الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد القيسي لن يغيب عن مسرحنا .. !

يوسف العاني

2023 / 1 / 7
الادب والفن


في 7/3/1988م كانت كلماتي سطوراً نشرتها عن " محمد القيسي حكاية فن بغدادية أصيلة " يومها كان أبو سحر يرقد في مستشفى ابن البيطار ينتظر عودته بعد خروجه من المستشفى الى المسرح او التلفزيون او السينما فكل الاشياء الاخرى التي كان يحبها ويألفها ويمارسها لم تكن احلامه الحقيقية المنتظرة بعد ان يخرج من المستشفى وبعد ان تزول عن " الشدة " التي المت به واقعدته بعيداً عن هوايته وحياته الفنية .. راح ينتظر والمرض يأخذ منه الامل ويستلبه ، حتى فارق الحياة يوم 19/7/1988م . ولم يحقق له القدر العودة الى مسرحه وفنه وحياته السعيدة التي عاشها سنوات طويلة ، وأسعد من خلالها جمهوراً واسعاً أحبّه وحمل له كل التقدير والاعجاب واذا كان " ابو سحر" محمد القيسي الصديق والعزيز والفنان الذي عاش معي أجمل سنوات الكفاح الفني الشريف ، وأنبل أيام العمل الدائب من أجل أن يكون لمسرحنا وجهه المشرق وأثره العميق في نفوس الناس وعقولهم .. أقول اذا كان محمد قد فارقنا وهو يتشبث بالعودة الى المسرح ، فانه عائد فعلا معنا في كل عمل مسرحي تتجسد فيه المحبة والالتزام والثقة . فـ(محمد القيسي) كان إنموذجاً فذّاً في الحضور الفني والوجود الانساني الحميم حيث يشيع أنبل المشاعر وأنقاها وأحلاها .
كان يشعر كل من معه بأهمية أن يكون العمل " حباً " ، قبل ان يكون واجباً مفروضاً ، وان تكون الممارسة فرحاً زاهياً في نفس وذات الفنان قبل ان تنتهي الى المشاهد ..
لم يشعرنا محمد طيلة عمله معنا في فرقة المسرح الحديث ، وفي الاعمال الاخرى في التلفزيون والسينما ، بأنه يؤدي دوراً أخذه من بين سطور النص المكتوب ، بل كان يوحي لنا جميعاً ان شخصية جديدة قد خلقت من خلال الممثل نفسه ومن خلال معرفته بهذه الشخصية ، وانه ( أي محمد القيسي ) قد أحبَّ هذه الشخصية سواء كانت طيبة او غير طيبة ، المهم ان تؤدي كما قدر لها الكاتب والمخرج والممثل ان تكون .. وبعد هذا تواجه الجمهور ليكون هو الحكم في قبولها او رفضها ..
الحياة كانت هي المعيار في بناء الشخصية التي يمثلها . لا بد للشخصية التي يمثلها محمد القيسي ان تعيش حياتها حتى لو كانت هذه الشخصية بسيطة ساذجة تقول بضع كلمات لا اكثر ولا اقل ..
محمد ظل حبيباً في قلوب زملائه ، قريباً منهم ، لا يعكر صفو العمل ، ولا يكدر احداً وإن أساء ! كان يصلحه بموقف اكثر سمواً وعلواً وقيمة فيضع الطرف الاخر في موقع النقد والادانة احياناً .
كان محمد صريحاً لا يخفي في نفسه حالة او موقفاً ليعلن امراً اخر من اجل ان " تمشي" الامور ويظل هو بلا مسؤولية .. ابداً .. كان محمد يقول رأيه بكل بساطة وبمنتهى الصراحة .. ليأمن جانبه – بصدق وصراحة – احترام الجميع ..
إذا كنا قد خسرنا محمد القيسي فناناً رائداً وإنموذجاً للقيم الفنية التي تعلمها وعلمها للاخرين فإننا قد حفظنا في نفوسنا وقلوبنا انبل المشاعر لهذا الرجل الفذ والفنان المبدع بلا جعجعة ولا ادعاء ولا بهرجة منه سعى ويسعى اليها الاخرون مع الاسف الشديد ، وظل محمد يسخر من هذه النماذج حتى آخر يوم في حياته .. وتلك حالة لن ننساها منه وفيه نحن زملائه واصدقائه والذين رافقوا مسيرته الفنية الكريمة التي تتجلى اليوم في كل خطوة جادة وجيدة ومبهجة يخطوها مسرحيونا .. سيظل " ابو سحر " مع كل هذه الخطوات ... ولن يغيب عنا مادام الامل الكبير يملأ قلوبنا ، ويشير الى ان مسرحنا سيبقى ذاك المسرح الذي سقيناه عرقاً ودمعاً ودماً ، ورعيناه ونرعاه حتى آخر يوم في حياتنا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وانت ايضا لن تغيب عن مسرحنااستاذيوسف العاني الخالد
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2023 / 1 / 9 - 05:27 )
لقد كنت قد تعرفت على يوسف العاني في مهرجان الشبيبه العالمي بموسكو عام 1957 وكان اللقاء الاول معه -حيث كنت اواصل دراستي في اوربا-ثم التقينا ثانية في مهرجان الشبيبه العالمي في هلسنكي عام 1962 وكان معروفا كفنان مسرحي رائد-وبالمناسبه كان الفنان الكبير الراحل فيصل الياسري ايضا حاضرا هذا المهرجان ولكنه كان لازال شابا يافعا غير معروف بالاوساط الفنية وعند الجمهور العراقي ولايزال يدرس في المانيا-الشرقية- وفي الحقيقة يعجز اللسان عن وصف يوسف العاني الانسان ناهيكم عن عدم مقدرتي عن الكتابة عنه فنانا وعن انجازاته الفنية المسرحية والثقافية عموما وكم اتمنى ان يتصدى احد كتابنا للاحتفاء بهذا العراقي الرائع خالد الذكر من المهتمين بالفنون وخاصة المسرح-الذكر الخالد لفناننا الكبير محبوب الملايين يوسف العاني

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل