الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضحايا المخفيين للنزاع الوحشي: نساء العراق- تحقيق لمدّة شهر من قبل الأوبزيرفر يكشف الحقيقة الفظيعة للحياة بعد صدام- ج1

كهلان القيسي

2006 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



الاختطاف والاغتصاب والقتل هي عقوبات لأيّ إمرأة تتجاسر لشغل أي عمل متخصص ومحترف . تحقيق لمدّة شهر من قبل الأوبزيرفر يكشف الحقيقة الفظيعة للحياة بعد صدام.

حين كانت الدكتورة الدّكتورة خوله ألطلال تستقل سيارة أجرة للعودة إلى بيتها في حي القادسية في مدينة النجف، وعند نزولها اقتربت منها سيارة اوبل بيضاء – كانت تقصدها- يستقلها رجال مدنيون مسلحون وأمطروها بوابل من الرصاص، كانت هذه الدكتورة تعمل في لجنة طبية تفحص المرضى لتمكينهم من الحصول على العلاج اللازم. إنها كانت إمرأة في بلاد أصبح فيها ممارسة النساء لعمل تخصصي يساوي حكما بالإعدام.
المدافعة عن حقوق النساء، كنيتها أمّ سلام ، تعرف شيئا عن هؤلاء الرجال الثلاثة في سيارة الاوبل، لأنهم حاولوا قتلها في 11 ديسمبر/كانون الأول من السنة الماضية. تتذكر قائلة: لقد كان يوم الأحد، حين أطلقت على سيارتها الخاصة 15 رصاصة، عندما كانت في طريقها إلى البيت ، بعد أن أنهت درسا للتعليم في مقهى الإنترنت. وترجل رجل يرتدي ملابس مدنية من السيارة وفتح النار عليها.أصيبت بثلاث رصاصات استقرت واحدة قرب الحبل ألشوكي ، واستقرت الأخرى في صدر ابنها في العشرين من العمر وقد شاهدت أم سلام نوع السلاح وهو مسدس كلوك المستخدم من قبل الشرطة العراقية –واقتنعت بان قاتلها كان يعمل لصالح الحكومة.

عمليات إطلاق النار على الدكتورة وأمّ سلام لم تكن حوادث منفردة في النجف وهي المدينة ذات الغالبية الشيعية والمعزولة تقريبا عن مناطق العنف الطائفي الى الشمال منها . فقد تم العثور على جثث العديد من الشابّات في طرقها المتربة ودروبها، التي تلامس الصحراء حيث تتجول فيها الكلاب السائبة هو المكان المفضّل لرمي جثث ضحايا القتل.
العراقيون لا يحبّون التحدّث عن هذا الموضوع كثيرا، لكن هناك فهم لما يجري هذه الأيام. إذا اختطفت شابّة وقتلت بدون طلب فدية، فهي قد اختطفت لكي تغتصب. حتى أولئك الآتي قد اغتصبن وأطلق سراحهن ، لسنا آمنات بالضرورة فقد يكون ردّ فعل بعض العوائل قتل الإمرأة التي اغتصبت .
نساء العراق يعشن مع الخوف الذي يزداد تماشيا مع أعداد الذين يقتلون بقسوة كلّ شهر. يقتلن لمجرد كونهن من طائفة أخرى أو لمساعدة مجتمعهن. ويقتلن كونهن عملن في وظائف منعن من ممارستها من قبل المتطرفين،أو العمل في المستشفيات والوزارات والجامعات. ، أيضا، لأنهن الأهداف السهلة لعصابات العراق الإجرامية.
وتعيش نساء العراق ألان في ضل إرهاب فكري وعملي، أو التحدي والخروج للعمل؛ أو تحدّى المنع الجديد الصارم على اللباس والسلوك المطبق عبر العراق من قبل المليشيات الإسلامية، من كلا السنّة والشيعة. وأيضا الخوف بشكل مباشر من أزواجهم، أيضا، لان حقوق النساء قد قوّضت بدستور البلاد ما بعد الحرب الذي صادر السلطة من المحاكم المدنية وأعطاه إلى رجال الدين.
وتقول أم سلام: إن استهداف النساء يزاد يوميا، وتضيف أم سلام، كان زوجها أستاذا في الجامعة واعدم في عام 1991 من قبل نظام صدام حسين، وبقيت هي تدير مزرعة العائلة، وعندما وصل الأمريكان ،عملت في النشاطات المدنية حيث تعلّم نساء الأمّيات القراءة والتصويت في الانتخابات بشكل مستقل من تأثير أزواجهن. وتساعدهن في مليء الاستمارات وأنشئت ورشة للخياطة.


من خلال قيامها بتلك الأعمال وضعت نفسها في الخطر الهالك. ومنذ محاولة الاغتيال،حالها مثل العديد من النساء في النجف، وجدت من الصّعوبة الاستمرار في العمل، الذي حاول فيه الرجال في الاوبل البيضاء إسكات كل النساء الناشطات مثل أم سلام. وتضيف إن الحياة صعبة جدا للنساء هنا. فهناك الكثير من الضغط على حرياتنا الشخصية. ولا تشعر الواحدة منا أن تعطي رأيا في أيّ شئ . وإذا حاولت إحداهن إبداء رأيها فهي تخاطر بحياتها يومكن أن تقتل فورا.
إنها قصّة مألوفة لحياة النساء عبر العراق، اللاتي وقعن في غدر دستور البلاد الجديد الذي ضمن لهن 25 % فقط من عضوية المجالس. ذلك الضمان تبدل الى ما يسمى ورقة التين التي تخفي ما تسميه الناشطات الآن كارثة حقوق الإنسان للنساء العراقيات .
بعد تحقيق لمدّة شهر، توصلت الأوبزيرفر بأنهّ تقريبا في كلّ المناطق هناك تمييز جدي ضد النساء ، في بعض الحالات تعد ظروف حياتهن مشابه لظروف النساء في العصور الوسطى, ففي مناطق المليشيات الشيعية كمدينة الصدر في شرق بغداد، النساء يضربن لعدم لبسهن الجوارب والحجاب والعباءة التي تغطي الكاحل، أو الجبة ذات الأزرار الى الياقة – وهذا غير كاف للمتطرفين. بل إن بعض النساء هدّدن بالقتل مالم يلبسن الحجاب الأسود الكامل مع البرقع الأسود.
تقارير مماثلة تظهر في الموصل والى كركوك.، حيث يفرض المتطرّفين من السنّة القانون، والنساء من كربلاء، الحلة ، البصرة و الناصرية اخبرن الأوبزيرفر بقصص مماثلة. الانتشار الماكر لسيطرة الأحزاب الدينية والمليشيات، وللمفارقة فان أعضاء من تلك المجموعات نفسها، مسئولة عن حالات الاغتصاب وقتل النساء من غير طوائفهم وجالياتهم.
وهنا مثال على ذلك، تقول ينار محمد، رئيسة منظمة حرية النساء العراقيات: هنالك عضوة مسيحية ناشطة في منظمتنا، ويتوجب عليها المرور في حي يسيطر عليه أفراد من جيش المهدي، وهي لا تردي الحجاب لذلك قام أعضاء جيش المهدي بالتحرش الفاضح بها، وقبل ثلاثة أسابيع ، كان احدهم يسير خلفها ويطلب منها إقامة علاقة جنسية وإذا لم تقبل فانه سيختطفها، كونه مسلح ومدعوم من جماعة مسلحة، وأصر على تهديدها وعليها القبول بزواج المتعة،وهو نوع من ممارسة الجنس المؤقت معمول به لدى الشيعة.......... يستمر ج2
الحياة المؤلمة للنساء العراقيات تستمرّ.
The Observer
Sunday October 8, 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -