الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غافِل المحاذير

هدى يونس

2023 / 1 / 6
الادب والفن


فى الصمت تتعدد العوالم، وتنكمش الحجارة رهبة من يدى، واكون عملاقا وقزما بسعة خيالى وضالة تجربتى.. تسقط نجوم وتتوالد ادخنة غيوم. وتتوالد أنهار السماء. أقوم بكل شيئ مكانى ولا أكون شيئ.
حين يغمض النوم جفونه يتحرر معى الليل وأصعد بكتبى الصفراء وصورها ،الى السماوى وأبثه اغترابى من نهار يُشعل الجميع ولا غير الجحيم، احلق بخرافاتى المقدسة التى تعرفها معابد الالهة القديمة، والليل رفيق هلاوس نجومى..
حائر بسؤال كيف يتم الاتصال بالحقيقة، صناديقها السوداء خلف جدران هلامية تعددت، أقسى الشرور حجبى عن عبورها..
دوامة تحذف وتضيف على هواها بمنطق الترويض.
فى كهفى أعيد الأحداث على هواى لأبدو حكيم ..
ساحات الحرمان اهتدى بلون الرمال وخيمة،
وتضيع الملامح فى ذرات الضوء وهو نثار غبار.
***

لم تحمل يوما قناعة الاشفاق على ابنها ، خطوها القاسي الفظ كتحجر مشاعرها، اسجن ما أحسه، يداها خشنة لاتحسن اللمس أبدا.
تمنح الطريق وتجيد شرح وصفه لغيرى!! . وتنفر من كلامى وأبتعد عن محاورتها، لا أحتمل فطريتها الجارحة، قادرة على الجدال ولا تحيد عنه، أحس ضألتى حين تسير على الماء بخطا واثقة.
حين أبكى عجزى تستهين بى ولا تشارك ما أحسه ،
بينى وبينى أحاول خوص الماء ويلفظنى.
عقلها يحتل عقلى ويسبق ما افكر فيه.
احساسى بعدم اكتمالى الا بها أبغضه.
صوت سجين داخلى يلعنها ولست أنا،
فى لحظة ضعف تحرر وخرج بصراخ يعترف بما سجنته.
ووجدتنى أروى به مناطق عتمتى التى واجهتها،
ولغرابة فعلها أقامت حجابا سميكا بين الأرض وبينها، وظلت المتناهى، واستعين عليها باللامتناهى كى يتم خلاصى من أثرها.
***
جاءت دون توقع تاخذنى من دواماتى وتنعتنى بالغباء،
أحاول وافشل وتتباعد مداراتى بين الوجود واللاوجود، وأبدا لا تمنح قدرا من حياة، ولا يكتمل الخلاص.
أتوكأ بأفعالها، وتمحو أى بادرة انتصار، وتظل هزائمى معلنة.
بعد سنوات موتها والغياب رأيتها على الماء تحرث حقل قمح أبيها!! وقبل محاورتها صعدت أمامى كنسر يخوض الفراغ حتى إختفى فى الغيم، وسجد من رآها من افراد قريتى وبعدها لم تعد أبدا.
وظل حلم الماء أرق نهارى وهلاوس ليلى..
***

أخيرا سمعت صوتها فى الليل يهز سريرى وزلزل سكينتى. تجرنى ولا أراها، ظللت اتبعها طائعا مستسلما،
يداها الخشنة خلعت جميع ملابسى ولم تترك يدى تستر عورتى، دفعتنى بقسوة إلى الماء، أتراجع وتدفعنى، أقع وأقوم ،اسمعها "باسم سيد الوجود الذى استوى على الماء، وفاطر الضفاف، بك اهتدى عليه"حتى استويت على الماء أخطو بثقة وتمهل مثلها، أقاوم التباهى كى لا أفسد خطو انتظار سنين، روعة المصير لم تكن الهدف بل السبيل إليه، وأظل أهاب الظلمة .

قبل نزوح معراج الصعود ألعنها، الآن تسكننى عاطفة خالصة تقود روحى وجسدى تطلب لها المغفرة، واتنقل بين موانى أراها لأول مرة، روحها الحية معى، رأسى فى صدرها ونخطو بخطو راقص على الماء أفرح بموتها وأبكى..
***
ابحر مع الألهة لوصول مقصدي، هل يدوم سفرى فى البحر؟ استكنت عاريا ارتجف اسفل ظلام الماء وشيخى يطوح راسه ثملا يسبح للمولى ويشكو الهجران ويعدد محاسن العديد من أجساد النساء، يأمرنى أبحث عن عصاه، يردد "اهده صراط الرؤية" وعيناه تختزل العتمة بأشكال نور العشق ..
ويظل مربطى مع حاملى النذور وغير المغضوب عليهم ولا الضالين، ‏هل علي الاعتذار لشيخى من وجهة فقهية أم دستورية لأثر ما تركه وصفه فى عقلى ولا أقوى على محوه. وهبوط جسمها كاملا من شرفة عينى إلى عمقى أحسه..
وشيخى يردد آمين آمين آمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح