الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعلى آلمتضرر آلبحث عن مُسببات ضرره

عبد الله خطوري

2023 / 1 / 6
الادب والفن


..إن(إتيان)في رواية(جيرمينال)إيميل زولا، معطَّل يعيش في باريس، يمضي وقته بحثا عن عمل.وهو إذ يلفي الدروب كلها سدت في وجهه، يتوجه الى مناطق الشمال الفرنسي، بلاد المناجم ليجد نفسه في خضم نضالات العمال ضد شركات المناجم الاحتكارية التي تتواطأ معها السلطة حينا، وتنافسها في الاحتكار وفي قمع العمال حينا آخر بواسطة أداة القوة التنفيذية المعتمِدة على الردع والقمع..ينتهز لوبي الاحتكار الرأسمالي الموغل في وحشيته كل فرصة ومناسبة حتى يمعن في استغلال العمال المياومين وآستعبادهم وإذلالهم وخفض أجورهم، ويجزي العطاء للعمال المتعاونين مع مصالحه ومصالح السلطة السياسية المسيطرة، وتستقطب المندسّين وتُسَخر من أجل إحكام سيطرتها المرتزقةَ المستفزين أو بلغة أوقاتنا التي نعيشها "البلطجية" أو "الشلبيحة" أو "الشماكرية" أو "القطاطعية" لتضرب بهم جميع محاولات العمال في تحسين أحوال معيشهم آليومي، فيتحول الإضراب العمالي بناء على تكتيك خبيث تتبعه السلطة متحالفة مع الشركات الى حصار وضغط، فالعمال يضربون والشركة تمتنع عن دفع مرتباتهم رافعة شعار(الأجر مقابل العمل)، فتتدهور حالة المُفَقَّرين وتميلُ"اللعبة"الى ذوي النفوذ ويبدأ أشقياء المناجم في التخلي عن إضرابهم، ويعودون تدريجيا الى سُخْرتهم دون تحقيق أي مطلب يُذكر ...
ثمة وراء قمع وهزيمة نضال العمال، مشكلات وآنقسامات وضروب جهل وتردد وتطرف في آختلاف الآراء والمصالح برزتْ داخل صفوف آلمتضررين،كأنَّ إميل زولا شاء لروايته أنْ تكون سجالا بين العديد من الأطروحات السياسية المنتشرة في أوروبا آنذاك، لعل أهمها أطروحة مؤيدي"الاشتراكية الأممية" الطوباوية وآنتظار اتحاد عمال العالم، وأطروحة(باكونين)ذي النزعة الفوضوية المنادية بممارسة قوة العنف الفوري من أجل التغيير دون آنتظار أو ترقب أو معاينة، لتقع الطامة الكبرى، يتقاتل المفقرون فيما بينهم يضرب بعضهم بعضا دون رحمة على مرمى أعين أرباب رأس المال الموغلين في تسلطهم، الذين سيتنفسون الصعداء بعد أن ضمنوا لسنوات قادمة استمرار الوضع على ما هو عليه دون مساس بمصالحهم ونفوذ قدرتهم النافذة بقوة سلطتهم وبآختلاف وتضارب آراء الميزيرابل..وتستمر الحكاية تُعاد تفاصيلها في كل زمن في كل مكان لن تتغير فيه شروط حياة الإنسان في الغابة البشرية التي يعيشها حتى يتغير جوهره الطبيعي في كليته وشموليته وعمقه الفطري الأصيل الذي لا يقبل العيش دون أنفة وكبرياء..وفي آنتظار ذلك..يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر البحث عن مُسببات ضرره يَعيها يدركها ويعمل على علاجها لعل...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ