الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين رؤيةٍ حالمةٍ….. و واقع

رؤى الدرويش
باحثة بالشأن الاجتماعي

(Ruaa Al-darweesh)

2023 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بين رؤيةٍ حالمةٍ .... وواقع ....
إن المتابع لطبيعة الحكومات المتشكلة بعد الاحتجاجات الشعبية التي سادت معظم مناطق الوسط والجنوب في العراق نتيجة سوء الخدمات والضعف الحكومي و الانسداد السياسي والخلافات بين الكتل وأثرَ ذلك في تردي الواقع المعاشي والأمني ،والذي انعكس سلباً على المواطنين عامة وعلى فئة الشباب خاصة ، ممن لم يجد فرصة عمل في القطاع الخاص والعام مع غياب التخطيطات الحكومية الواجب اتخاذها لضم هذه الثروة الشبابية ( على اعتبار ان العراق يعتبر من الدول الفتية بارتفاع عدد شبابها الى اكثر من نصف المجتمع ) والتي تم هدرها بتعمد او غفلة من قبل الكتل السياسية القائمة حينذاك!!!؟.
سيرى المتابع ان الحراكات الشعبية التي برزت وتصاعدت في الفترات الاخيرة, تمخضت عن تغييرات حكومية جديدة مختلفة عن سابقاتها بنوع الخطاب و الإستماع للشارع و التمثيل الجماهيري المشترك فيها, فهي ولدت بعد سلسلة من الاخفاقات الكثيرة التي شهدتها الحكومات السابقة المتبعة لسياق واحد في أدارة الدولة, والتي انتجت حكومات تحت مسمى ( ظاهري ) ملبي لطموحات الشارع لكنها ما لبثت الا ان تكون مولدة لازمات جديدة مضافة لطبيعة ما يعانية المجتمع اصلا من شلل واخفاق في معظم مفاصل الدولة .
وهنا لا بد من وضع تساؤلات لما حدث من قبل سنتين في تغيير شكل الحكومات وما انتجته من خدمات مطلبية , لمعرفة مكامن الخلل الذي ساد تلك الحكومات :
1- هل ان مكامن الخلل في الشخوص الماسكة للسلطة , ام في طبيعة برامجها الحكومية؟
2- هل تشكل اللجان الاستشارية غير الاختصاصية والوطنية ( المكونة وفق معايير القرابة والدوائر المنغلقة بطوائفها واثنياتها ) خللاً في قراءة الواقع قراءة علمية ؟
3- هل تشكل الضغوطات الاقليمية والدولية تحدياً لرأس السلطة , لتضعه امام تحدياتٍ أكبر من امكانية خلق برامج وفق معايير مطالب المجتمع لتؤدي به أخيراً الى الرفض الشعبي ومن ثم السقوط ؟
4- هل يتحمل الشارع العراقي مسؤولية انتاج حكومات ضعيفة تعمل وفق مصالحها الضيقة عبر صناديق الاقتراع, ام في عدم متابعته الجماهيرية في انحراف السلطات عن اهدافها في خدمة المجتمع؟
5- ام ان التجربة العراقية لم تكتمل رغم مرور 20 عام , لانشغال الساسة في غنائم الدولة وكيفيات توزيعها على المساهمين في تشكيلاتها الحكومية ؟
واقعاً ان ما يمر به العراق هو اشبه بتمشية حال ودفع ازمات كبيرة نحو مستقبل مجهول غير واضح المعالم قد ينتهي نهايات ماساوية مدوية ، او تستمر دحرجة الازمات التي ما تفتأ ان تتزايد و تتشعب يوما بعد اخر.
وهنا لن نحلم ببرامج حكومية قابلة للتطبيق مالم تكن هناك مساعي حكومية و شعبية حقيقة مستعدة لذلك .
ولن يكون هنالك تغيير ان لم يكن هنالك تقبل وتصالح سياسي بين المحاور والاطراف السياسية المعنية من جهة و مع المجتمع من جهة اخرى.
وكذا لن يكون هنالك مستقبل افضل , ما لم يكن هنالك تغيير للنمط المتبع في ادارة الدولة.
ولأرجاع الثقة بالاحزاب الحاكمة ينبغي عليها أولاً العمل على تحديث مناهجها الحزبية وكيفية إدارتها للدولة والتعامل مع الشارع بمختلف توجهاته وتنوعة القومي والاثني والفكري و محاولة ايجاد طرق كفيلة لاحتواءة.
ومن خلال تجارب الشعوب, فانها لن تبنى مالم يكن هنالك وعي كافي واستعداد من قبل الشعب نفسه في اصلاح حاله والتخلص من ممارساته السلبية المتبعة والتي لها الاثر الاكبر في ما نمر به من تردي للأوضاع الاجتماعية والثقافية وحتى الأمنية,( فالحكومات ما هي ألا انعكاس لطبيعة شعوبها)......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران