الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل نقدي ذرائعي للقصة الموجزة المكثفة ق.م.م / أقصوصة الحب الممنوع / للقاص الفلسطيني د. عماد أبو حطب

عبير خالد يحيي

2023 / 1 / 9
الادب والفن


النص:
أقصوصة الحب الممنوع
توقف سائق الأجرة والتفت إلى الخلف, حدج الصبية ذات الرداء الأحمر وقال:
خبئي قلبك ودثّريه, إنهم يعدمون الحب على الحاجز القادم.
الديباجة:
سائق تاكسي يقلّ صبية ترتدي رداءً أحمر, يبدو أنه عيد الحب, حيث درج المتحابون من الشباب والشابات على ارتداء معطف أحمر أو كنزة حمراء في هذا اليوم احتفالًا به, يوقف السائق التاكسي لأهمية ما سيقوله ويلتفت إلى الفتاة طالبًا منها أن تخبئ قلبها وتلفّه جيدًا, لأنهم يعدمون الحب على الحاجز القادم.
التحليل الإيحائي :
الدلالة الأولى : ( توقف سائق الأجرة والتفت إلى الخلف), هذه الدلالة تشير إلى أن هناك فعلًا سابقًا أو منجزًا وأن الفعل الإجرائي الحالي هو استئناف للفعل المنجز, السائق توقّف بسيارته والتفت إلى المقعد الخلفي, هذا يعني أنه قبلها كان يسير بالسيارة, وسندرك من الجملة الأخيرة في القصة أنه اجتاز بالسيارة حاجزًا من الحواجز الأمنية التابعة لجهات مختلفة, والتي تكاثرت على الطرقات, في ظل الحرب التي عصفت بالبلد, إذن نفذ السائق ومن معه من الحاجز الأول.
الدلالة الثانية: (حدج الصبية ذا الرداء الأحمر), تحيل إلى طول فترة التحديق وطبيعة النظرة التي تتّصف بالحدّة والغضب إلى الصبية التي ترتدي الرداء الأحمر, وهذا الفعل الإجرئي( ارتداء الأحمر) ما هو إلا طقس من طقوس عيد الحب حيث يرتدي المتحابون من الشباب والشابات رداءً دلالة على أنهم في علاقة حب.
الدلالة الثالثة: (وقال: خبئي قلبك ودثّريه, إنهم يعدمون الحب على الحاجز القادم). وهذا القول فيه تلميح إيحائي للفتاة, وإنذار بأن تخفي قلبها ومن يسكنه, أي تتكتّم وتحفظ لسانها, فلا تذكر حبيبها بل تحجبه وتخفي ذكره, لأن القائمين على الحاجز القادم من أولئك الذين يقاتلون هذه البدع, سيعتقلون الحبيب ويقتلونه لو ذكرت اسمه.
التحليل النقدي الذرائعي:
• المستوى السيكولوجي:
ينطلق القاص الدكتور عماد أبو حطب في هذه القصة من إحساسه الداخلي الغاضب والمكبوت, اتجاه الحرب ومفرزاتها القميئة التي اندلقت على الدروب حاصدة الأرواح والمشاعر الخيّرة الجميلة, فكانت الحرب ندّا شرسًا للحب, لذلك عبّر عن خوفه على الحب ومريديه إلى سلوك يتناوب بين الحدّة والتحذير, لفتاة تكتسي بمظاهر الحب وتحتفي بطقوسه, واستطال خوفه ممتدًّا إلى شخص الذي لا يعرفه, لكنه يعرف القتلة جيّدًا.
• المستوى الأخلاقي:
هناك قيمتان تتصارعان في هذا النص, وهما الحرب والحب, الأولى شرّ ينتصر بالموت, والثانية خير ينتصر بالحياة, أي هو الصراع الأزلي بين الشر والخير, ولكنه في الحرب يكون شديد الشراسة, وما بينهما خوف مستعر, وحسّ أبوي إنساني لا تعدمه ضراوة الصراع.
• المستوى المتحرّك:
- العنوان: يحتاج إلى تعتيم, كأن يكون رمزًا مغلقًا يحرّك عقل المتلقي عبر تكنولوجية اللغة, هنا القاص حمّل العنوانُ الثيمةَ تحميلًا مباشرًا.
- الإسناد والإحالة: كان الإسناد إلى سائق يقتات عيشه من سيارته, وصبية عاشقة يقلّها بين الحواجز, أحال إليه القاص مهمة الإنجاز بالتحذير والتوعية, وقد نجح بالمهمة بالتلميح والترميز.
- الرمزية : استخدم الدكتور عماد أبو حطب رموزًا مغلقة أدت دورها في الإضمار والإنابة عن المعاني الظاهرة.
- التكثيف: من خلال ثلاث دلالات فقط, استطاع القاص أن يمنحنا قصة مكثفة موجزة وموحية مكتملة الأركان, ساهم التكثيف والإيحاء بإعطاء النص قيمة جمالية ملموسة ( خبّئي قلبك ودثّريه, يعدمون الحب), وهذا ما خفّف من وطأة الإخبار المباشر في الجمل السابقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا