الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا والأغنيات

فاطمة دالي

2023 / 1 / 9
الادب والفن


انا والاغنيات
احتلت اليوم ام كلثوم المرتبة الواحدة والستّون في قائمة افضل المطربين وامّ كلثوم غنيّة عن التعريف طبعا فهي كوكب الشرق اوّلا وهي الستّ عند المصريين وهي العظيمة عند جميع من عاصرها ومن لم يعاصرها

فترة المراهقة و التأثر بمن حولي

في بداية الألفية الثانية كانت اغاني الراي الأكثر شيوعا بين شريحة المراهقين والشباب حينها كانت اغاني الشاب خالد والشاب حسني العاطفية واغاني مامي وميمون الوجدي الخ الخ تصدح في كلّ مكان وللأمانة فترة التسعينات في تونس خاصّة كانت فترة الخروج إلى النّور لم يعد ملفتا أن ترى في مدينتي فتاة ترتدي فستان او تنّورة فوق الرّكبة بل اصبحت الفتيات يرتدين ما يحلو لهنّ بكلّ ثقة و بدون خوف كان هذا نتيجة لهجرة العديد من أبناء البلد إلى البلدان الأوروبية خاصّة فرنسا وإيطاليا كما لم يعد غريبا أن ترى فتيات و شبّانا مجتمعين انا اتحدّث هنا عن مدينتي امّا العاصمة فاظنّ أنّها كانت تعيش أوج انفتاحها وتألّقها على ايّة حال هذه المظاهر لا تختزل الانفتاح والتحضّر لكن في ذلك الوقت كان لزاما للتأكيد على أنّ المجتمع قد تغيّر وتغيّر كثيرا
من كلّ النّواحي

مراهقتي لم تكن مرهقة لا بالنّسبة لي ولا لعائلتي كنت فتاة هادئة جدّا صامتة في أغلب الأوقات احبّ الموسيقى و الكتب و اللّعب بالكرة آخر الأسبوع أكثر اوقاتي كنت اقضٌيها في القراءة و احيانا برفقة صديقتي وهي قريبة لا املك اوقات فراغ لانّني كنت احاول ملء الوقت بكلّ ما يحلو لي شيء واحد لم أكن اهتمّ لأمره التجميل و الاولاد فقد كنت أملك اصدقاء كثر من الجنسين وهذا كاف بالنسبة لي
في هذه الفترة تأثّرت بمحيطي فأنا احبّ الكرة و اسمع موسيقى الراي لأنني عشت في أسرة أغلب أفرادها ذكورا وهذا أمر طبيعي

فترة الثانوية واغاني فيروز وجورج وسوف

في المعهد كانوا يذيعون كلٌ صباح اغاني فيروز
"" اعطني الناي وغنّي " و "يا طير يا طاير على أطراف الدني " فيروز لم تكن تغنّي لصباحاتنا كانت تصنعها بصوتها العذب كلمات أغانيها لم تكن كلمات كانت سحرا و تعويذات أبدية لا نشفى منها أمّا جورج وسوف فقد كان يذاع مساء بين الحصص تلك البحّة والكلمات الموجوعة والموجعة من جورج وسوف تعلّمنا الحبّ و الوفاء و قرأنا دروس الغدر و الخيانة وعزّة النّفس نحن نتعلّم من الاغاني أكثر من الحياة نفسها

الفترة الجامعيّة ومرحلة الاتزّان العقلي التامّ

كنت اجلس في شرفة غرفتي في منزل يطلّ على الشارع الرئيسي لأكبر حيّ بالمدينة كنت احضّر لامتحانات آخر السّنة عمري حينها 23 ايّام قليلة تفصلني على نيل شهادة الاستاذيّة مزاجي جيّد كما دائما وفجأة صدح صوت أمّ كلثوم من عربة أحدهم انتفضت في مكاني كمن أصابه مسّ ووقفت مطلّة برأسي على الشارع فتبيّنت مصدر الصّوت لاصرخ عمّي عمّي ارفع الصّوت التفت لي مبتسما و رفع صوت المسجّل هبطت مسرعة لاشكره و اشتريت فطيرة من عنده كان كلّ همّي أن أكون قريبة
بقيت أمّ كلثوم ترافقني إلى اليوم بعدها تعرّفت على أصوات جديدة اهمّها زياد الرّحباني واغانيه الجدليّة ما لاحظته كمستمعة أنّ كلاهما زياد الرّحباني و أمّ كلثوم لا يربطهما أيّ رابط بالعلاقات العاطفية كلاهما يغنيّان لشريحة معيّنة من المستمعين اولئك الذين لا يبكيهم الحبّ و لا يعذّبهم الشّوق اولئك الذّين يحبّون ببطء و ينسون ببطء اكبر لكن لا يتغيّرون
هذا النّوع المرفوض و النّادر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح