الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التألق في قصة -درب الفردوس المفقود- تقى مسعود

رائد الحواري

2023 / 1 / 9
الادب والفن


التألق في قصة
"درب الفردوس المفقود"
تقى مسعود
عندما يأتي عمل أدبي من طفلة، فهذا أمر يبشر بالخير، يبشر بوجود أديبة سيكون لها مكانتها في عالم الأدب، وعندما تأتي القاصة بمضمون وطنية ومتحرر من التقليد والقوانين الجامدة، فهذا يعطي إشارة إلى أن بذرة التقدم تكمن في الجيل الجديد، وليس في العجزة والمقلدين، بموضوعة لم أكن أتصور أن تكون هذه القصة من أنتاج الطالبة "تقى مسعود" فهناك صياغة أدبية تماثل تلك التي يستخدما كبار كتاب القصة، من هنا تستحق قصة "دروب الفردوس المفقود" التوقف عندها.
القصة ذات مضمون تعلمي سلس، بمعنى أنها تقدم معلومات بطريقة غير مباشرة، من خلال أحداث القصة، تتحدث عن الفيزياء، عن اللغة العربية، وعن الإنجليزية، عن الدين كمضمون أخلاقي وروحي وليس مجرد حركات فارغة، والأهم أنها تتناول فكرة التعليم نفسه، فهي تدعو إلى التعليم الذي يعتمد على التفكير والتحليل وليس على التلقين، وهذا أمر في غاية الأهمية، والمسألة الأخر تأكيد القصة على ضرورة التركيز على المعرفة خارج المناهج التعليمي الرسمي الذي جاء من خلال الحوار المتعلق بالرافعي والعقاد، وإذا ما أضفنا اهتمامها بالرياضية، نكون أمام دعوة للتعليم الحديث الذي يهتم بالعقل والجسد معا.
أما الجانب الوطني الفلسطيني فهو أيضا قدم بطريق لبقة وليس من خلال الطرح المباشر، فكان الحديث المتكر عن الشهداء، والذي هو واقع يعيشه الفلسطيني يوميا، ثم استشهاد "وجد" وصيفة البطلة ورفيقتها ما هو إلا تأكيد وحشية المحتل، وأيضا إلى انفرادية الفلسطيني في مواجهة العدو، فعدم ذكر أو الإشارة إلى المحيط العربي أو الإسلامي يعطي دلالة إلى أننا وحدنا أمام هذا الوحش المتغول.
هذا على صعيد الفكرة أما على صعيد الشكل الأدبي فهناك لغة قصصية سلسة، ممتعة، مرتبة، تمتع القارئ، وهذا ما خفف القسوة الكامنة في نهاية الأحداث، فنلاحظ أن فاتحة القصة وخاتمتها جاءت بلغة عالية، وهذا خدم القصة التي ستجذب القارئ لها، وأيضا ساهم في محو والتخفيف من السواد الذي جاء في خاتمتها، فمن خلال السؤال " أطلقت عينيها لعنان السماء تحدّثُ سميرة:
لماذا وجدتِ أجوبتكِ قبل أن أجدَ أجوبتي" فالقصة أكبر بكثر من عمر الكاتبة/القاصة، وهذا ينم على وجود كاتب وأدبية سيكون لها مكانتها في الساحة الأدبية الفلسطينية والعربية والعالمية، فما عليها إلا مواكبة ومواصلة الكتابة.
القصة منشورة على هذا الرابط
https://docs.google.com/document/d/1lYyEImiwr5igj9EEB2yDTv3UzwANO2zI/edit?fbclid=IwAR2IAmFdYbc8bJQfme-MuPi_4HX8JhpqeXuucKdpLAPKronyzYPBt969Zus








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل