الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المبيت الجامعي ، أنا و قصص الطلبة العاشقين

سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)

2023 / 1 / 9
الادب والفن


كنت طالبا مجتهدا ، أعتقد إنّي لزلت كذلك ، في المبيت الجامعي ابن الجزّار الكائن بشارع الجزائر بصفاقس ، كنت تلميذا بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسيّة بصفاقس ، مستوى متقدم جدّا ، اعتقد اني ظلمت نفسي عندما توجهت لهذا العذاب القاسي ، كان مبيتا مختلطا ، قسم للطالب و قسم للطالبات ، مبيت في أغلبه مخصص لطلبة التحضيري و الطب و التمريض، كان شديد الاختلاط الدائم يولدّ قصص الحبّ و العشق و الثورة و الالتزام السياسي و النقابي ، كان رفيقي في الغرفة ، يعشق الدخان و شرب القهوة الفيلتر ، أبوه مالكا لمعمل خياطة بقصر هلال ، و مهوس باقتناء جريدة الصحافة الناطقة بالفرنسية la presse لان صاحبته الافتراضية فرنسية و عليه ان ينهض بلغته و كان يعدني ان سافر لفرنسا سيرسل لي عقد عمل و اعيش "عيشة فلّ : صبيّة شقراء ، و اجر باليورو ، تأمين صحّي ، و فيلا في الضواحي البريسية" كما كان يقول ،
لم نغلق على بعضنا خزائننا ، و خصصنا ميزانية للطوارئ و لدبوزة المرناق سبتا و من المحرمات ان نمسّ منها فلسا في ايام الرفاه ، كان يحدثنّي عن قصر هلال و حركتيها و اسواقها و معاملها ، احدثه انا عن جبنيانة و قلعة النضال و المشطية و الشبتية و الجلبانة و سيدي ابي اسحاق و اكولا (بطرية) ،
كان يحترمني جدّا ، و يشدّ ازري عندما تضيق بي السبل ، قبل ذهابه للمقهى للعب الكارطة ، يتفقدني ، يتفقد ترموس قهوتي ، ليعبأه ، و يترك لي باكو ليجار في حين انه يدخن pine ذلك الدخان الجزائري المهرب اللعين يترك لي الدخان الراقي و يدخنّ هو اسفل رتب الدخان، يذهب للمقهى و تاركا إياي غارقا في كتب الجبر و الفيزياء المعقدين جدّا .
مضى اكثر من عقد ، نسيت إسمه الصديق اللاعادي الذي يؤثر على نفسه و الذي بقي اسمه مرسوما في قلبي و وجه في مخيلتي ...ارجو ان يكون باحسن حال ...
و كانت نافذة غرفتنا تفتح خلفيتها على ساحة مظلمة ، يقاطع ظلماتها اضواء السيارات المارة و في اغلب الاحيان اضواء هواتف العاشقين و العاشقات الهاربة من المتلصليل ، ضحكات خجولة تتعالى في تلك الظلمة ، أصوات القبل و الشفّة ، و تأوهات العاشقين من المعانقة و اصوات الفتيات اللواتي يلحلحن بالحارس ان يتركهن ليذهبن للقاء عشاقهم ، ،لم يدفء عظامي في ليالي الباردة بالمبيت إلاّ تلك الساحة ، ساحة القبل ...

بوزيد - جبنيانة 08 جانفي 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته