الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«ملوكُ الصناديق» شعر/مؤمن سمير.مصر

مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)

2023 / 1 / 4
الادب والفن


كانت روحُ أبي تخرج من صندوقها لتزور السوق القديم، تصطادُ الخُبثَ من ضحكات العجائز وتُضيِّق ما بين حاجبيها و تتنهد.. تنطُّ في الأجولةِ و في حكايات اللصوصِ و الهارباتِ و حتى مواعيد الفيضان و رفرفة الحربِ في القلوب.. روح أبي التي كانت تُخرج لنا من جرابها أبواباً مسحورةً تضحكُ كلما صرخنا من التنينِ الذي يكحت الملامح.. ملامحنا التي اختارها أبي برويةِ راهبٍ راسخٍ فوق الجبال.. هذه الروحُ صخرةٌ، مسنونةٌ كأنها ماءُ بحرٍ ملتاث.. حيةٌ لها أجنحةٌ و حبالٌ تشدُّ نظرتنا لحد المنتهى.. هذه الجافةُ كلما هدأ الليلُ أو عادَ كأهلهِ مسكيناً، تشبهُ غَيْمَاتٍ وعواصف ضالةً وعمياءْ.. كلما نبتت شجرة في الفِناء الخلفيِّ، أو دقت ذكرى على شُبَّاكنا لتملأ جرة الماءِ، تشدُّ هي من الغابة ناراً وتفرُّ بها من الحنين.. هي روحٌ شكاكةٌ في الجانب الأعم، تظن أن الله ما أعادنا إلا لنَزُقَّها في الصندوق.. كأنها لا ترانا ونحن نغمض عيوننا، ونقول كل فجرٍ جبَّارٍ أوحشتَنَا يا أبي.. كأنها لا تراقبُ زفراتنا وهي تُحَلِّق في سماء الغرفة لترضى علينا روح أمي و تهمس من قلبها سأخرج الآن من صندوقي، بلا عصا لها زوائد تخدش لحمي و ترسم أسواقاً بعَظْمي و حوائطَ و متاهاتٍ ملونةٍ.. تقولُ، هذا بيتي الجميل، الذي تمرُّ عليه أيامٌ بحالها بلا رعشة.. و هذه أحضاني لأولادي الشجعان الذين يكبرونَ كلما تَبَخْتَرْتُ بين الممراتِ و الظلالُ تنحني.. ثم يشكرون اللهَ لأنهُ أرسل فيهم مَلِكَةً مهيبةً.. يصيحُ ديكها في كلِ الحكايات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا