الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجامعة العربية: شعيط ومعيط والسيّد أحمد ابو الغيط

محمد حمد

2023 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لا توجد مؤسسة في عالم اليوم او الامس، عديمة الفائدة ولا يرجى منها أن تحرّك ساكن أو توقف متحرّك، كالجامعة العربية. فهي لا تستحق حتى اسم خرّاعة عصافير او "حديْدة عن الطنطل" كما نقول في جنوب العراق. ولا فرق بين وجودها من عدمه. أنها بكل بساطة كيان لا موقع له من الاعراب في أحداث العالم المعاصر. دخلت منذ زمن بعيد في حالة غيبوبة وموت سريري وتنتظر اللحظة التاريخية المناسبة لتشييعها إلى مزبلة التاريخ في موكب جماهيري حاشد، لسجلٌها المخجل والغير مشرّف، خصوصا في العقود الثلاثة الأخيرة. وأصبحت عبئا ثثقيلا. حتى من الناحية النفسية. على كل مواطن عربي.
وعندما تجتمع لاي سبب أو مشكلة تزيد الامور تعقيدا وبهذلة. وفي كل اجتماع لها تكون الخلافات، حول المسائل التافهة والشخصية، هي برنامج الاجتماع وصلب الموضوع. وقادتها ",الاشاوس" يسمّون كل لقاء بينهم لقاء "قمة" وحريّ بهم أن يسمّونه لقاء حضيض !
وفي كل لقاء عالي المستوى للجامعة العربية يكون هناك طرف "زعلان" من أصحاب الفخامة وقلّة الوسامة والشهامة والسمو وهلم جرّا، تمّ اقصاءه وإبعاده عن "البيت العربي" الدافيء، بل الساخن جدا، بأوامر من امريكا.
تاريخ الجامعة العربية حافل بالفشل والترهّل والفساد. ولم يُعرف عنها انها ساهمت أو قدّمت أو بادرت لحل قضية ما أو أزمة مستعصية بين دولتين عربيتين. ولدينا أكثر من دليل وبرهان على قولنا هذا: حرب أهلية في ليبيا، عدوان سعودي اماراتي ضد شعب اليمن، شبه حرب أهلية وفوضى مسلّحة واحتلال اجنبي في سوريا. ازمات سياسية معقّدة في السودان ولبنان والعراق وتونس. كلها هذا ودور الجامعة العربية لا يتجاوز الكلمات الفضفافة والتكرار الممل ودعوة الأطراف المتخاصمة الى "الاحتكام إلى العقل ". بعد أن فقد الجميع عقولهم.
اما القضية الفلسطينية ودور الجامعة العربية فالحديث عنها مبكي ومضحك في آن واحد. واصبح عبارة عن مسلسل تلفزيوني مبتذل لا يتابعه احد على الاطلاق. ففي غالبية بيانات الجامعة العربية في هذا الموضوع تتكرر نفس عبارات التنديد والشجب والرفض. ومن يقرأ آخر بيان صدر عن هذه المؤسسة "المرموقة" سيجد فيه نفس العبارات التي تضمنها بيان مماثل صدر قبل عشر سنوات. واعتقد ان كلمة "تنديد" وردت مليون مرة على الاقل في قرارات وبيانات جامعتنا العربية، في السنوات الاخيرة.
جميع مؤسسات وتكتلات العالم لها صوت مسموع ودور مؤثر وقراراتها تأخذ بعين الاعتبار من قبل الحكومات. الاّ جامعة شعيط ومعيط وجرار الخيط السيد احمد ابو الغيط. مع احترامي طبعا. فالاتحاد الأوروبي مثلا فرض عقوبات قاسية ولا مثيل لها ضد روسيا في حربها مع اوكرانيا، وتمّ الالتزام بها دون تردّد. رغم أن هذه العقوبات أثرت بشكل كببر على شعوب الاتحاد نفسه. وأثبت حكّام أوروبا، او ارادوا ان يثبتوا للعالم، بانهم رجل واحد وصوت واحد وقرار واحد. وبالمقابل نرى ان الجامعة العربية لا صوت لها، لا حس لا نفس. كما أنها لا تهش ولا تنش. مع العلم أن لدينا سبع دول عربية في حالة حرب وأزمات سياسية داخلية منذ سنوات .
وعندما اقدم الوزير الاسرائيلي المتطرّف ايتمار بن غفير على استباحة المسجد الأقصى قبل أيام، كان رد الجامعة العربية صاعقاً مزلزلاً: استلّت سيفها البتّار (اقصد قلمها المكسور) واصدرت بيان شجب وإدانة، طبعا "شديد اللهجة" على الورق فقط. كما فعلت قبل عشرين سنة في مناسبات مماثلة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح