الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الامبريالية العالمية في الحروب المحلية

خليل اندراوس

2023 / 1 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



الحروب المحلية والنزاعات العسكرية والحروب الاقتصادية لم تنشب في عصرنا الحاضر فقط بل هي ظاهرة موضوعية تمارسها الامبريالية العالمية منذ اواخر القرن التاسع عشر، وخلال سنوات الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي والآن ضد روسيا. وأيضا بشكل خاص الآن ضد الشعوب العربية وضد ايران.

فالإمبريالية العالمية وخاصة الولايات المتحدة هي المذنب والمنسق وراسم هذه الاستراتيجية لهذا الطريق اللاإنساني المتوحش خدمة لمصالح الاحتكارات الرأسمالية وخاصة احتكارات صناعة السلاح واحتكارات الطاقة وخاصة النفط.

وفي السنوات الاخيرة تزايدت المطامع العدوانية للإمبريالية ،عندما زادت هيمنة الاحتكارات وزاد تركيز راس المال في في يد عائلات مثل آل روتشلد التي تسيطر على نصف راس المال العالمي وغيرها من العائلات من "نخبة الثلاثمائة عائلة" التي تهيمن على الاقتصاد العالمي والتي تحتل وضع سائد في الاقتصاد والسياسة والسلطة في العالم الراسمالي،والتي لها مصالح خاصة مباشرة في النزاعات والحروب المحلية حول العالم،وأكبر أمثلة على ذلك الحرب العدوانية للتحالف الرجعي العربي ضد الشعب اليمني،والمؤامرة على سوريا والتي كانت تهدف الى تقسيم سوريا الى أربع دويلات تماشيا مع رغبة وقرارات الحركة الصهيونية العالمية في مؤتمرها الذي انعقد في القدس في ثمانينيات القرن الماضي.

فتزايد المطامع العدوانية للإمبريالية العالمية وقاعدتها الأمامية في الشرق الأوسط إسرائيل عندما تزايد تركيز رأس المال، وسيطرة وهيمنة الاحتكارات وشركات صناعة السلاح، مما جعل طبقة رأس المال العالمي الإمبريالي تحتل الوضع السائد والمسيطر في الاقتصاد والسياسة، وصاحبة المصلحة المباشرة في الحروب، وأكبر مثال على ذلك ما جرى ويجري في الشرق الأوسط وغرب آسيا، وما يجري الآن من مواجهة بين الغرب الإمبريالي وروسيا في أوكرانياوتعمل الإمبريالية العالمية على دعم انظمة الاستبداد في العالم العربي اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، وأكبر مثال على ذلك دعم الولايات المتحدة للإمارات في حربها الإجرامية البربرية ضد الشعب اليمني، هذه الحرب التي يخوضها التحالف ضد اليمن بهدف السيطرة والهيمنة على اليمن من قبل الثالوث الدنس، الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ودول الخليج العربي بل الأمريكي، والتحالف الأمني بل العدواني الأخير بين دولة الاحتلال والتمييز العنصري والأبرتهايد إسرائيل والبحرين.

والآن حرب الناتو والنظام النازي في كييف ضد روسيا. فالهدف الرئيسي في السياسة الخارجية للدول الامبريالية وخاصة الولايات المتحدة هو السيطرة والهيمنة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاعلامية والثقافية على الشعوب الاخرى، ومن هذه الاهداف وضعت استراتيجية بريجينسكي الامريكي التي تهدف الى تقسيم روسيا الى دويلات وخلق ما يسمى حلف اوروآسيا تحت هيمنة وسيطرة الولايات المتحدة.

فالإمبريالية العالمية وخاصة الولايات المتحدة ترفض اخذ الحقائق السياسية لعالمنا المعاصر، حيث اصبحت الصين دولة عظمى.. اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وترفض ان يكون لروسيا اي دور ليس فقط في اوروبا لا بل وعلى مستوى عالمي،وترفض لا بل وتحارب، اقتصاديا وسياسيا واعلاميا ايران لكي لا يكون لها اي دور في مقاومة وهيمنة الصهيونية العالمية واسرائيل على منطقة الشرق الاوسط.

ولذلك نرى الولايات المتحدة تقدم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لإسرائيل التي تمارس أطول احتلال عنصري شوفيني كولونيالي ضد الشعب الفلسطيني، ودعم منظمات صهيونية يمينية امريكية اوصل اليمين الصهيوني المتطرف الى السلطة في اسرائيل.

وفي النهاية هدف الحركة الصهيونية منذ نشوئها، ليس فقط الآن هو حرمان الشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه، وتهميش وجوده والقضاء على قضيته الانسانية العادلة.

وهذه السياسات الامبريالية العالمية، والصهيونية العالمية، هي السبب في نشوء وانتشار النزاعات والحروب المحلية في مناطق مختلفة حول العالم، والآن في الشرق الاوسط واوكرانيا.

وبهدف تحقيق سياسات الهيمنة المطلقة للقطب الواحد الامريكي تسعى الولايات المتحدة ودول الناتو الى تفريغ محتوى الاستقلال الوطني للعديد من دول العالم من امريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا لا بل واستمالة العديد من الدول الى المدار العسكري لسياستها الكونية العدوانية،ومن اجل ذلك تستخدم الامبريالية طرائق الضغط العسكري والتحكم الاقتصادي وهذا ما يجري الآن ضد لبنان بهدف ضرب وتحييد حزب النضال والمقاومة- حزب الله، وتعمل وتساند القوى الرجعية الداخلية وآخر مثل على ذلك محاولة الولايات المتحدة التدخل في انتخابات البرازيل ومساندة القوى الرجعية في لبنان، ودعم المتآمرين مع اسرائيل مثل حزب الكتائب وأمثال سمير جعجع الذي أختبأ لابسا فستان امرأة تحت أقدام ضابط اسرائيلي عندما هرب الجيش الاسرائيلي من لبنان وحينها هرب جعجع الى فرنسا وقضى هناك اكثر من عشر سنوات والآن، هو وغيره يعملون بكل الوسائل لمنع انتخاب رئيس لدولة لينان، بتنسيق مع الولايات المتحدة وسفيرتها في لبنان.

ودائما أيضا كان هناك ضوء اخضر امريكي لإسرائيل لتحقيق أهداف امريكية امبريالية صهيونية في الشرق الاوسط باستخدام لبنان. ولكن هذه الاجندة مُنيت بهزيمة كبرى على يد حزب الله.

صمود المقاومة من ايران الى سوريا الى حزب الله الى فلسطين ستؤدي الى هزيمة كبرى اخرى ليس في منطقة الشرق الاوسط لا بل وعالميا وتعاون الصين وايران مع روسيا في حربها ضد النازية في اوكرانيا سيكون بداية نهاية هيمنة القطب الواحد عالميا، وسقوط هيمنة اسرائيل في المنطقة، وسقوط الاحتلال وسقوط الايديولوجية الصهيونية العنصرية وسقوط مفاهيم وهوس الشعب المحتار.

ونلاحظ ايضا في الفترة الاخيرة تعاظم مقاومة العديد من الدول والشعوب حول العالم لسياسات النهب والقرصنة الامبريالية. ورفض العديد لا بل العشرات من الدول لسياسات القرصنة الاقتصادية الامريكية ضد روسيا اكبر مثال على ذلك. وأذكر هنا تصريح رئيس البرازيل اليساري حول سعيه للتعاون الاقتصادي مع روسيا، وكذلك الجزائر.

ان ممارسات الولايات المتحدة الامبريالية السياسية والعسكرية على مستوى عالمي تمتاز بأنها "الأقل حبا" للسلام "والأكثر طوقا الى العنف" ولذلك فهي "الأكثر اثارة للنزاعات" حسب اقوال لينين عن الامبريالية (راجع مقالة " الاشتراكية والحرب".

ففي احشاء الامبريالية بالذات وُلدت حربان عالميتان ومئات الحروب المحلية والنزاعات العسكرية. والآن الدعم الاقتصادي والعسكري والمالي من الولايات المتحدة وحلف الناتو للنظام النازي في كييف ضد روسيا قد يؤدي الى كارثة عسكرية نووية على مستوى عامي.

لذلك هناك رسالة انسانية عالمية، على الاحزاب اليسارية وخاصة الاحزاب الشيوعية التسلح بالتحليل اللينيني للرأسمالية في مرحلتها الامبريالية، ووضع برنامج واسع ومدروس للنضال ضد سيطرة الاحتكارات والاستعمار الجديد وهيمنة القطب الامريكي الواحد، وضد الاضطهاد القومي، وضد الامبريالية ومختلف اشكال ظهورها في الواقع.

فالإمبريالية التي تسببت في جريمة حربين عالميتين، لم تتخلى ابدا عن الحروب المحلية التي لعبت في الماضي دور مفجر للحريق العالمي.

والآن الولايات المتحدة وحلف الناتو في حربهم ضد روسيا في اوكرانيا قد يفجروا حريق على مستوى عالمي. الوقائع التاريخية تشهد على أن الامبريالية تستخدم الحروب المحلية كحلقة هامة في السياسة الاستيلائية للولايات المتحدة وحلف الناتو واسرائيل على مستوى عالمي.

وما نُشر في وسائل الاعلام الاسرائيلي في الفترة الاخيرة بأن اسرائيل قدمت الدعم السياسي والعسكري لأكثر الأنظمة الرجعية حول العالم لأكبر مثل على ذلك. وهنا أذكر دور الولايات المتحدة واسرائيل في الانقلاب ضد باتريس لو مومبا اول رئيس وزراء انتخبه الشعب الكونغولي ديمقراطيا. فهذا الثالوث الدنس يعمل بكل الوسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية ضد اي نظام شعبي ديمقراطي تقدمي حول العالم. (يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟