الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلّما ناديتكِ تجرّحتْ حنجرتي

كريم عبدالله

2023 / 1 / 5
الادب والفن


مُذ أول هجرة إليكِ وأنا أفقدُ دموعي زخّةً إثرَ زخّة أيتُها القصيدة الخديجة الباهتة المشاعر , قبلَ الأوان جئتِ خريفاً ملعوناً جرّدَ أغصانَ قصائدي الجميلة وولّى هارباً وسطَ ظلام الفتنة , لا شيءَ سوى رماد الخديعة تُذرّينهُ فوقَ سطوري وجعجعة عشق غادر يشبُ صوت تلك المدافع الساكنة للآن في ذاكرتي , وحدهُ عشقكِ كان أكبرَ الخسارات , فمُذْ عشقتكِ وأنا أُعلنُ إفلاسي يوماً بعد يوم , أولا تذكرينَ عندما كنتُ اسمعُ صوتكِ كيفَ تتفتح كلَّ ( شبابيج ﮔــلبي )* ؟!! , وكيفَ تهربُ السعادات مِنْ جيوبِ انتظاراتي الطويلة ؟!! , لا شيءَ سيوقظني مِنْ نومي , لا شيءَ سيقلقني بعدَ الآن ويقضُّ مضاجعي , حتى سريري بعدكِ تصالحَ مع أحلامي حينَ تركتهُ بارداً كبرودةِ جثّة وأنا أقفُ وحدي حزيناً منتظراً وراء الباب , حتى قصائدي عادت حرّةً منكِ مهذّبة مشذّبة بلا ترهل ولا نفايات حين غادرتِ منها , اليوم هي أكثر دفئاً مما سبق , حتى ملابسي التي أهملتها كئيبة في خزانتي عادت تُشاكسني مغرورة بعدما عدتُ أُزيّنها كلّ صباحٍ وأنا أستقبلُ الحياة , حتى ستائر غرفتي رقصت غنجاً حين داعبتها شمس الربيع تطردُ مِنْ فوقها برودة الوحشة التي خلّفتها ذكرياتكِ وراءَ صمتها , ها هي أحلامي تعودُ إليَّ مطيعة دون ضجيج أضغاثكِ المُقلقة , وها هي السعادة تعودُ إليَّ , معَ قلبي وأشيائي ودفاتري وأقلامي الملوّنة , يا وجعي !! , كلّما ناديتكِ تجرّحت حنجرتي , انظري كيف هذا الصباح يحملُ لي عطرَ أزهار روحي ؟! , أنا لستُ أكثرَ الرجال عشقاً لكنني أكثرهم وفاءً , انظري إلى أمواج حنينكِ كيفَ تتكسر عند عتبة قلبي المغلق بوجهها ؟! , ستلاحقكِ لعنة قصائدي دائما ستعلنُ البراءة منكِ , حتى هدايايَ ستهرب مِنْ اسركِ , ستفقدُ بريقَ عشقي , عمياء ستبقى عندكِ لا تبصرَ ابداً ضحكتكِ الصفراء ! .


* شبابيج ﮔــلبي : نوافذ قلبي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال