الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل تتراجع عن فك الارتباط وإخلاء مستوطنات جنين

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 1 / 5
القضية الفلسطينية


نهاد أبو غوش
أكد المختص في الشأن الصهيوني نهاد ابو غوش، أن نية الاحتلال إعادة الاستيطان في بؤرة "حومش" شمال الضفة الغربية المحتلة والتي سبق إخلاؤها في عهد حكومة شارون عام 2005، هي خطوة تصعيدية خطيرة تأتي ضمن مجموعة من الإجراءات العنصرية ضد الفلسطينيين، ومنها: السيطرة على أكبر مساحات ممكنة من الأراضي المحتلة وخاصة المناطق المصنفة (ج) والتي تعادل مساحتها نحو 62% من مساحة الضفة، وتهويد القدس مع خفض نسبة سكانها الفلسطينيين العرب إلى إجمالي عدد سكان المدينة، ومواصلة سياسات التمييز العنصري في التعامل مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 من خلال نزع الشرعية السياسية عن نشاطهم وعن طريقتهم في التمسك بهويتهم الوطنية وهموم شعبهم الفلسطيني وتعبيراتهم عن حقوقهم السياسية والمدنية، وحتى في مجال التعامل الأمني بمزيد من عمليات القتل والإعدام الميداني وتخفيض شروط إطلاق النار، فكل هذه الأشياء هي اتجاهات تصعيدية مع الاحتلال الصهيوني.
السيطرة على المدن
وقال أبو غوش خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":"الإسرائيليون يريدون السيطرة على المنطقة من خلال المخطط الذي أُعلن عنه وضم هذه الأراضي، موضحاً أن القرار ينطبقُ على الأراضي المصنفة "ج" وينطبق على مساحات واسعة من محافظة جنين، حيث إن مخطط الانسحاب عام 2005 تم بموجبه إخلاء 4 مستوطنات في المنطقة وبالتالي تم توسيع منطقة "أ"، وبذلك تسعى حكومة الاحتلال لتنفيذ الخطة المعروفة والقائمة على "حشر" الفلسطينيين في أماكن سكناهم، والسيطرة على المدن الفلسطينية من مساحات ومناطق حيوية بحجة أنها أرض "إسرائيل" ويُمنع التنازل عنها، ويُعطون فقط للفلسطينيين حق البقاء والعيش مع بعض الحقوق المعيشية في إدارة شؤونهم مع حرمانهم من أية حقوق سياسية وسيادة سواء على الأرض أو الأجواء أو الموارد مثل المياه أو على مصيرهم ومستقبلهم السياسي ، واضاف أن اليمين الإسرائيلي الفاشي لا يعترف بوجود شعب فلسطيني ويرى أن الفلسطينيين هم مجرد "سكان" عرب ليس لهم حقوق قومية في ما يسمونها "أرض إسرائيل" .
ورأى أن الاتجاه المتطرف في "إسرائيل" يتشجع من انعدام ردود الفعل العربية والدولية، وتغريه حالة الضعف الناجمة عن الانقسام الفلسطيني الداخلي، موضحاً أن الاحتلال يستفيد من هذا الأمر لكي يمضي للأمام لحسم الصراع بقوة وبعيداً عن المفاوضات، ويقومون بكل ذلك على قاعدة أن الفلسطينيين لا يوجد لهم أي حقوق سياسية أو سيادية أو وطنية في الضفة الغربية المحتلة.
ويعتقد أبو غوش أن القوانين التي استحدثها نتنياهو في الجيش والحكومة هي قوانين معيبة بالمعيار القانوني المجرد، وفصلت تفصيلاً على مقاس بعض الوزراء ممن أدينوا بتهم فساد وجنح مختلفة، مثل قانون بن غفير، وقانون درعي، وقانون سموتريتش، مبيناً أن اتجاه السيطرة "الإسرائيلي" هو اتجاه واسع وله أنصار كُثر من حزب "الليكود" وحكومة "لابيد" أيضاً لم تكن ضد هذه الاتجاه التوسعي.
أهمية "حومش" الاستراتجية
وقال :"بؤرة "حومش" الاستيطانية من ناحية الموقع الجغرافي تتحكم في مثلث الطرق الذي يربط مدن ومحافظات جنين ونابلس وطولكرم، وهي نقطة مركزية والسيطرة عليها يتيح السيطرة على حركة الفلسطينيين، مشيراً إلى أن نظام الفصل الذي وضعه الاحتلال يجعل كل قرية قابلة لأن يغلق عليها ببوابة حديدية".
وأضاف أبو غوش: "حومش" تم وضعها وإعادة تفعيلها لأغراض السيطرة الميدانية لجيش الاحتلال والمستوطنين على الضفة، منوهاً إلى أن المتابع للاستيطان في هذه الأوقات يعرف أن الاحتلال قام بشق طرق ضخمة في الضفة الغربية لربط المستوطنات بعضُها ببعض وبالداخل المحتل، والفصل بين "الاسرائيليين" والفلسطينيين على الطرقات بحيث تخصص الطرق السريعة والعريضة (الاوتوسترادات) للمحتلين والطرق القديمة المتهالكة والتي يمنع تطويرها للفلسطينيين كما يجري حاليا على الطرق بين بين رام الله ونابلس وكذلك بين الخليل وبيت لحم" .
وتابع قائلاً: "يقيم في مستوطنة "حومش" بؤرة استيطانية يقيم بها مجموعة من غلاة المستوطنين المتطرفين ويسكنون في مساكن مؤقتة متنقلة (كرافانات) ويؤدون الطقوس التلمودية في المنطقة ويطمعون إلى السيطرة على المساحات الريفية المحيطة بحجة امتهانهم للرعي، مشيراً إلى وجود ظاهرة جديدة يضاً في المنطقة وتسمى بــ"المستوطنات الرعوية" وهي غالبا تتكون من مستوطن فرد او بضعة مستوطنين ومعهم رؤوس ماشية فيسيطرون على مساحات واسعة بحجة الرعي ومنع الفلسطينيين بالتالي من استخدام هذه الأراضي".
ولفت أبو غوش إلى أن انسحاب قوات الاحتلال وتفكيك مستوطنات "حومش" و"غانيم" و"كاديم" و"سانور" في عهد حكومة شارون جرى بالتزامن مع الانسحاب من غزة وضمن ما أسمي "مشروع فك الارتباط" والذي اقر ونفذ بالتنسيق مع الإدارة الأميركية في ذلك الوقت ( إدارة الرئيس جورج بوش الابن) والتي كافأت إسرائيل بأن منحتها إسرائيل تسهيلات ومساعدات عسكرية اقتصادية ومالية هائلة كما تراجعت عن اعتبار المستوطنات عقبة في طريق السلام وأقرت بما أمسته ب"حق" إسرائيل بضم الكتل الرئيسية للمستوطنات في أية تسوية مقبلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا