الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رَيْثَمَا

عبد الله خطوري

2023 / 1 / 7
الادب والفن


..آه..بعد عُتي آلأعمار، تجحدني الحياة في آلحياة.المستنقع يكبر دائما ينمُو من حولي مِن خلفي ومن أمام.عندما أحاول تخفيفَ العذاب عن عذابي، أناورُ أخرج هامتي من الصديد المتقد أهم أفكُّ أصفاد أسياخ قيود الحديد،لكن، تتلقفني القناطسُ بالزغاريدِ وَأُغْمَرَ في الدم من جديد..وأقبع هناك مددا من الأزمنة ريثما...
وكما تتساقط أوراق الخريف واحدة بعد أخرى، تساقط أشلاء لحمي شِلْوًا شِلْوًا أمام مرأى أعينهم الثاقبة.ومن صدري يخرج عواء أهل النار، وجماعة الزبانية يستقطرون ماء جسدي ويضحكون..وأظل كذلك ألف سنة أو يزيد ريثما...
ثم إني، عبثا أشاكس أكابدُ أعاندُ..مُهترئ كنتُني في غمرة هاديسَ زُومْبي مُوغْ فِيفون دايدْ لايَفْ.مُتَيَبِّسٌ مُسَهَّدُ. لا عواطف في الداخل.لا إحساس في الخارج.جاف.قميئ مثل باقي القطيع الذي ينبجس يتدحرج محموما أحمق من مسام قسمات حروف عذاب مائلة مملة.. جعلتُ أسرع رغم آنصهاري وآحتراقي آلمتواتر أقفو آثار آلمعذبين آلغابرين الملعونين يسبقهم لهاثي إلى حواف الجحيمـ ريثما ...
بعد متاهات حسرات آلسفر، رأيتُني أفتح المسام آملا متأملا أرى آلسعير لايزال يزيح آلسعير مبشرا بمزيد من لظى آلحفر..أووف..لا جدوى من المحاولة. سأخلد للنوم في فجوتي المفردة حتى يحين حين جحيم جديد...
لِمَ العناء لِمَ السؤال إذن..نعم، هو ذاك أنا رجل سبعيني أعترف أمامكم وأنا لم يصبني الزهيمر بعدُ رغم عته الخرف، كل ذاك الكلام الذي قيل في حقي ماء وزغاريد وحناء محنطة خطها من خطها دون علمي في كنانيش آعتراف لفقوها إشاعات وآفتراءات أكاذيب دونوها آضطررت مجاراتهم في مخاتلاتهم على مضض كي يطلقوا سراحي.. أوووف..بآختصار أشهدكم يا سادة أني لم أجد في حطمتهم برتقالة أو جميزا أو عملا غير صالح لَمْ أقرب شجرة لم أدنُ من سدر أو طلح أو خمائل من نيلوفر لم أقطفْ فاكهة لم أشلح لباس قطاف لم أحاول أكل يراع لم أهفُ لفهم شيء لَم أشك لَم أسأل لم أبحث لحظة عن جواب لم أرغب في أكل أي شيء له علاقة بدنيا أو بآخرة أو بحلاوة أو ملوحة أو مزارزة كيفما كانت لم ألتق أحدا على قارعة طريق لم ألج سيركَ حياة لم أتعلم فنون بهلون أو قتال لم أتقن مراودة مدرسة ولا حديقة حيوان يدجن فيها إنسان آلجِنان لم أتعلم حرفا من تلك الحروف التي يُجْهَرُ بها في آلجموع يقال عنها كيت وكيت من الأشياء لم أمتهن لحظة فن مناورة أو مراوغة أو مواجهة لم أفقه حيل الإقناع والمجادلة والمساجلة في حياتي الغابرة والحاضرة والتي خلَتْ والتي تخلو لم أدرك كيف تؤكل الكتف لم أهمس لم أنطق لم أتكلم لم أجادل لم أحاور أحدا والله لم أنبس ببنة شفة ظللت صامتا لمْ ولمْ...
باااخ..قلبي يلتهبُ آلآن.يغضبُ عُمْري الآسِنُ.يَتَنَغّرُ كالقِدْر في غليانه يتمرمر أتبخر.. أنيابي،أسناني،وما تبقى من أضراسي آلمضحكة في فمي يحك بعضُها بعضا غَيْضا، فيُسْمَعُ لها هبيبا قَبيبا وفيضا غريبا.يصخُّ الآذانَ أوارُها يطمسها..كل شيء ينتفخ متورما ساخطا مصهدا محترقا.يصعد الدم لا يهبط أو يهبط لا يصعد..خارج النّفْس خارج الروح خارج البَدَنِ خارجَ الآه التي تسكنني مكثْتُ رُوَيْدا أُدَخِنُني أنفث الرماد الكابي هوووف أجأر حتى أدمَنني الضجرُ والزمنُ المَديد آلأعسرُ،فقررتُ على مَضضٍ أَنْ أمزقَ لَحمي أرميه مأدبةً للمردة للشياطين..الهَيْكل العظمي المأفون تطقطق غَضاريفُه سُمّا زُعافا..قد آستراحتِ آلخلائق من نَتَنه..هنالك بعيدا وضعوه بين المطرقة والسَّنْدَان فوق آلخَوازيق خرقوه..الحَدّادُ لا يشبعُ، لا يصهدُ، لا يَعْيَى، لا يَرشحُ عَرَقا رغم الجو الحانق والإعصار الماحق حرقوه..يُسعرُ النارَ.يُغريها.يَخِزُهَا؛فتستجيبُ الساجرة المسجورة، تعربد تزيد لوعة وآشتياقا..عبثا حاولتْ روحي وحاولَ بدني الصراخَ..لا نِدَاءَ يُجابُ في أرض اليباب..طوقوه من كل مكان..أصبح لونه كقسمات جمرات الأقنان..أمطروه حجارة من رجوم آلملاعين..طَلَوْهُ بالقار بزفت القطران.حَنّطُوهُ في غير كفن في خندق رموه في إحدى مطارح آلهون ريثما ريثما ريثمااااا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ