الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيارات الاسلام السياسي مستمرة في تصعيد مجازرها ضد العمال في العراق

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2006 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


مع استمرار الحر ب الطائفية وغرق المجتمع في دوامة القتل الجماعي والمذابح الطائفية اصبح العمال والعمال العاطلين عن العمل في العراق مستهدفين بشكل مقصود بجرائم الارهابيين وميليشيات الاسلام السياسي السني والشيعي. فخلال اكثر من ثلاث سنوات لم تتردد تلك الجماعات والتيارات الاسلامية الطائفية والبعثيين لحظة عن ارتكاب المجازر الجماعية واختطاف العمال وقتلهم الجماعي في ساحات الانتظار للعمل، في المعامل والدوائر وداخل وسائل النقل الجماعية ووسط صفوف العاطلين عن العمل امام الدوائر الحكومية لتسجيل انفسهم للاتحاق بالجيش والشرطة كوسيلة لادامة حياتهم وحياة عوائلهم. تمت هذه التصفيات الجماعية في مدينة بغداد وغيرها من المدن التي يعم فيها الفلتان الامني والحرب الطائفية والاعمال الارهابية.
لقد تصاعدت وتيرة جرائم القتل الجماعي المستهدف للعمال والعاطلين عن العمل مع ازدياد شدة الحرب الطائفية ومنذ الاشهر القليلة الماضية فاعداد البولتن الخبري لاتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق تعطي صورة عامة عن ما تجري من تصفيات جماعية بحق العمال في العراق. ان اخر حدث على هذا الصعيد هوحادث اختطاف 26 عاملا في منطقة حي العامل في بغداد و قتل 22 منهم.
ان ما يروج له بعض اقسام اليسار في الغرب لصالح الاسلاميين بذريعة الدفاع عن الـ"مقاومة" ليس الا دفاعا عن هؤلاء المجرمين الملطخة اياديهم بدماء عشرات الالاف من السكان الابرياء في العراق شيابا وشبابا واطفالا، رجالا ونساءا ومن ضمنهم العمال والعاطلين عن العمل. ان الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي سواء كان في موقع المقاومة او في الحكم، حليف الاحتلال اوفي موقع مضاد له، فانه حركة سياسية رجعية غير انسانية وارهابية من حيث الجوهر وهو بالاساس عدو الطبقة العاملة وقيمها التحررية والمساواتية والاشتراكية. ان الاسلام السياسي بطبيعته عدو الانسان وخانق حقه في التمتع بالحياة والعيش بحرية ورفاه, ليس هذا فقط، بل من حيث منشاءه قد دخل الساحة السياسية منذ البداية في الشرق الاوسط والعالم العربي وبدعم الدول الغربية بوصفه حركة مناهضة لراديكالية الطبقة العاملة والاشتراكية. كما واتت هذه الحركة الى سدة الحكم في ايران بوصفها قوى الثورة المضادة وكنتيجة لاجهاض ثورة شعبية وحركة راديكالية ويسارية للطبقة العاملة التي لعبت دورا قياديا في تلك الثورة. ان ما يسمى بـ"مقاومة" الاسلام السياسي ليس الا سباق ارهابي بوجه الغطرسة الامريكية وارهاب الدولة لامريكا ولا تغير ذرة من موقعهم الطبقي والجرائمي بوجه الانسانية والطبقة العاملة والجماهير.
ان تيارات الاسلام السياسي بوصفها حركة سياسية للبرجوازية في الوقت الذي تقوم بالجرائم والقتل الجماعي للعمال وخنق الحركة العمالية، تسعى بشتى الطرق وباستمرار لخلق الانشقاق داخل صفوف الطبقة العاملة وتفتيت وحدتها النضالية على اساس الدين والطائفة والمذهب, فانها تحاول بشتى الاساليب، وعندما يرى بان العمال يقومون بالنضال الاقتصادي الموحد دفاعا عن حقوقهم ومطالبهم ، بتفريق صفوف العمال والتدخل السافر واستخدام العنف والقيام بالقمع ضد العمال وايجاد منظمات ومجموعات عمالية " اسلامية" موالية لهم داخل صفوف العمال او حتى السعي لايجاد نقابات تابعة لهم على نمط البعثيين.
ففي اجواء العراق اليوم وفي ظروف سيناريو الاسود الحالي الذي يمر به المجتمع حاولت ولا تزال عصابات الاسلام السياسي السني والشيعي نقل عدوى الحرب الطائفية الى العمال في اماكن العمل والاحياء العمالية ولكنها فشلت في تحقيق ذلك فبدات فرق الموت التابعة لها وميليشياتها ومجموعاتها الارهابية باختطاف العمال والقيام بالمجازر الجماعية ضدهم وهذا هو ما نراه يحدث بوتائر ماسوية في الوقت الراهن.
غير ان تيارات الاسلام السياسي لا تكتفي بذلك بل كحركة سياسية رجعية تقوم الجماعات المرتبطة بالحكومة الحالية من الصدريين والحكيمين والدعويين وغيرهم بالسعي المتواصل لتفريق صفوف العمال ونقل العنصرية الطائفية والدينية بشتى الطرق الى صفوفهم وتفريقهم على ذلك الاساس وينخرطون عمليا في خلق مجموعات تابعة لهم داخل الطبقة العاملة لتخدم مصالحهم وسياساتهم الرجعية. انهم سعوا بالفعل لتشويه الحركة الاعتراضية العمالية لعمال نفط الجنوب هذا الصيف وفرض اجندة اسلامية طائفية على تلك الحركة عن طريق المجموعات النقابيية البيروقراطية الموالية لتيارات الاسلام السياسي الشيعي داخل عمال نفط الجنوب. ان البيانات التي صدرت عن هذه المجموعات كانت شهادة واضحة بمدى بعد تلك المنظمات عن المصالح الطبقية للعمال.

واقع الحال هو ان مع نمو الحركة العمالية ستحاول تيارات الاسلام السياسي بوصفها حركة سياسية رجعية وقوى ميليشية قامعة بالتدخل في الحركة العمالية وخلق التفرقة بين صفوفها. ان الوقوف بوجه ممثلي الاسلام السياسي داخل الحركة العمالية مسالة في غاية الاهمية حيث انهم لا يمثلون باي شكل من الاشكال مصالح العمال ولا الحركة الاصلاحية داخل الاعتراض العمالي ويفتقدون الى تاريخ كهذا. ان مسالة الدين امر شخصي متعلق بالافراد واني عندما اتحدث عن تاثير التيارات الاسلامية داخل الحركة العمالية لا اقصد ما يعتنقه العمال من الاديان بوصفهم افرادا. بل اقصد بان المجموعات التابعة لتيارات الاسلام السياسي ليس لها شئ يربطها بالطبقة العاملة وقضاياها الطبقية. على العكس من ذلك فان ممثلي تلك التيارات والاحزاب الاسلامية داخل صفوف العمال هم مناهضون لمصالح العمال وسينفضحون مع كل تطور وتقدم في الحركة العمالية وفي المراحل المختلفة من انكشاف المصالح الطبقية للعمال. فليس هناك طريقا الى الامام بدون رفع الراية التحررية للعمال وتقوية الحركة الاعتراضية المستقلة للعمال الحركة التي ترفع المطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعمال بوصفها طبقة اجتماعية. ان اتحاد المجالس والنقابات العمالية هو منظمة جماهيرية عمالية ترفع هذه الراية العمالية التحررية وهي اداة جاهزة بايدي العمال لتوحيد صفوف اعتراضهم الحالي الجماهيري وتحقيق مطالبهم العمالية.
عاش اتحاد المجالس والنقابات العمالية.في العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان