الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في احوال القراءة / اراء

رياض قاسم حسن العلي

2023 / 1 / 3
الادب والفن


يقول بورخيس في احدى تجلياته ‏"يجب أن تكون القراءة إحدى أشكال السعادة الخالصة،ولذا فإني ألقي بوصيتي الأخيرة -والتي لا أخطط لكتابتها-إلى جميع قرائي الحاليين والمستقبليين بأن يقرؤوا كثيراً و لا يغتروا بسمعة كاتب ما، اقرؤوا من أجل متعتكم و لأجل أن تسعدوا فهذه هي الطريقة الوحيدة"
وكلامه هنا صحيح جدا وينم عن خبرة واسعة ودراية في الكتاب فكيف لا وبورخيس يعد رمزاً لكل قراء العالم ولا ينافسه في ذلك الا تلميذه ومواطنه مانغويل الذي كرس مفاهيم القراءة عبر عدد من الكتب صارت ايقونات لكل قارئ في كل انحاء العالم، يقول مانغويل " ‏"القراءة مثلُ التنفس ، إنّها وظيفة حيوية أساسيّة " وهي كذلك فعلاً
ونحن معشر القراء - خاصة في هذا العصر- لم نعد نشعر بإغراء كبير نحو الاسماء الرنانة في عالم الادب مثلاً حيث يكتسب القارئ خلال مسيرته خبرة لابأس بها بحيث يستطيع ان يتعرف على الكتاب الجيد والسئ بعيداً عن هذه الاسماء التي يقال عنها بأنها كبيرة وهي في الحقيقة وللبعض منها مجرد كذبة ترويجية ويخشى النقاد الاشارة الى ضعف مايكتبه هؤلاء الكبار لأن البربوغاندا قد فعلت فعلها في الترويج لهم وكذلك الشللية المنتشرة في الوسط الادبي وحاجة بعض المنتمين اليه الى اصنام يلوذون اليها كي لايخسرون بركاتهم او بركانهم في نفس الوقت.
لكن ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المعنية اخذ العديد من القراء يبدون رأيهم فيما يقرأون وحتى الصحف الورقية انتبهت الى هذا الشئ ففتحت ابوابها لهؤلاء القراء القادرين على تحليل وتفكيك مايقرأون كل بحسب امكانيته وقدرته واستيعابه.
في رواية "كافكا على الشاطئ" يذكر البطل "كافكا تامورا" طريقته في القراءة قائلاً : "لا أندفعُ في القراءةِ كأنني في سباق، بل أُعيد قراءة الأجزاء التي أعتقد أنّها الأهم حتى أفهم مغزاها، حتى تُصبح ملموسة بالنسبة إليّ، شيئًا فشيئًا تتغلغل مختلف أنواع المعرفة إلى عقلي".
وصحيح ان الاعمال الكلاسيكية تحمل سحراً من نوع ما لكن ليس بالضرورة ان على القارئ أن يقرأ هذه الاعمال بشكل حتمي فقد اعترف الروائي الإيطالي "أمبرتو إيكو" بأنه " : "لم أقرأ (الحرب والسلام) إلا حين بلغت الأربعين من عمري." والناقد والأديب المغربي "كيليطو" بقوله: "هكذا انتظرت سن الأربعين لكي أقرأ ثيرفانطس". بينما يقر ‏ الأديب السويسري من أصل ألماني هرمان هيسه بأنه ليس مهمًا أن تكون قد قرأت كثيرًا وحصّلت أكثر، بقدر ما هو مهمّ أن يضفي عليك ما قرأته (في حياتك ، وكلامك، ومدى استمتاعك بالحياة والقراءة نفسها) ، بهجة وثراءً روحيًّا.
والجميل في قراءة الروايات والقصص والشعر هو النسيان فلربما نعود اليها بعد حين حيث يقول الكاتب البرتغالي "بيسوا" مواسيًا لكل من يعاني من نسيان ما قرأه مِن كُتب: على الرغم من أني كُنت قارئًا نهمًا ومتّقدًا ، إلا أنّني لا أذكرُ أيًّا من الكُتب التي قرأتها، قياسًا إلى أنّ قراءتي كانت انعكاسًا لفكري، لأحلامي، أو بالأحرى تحريضاً على الحلم.
وقبل فترة طويلة اخبرني صديق روائي بأن كل من يريد ان يكتب رواية عليه ان يقرأ مائة رواية وهنا تذكرت ماقالته رضوى عاشور : قرأتُ لأجل القراءة وليس للكتابة، كُنت أبحثُ عن شيء لا أعرف بالتحديدِ ماهيته، كأني راغبة في الفهم أو كأنني أتشاغل عن همي بحكاية همّ قديم يجاوب ما في القلب، وإن خفف عنه بإلهائه قليلاً عن ذلك الذي ما عاد يطقيه.
وفي الختام أعتقد ان ماقاله عبد الجبار الرفاعي يختصر كل ماذكر:
منذ نصف قرن وأنا أقرأ، يتسع شعوري بجهلي وتتوالد أسئلتي كلما اتسعت قراءاتي وازدادت وتنوعت مطالعاتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم