتقد إن القوميين الأتراك سيقدمون أكثر من هذا، وهذا يجر الى إن مصير المنطقة الشمالية في العراق مرتبط بما ستحصل عليه تركيا، إضافة الى إن الحكومة الإقليمية في المنطقة الكردية قائمة على الأساس العشائري وسننهار قريبا، إضافة الى وجد تيار إسلامي قوي النزعة لا يمكن تجاهله في شمال العراق.
المنطقة الوسطى
المنطقة الوسطى وبضنها بغداد، سوف لن تهدأ أبدا في وجه الأمريكان، وحتى وان هرب الأمريكان من هذه المنطقة، ففيها قوتان رئيسيتان، -- هذا إذا افترضا إن الجهات الخارجية والداخلية التي تقف خلف التهجير الطائفي استطاعت تهجير معظم أفراد الطائفة الشيعية منها،ومحاولة دفعهم نجو جنوب وسط وجنوب العراق- القوتان الرئيسيتان هنا هما المقاومة الإسلامية ، البعثيين، وهاتان القوتان ، بالرغم من التقائهما ألان في محاربة عدو واحد، ولكن حين يأتي وقت السلطة سوف يتحاربان، فالمقاومة الإسلامية هي صاحبة الفضل الأول في مقارعة المشروع الأمريكي في العراق وتتمتع بمساندة إسلامية شعبية إقليمية وقدمت التضحيات الكثيرة، والبعثيين الذين خسروا الدولة والعراق سيحاولون استعادة ما تبقى من هذه الدولة ولوا في المنطقة الوسطى، ويمكنهم التعامل
بجدية مع بعض شيوخ العشائر فلهم خبرة كبيرة في ذلك،وهناك سيكون مركز القوى بين طرفين احدهما مشترك وهو العشائر، أي سيكون بعثيون عشائريون وإسلاميون عشائريون، وهنا يمكن أن تحل المشكلة الأمنية بين طرفين فقط في حالة تنازل البعثيون قليلا من علمانيتهم الى الإسلاميين.أما العناصر الإسلامية من غير العراقيين وهم قلة سيغادرون المنطقة بعد حين.
المنطقة الجنوبية
المنطقة الجنوبية معقدة أكثر من غيرها، بسبب قوة التيار الديني المسيطر عليها وتشعب الأفكار فيه من ولاية الفقيه الى معرضتها، ووجود تيار عشائري لا يستهان بقوته رافض لهذه الهيمنة، وهنا يلعب العامل الاقتصادي أيضا دورا مهما في عدم استقرار هذه المنطقة,أولا النفط وهو المشكلة الكبرى ، فقسم من الشعب يحاول الحصول على حصته بشتى الطرق وقسم أخر يريد ربط هذه المنطقة بإيران، وهذا التنازع بات واضحا في الوقت الحاضر بين العديد من هذه التيارات، والعامل الأخر السيطرة على موارد العتبات المقدسة وأعداد الزوار التي تدر ملايين الدولارات، وحصلت مناوشات كثيرة بخصوص هذه النقطة.إضافة الى وجود قوة مسلحة مهيمنة تقريبا على المنطقة مرتبطة بإيران ، وتحاول تحويل جنوب العراق الى إيران مصغرة ،هذه المنطقة وحسب خريطة الدم التي نشرت مؤخرا يمكن تشمل معظم جنوب إيران التي كان قبل 85 عاما إمارة عربية تابعة للعراق.
إذن إن الوضع الأمني سوف لن يستقر في هذه المنطقة وستشتعل الحرب الخفية ألان بين الأطراف الشيعية الى حرب علنية. إضافة الى ذلك وهي النقطة الأهم على الصعيد الإقليمي، فوجود هذه المنطقة شبه المستقلة بجوار الممكلة العربية السعودية المعارضة بشدة لوجودها، والى الكويت التي تساند وجود هذه المنطقة بعدم دراية، مجرد انتقام أعمى من العراق،سوف يكون استقرارها صعب المنال.
طبعا هنا في هذه المعادلة تستثنى التيارات العلمانية والمدنية خصوصا في منطقتي الوسط والجنوب، كونها ضعيفة جدا وغير مسلحة وغير مدعومة من أطراف خارجية فوجدوها على الساحة لا يكاد يؤشر الآن في هذه الظروف، خصوصا وان معظم قادتها قد هاجروا الى الخارج.

إذن منطقيا إذا كان هدف خطة بيكر هو الاتجاه الى هذا الحل، فهو مخطأ ومن يعاونه مخطأ، لأنه لا يمكن وضع حلول أسوأ من الخطأ نفسه. نعم قدمنا تحليلا واقعيا لما ستئول إلية أهداف خطة بيكر ولكن ما هو البديل، إن البديل بسيط جدا ابسط مما تجيش له واشنطن ألاف الخبراء وتصرف عليه مليارات الدولارات.

الحل:
إذا افترضنا إن الأكراد قد اختاروا طريقهم، فيمكن لحكومة إقليم كردستان الاحتفاظ بالمحافظات الثلاث، بحدودها قبل 9-4 2003، مع إعطائهم ضمانات بحصولهم على توزيع متساوي للثروات من كل نفط العراق وليس كركوك فقط، وبهذا تكون فدرالية محلية لامركزية السيادة والتمويل، وثانيا جمع العرب السنة والشيعة على طاولة واحدة وتقاسم باقي السلطة المحلية في العراق على أساس السلطة والثروة، وان تكون هناك حكومة مركزية لكل العراق، ووجود سلطات محلية لكل محافظة تتمتع بما تتمتع أي قرية هولندية الآن،ففي هولندة الفدرالية الإدارية والاقتصادية تنبع من القرية الواحدة، ففي كل قرية علم خاص ورئيس قرية ومدير مالية يدير شؤونها.
كل هذا يجب أن لاننسى إن العراقي من أكثر شعوب الأرض تعصبا لعراقيته الوطنية وتفاخره بتاريخ أجداده، وتعايشه السلمي ، واعتزازه بكل ما نبع من هذه الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام