الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازية الجديدة في أكرانيا (2من2)

سعيد مضيه

2023 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ا
أكرانيا الدولة الوحيدة التي دمجت النازيين في أجهزتها



كتب الصحفي الأميركي، روبرت باري رئيس تحرير كونسورتيوم نيوز: في إطار الاتهام الموجه لكونسورتيوم نيوز انها تنشر "أخبارا كاذبة" حول النازية الجديدة في اكرنيا كتب زاك فيشرمان في نيوغاردز يقلل من شأن النازيين الجدد في أكرانيا:
"ما من بينة على أن للنازية نفوذا يذكر في اكرانيا . حقا تمثل الجماعات الراديكالية اليمينية المتطرفة ’ تهديدا للتطور الديمقراطي لأكرانيا‘ طبقا لتقرير صدر العام 2018 عن فريدم هاوس. غير ان التقرير تضمن أيضا ان للمتطرفين اليمينيين تمثيل سياسي ضئيل في اكرانيا ، وليس لهم ممر الى السلطة – فمثلا في الانتخابات البرلمانية لعام 2019 نال حزب سفوبودا اليميني المتطرف 2. 2 بالمائة من أصوات الناخبين ، بينما نال مرشح سفوبودا للرئاسة ، روسلان كوشولينسكي 1.6 بالمائة فقط من اصوات الناخبين"
ان هذه الحجة بالتركيز على نتائج الانتخابات قد استبعدتها مصادر عدة لتيار الميديا الرئيس، ليس أقلها شانا مجلس اتلانتيك، الذي يعتبر ربما اكثر بنوك المعلومات( مراكز الأبحاث) في العالم كراهيةً لروسيا. في مقالة نشرت العام 2019 كتبها أحد كتاب المجلس جاء فيها:
"لنكن واضحين، تحصل الأحزاب اليمينية المتطرفة على أصوات قليلة بالانتخابات الأكرانية، والأكرانيون لا يرغبون في ان يحكمهم المتطرفون اليمينيون؛ غير ان الحجة ’مواربة ‘ نوعا ما . ليس توقعات المتطرفين ما يتوجب ان يشغل أصدقاء اكرانيا ، إنما عدم رغية الدولة ، او عدم قدرتها لكبح جماعات العنف ووضع حد لحصانتهم[ التأكيد من كاتب المقال]. فسواء كان ذلك بالنظر لإحساس بالديْن لهؤلاء بسبب محاربة الروس أو الخشية من انهم قد يحولون الدولة ذاتها ، فإنها مشكلة حقيقية ونحن لا نقدم خدمة لأكرانيا حين نخفي المشكلة تحت البساط".
ما ورد في المقتطف السابق،" الخشية من احتمال تحويل الدولة ذاتها " اقرار بالعتلة القوية التي يمتلكها هؤلاء يهيون بها الدولة. إذن ، تؤكد مقالة مجلس الأتلانتيك كم هو قوي نفوذ تلك الجماعات:
تشبه مادة بروباغاندا الكرملين، لكنها ليست كذلك. في الأسبوع الماضي كشف راديو هرومادسكه النقاب عن أن وزارة الشباب والرياضة الأكرانية تمول الجماعة النازية الجديدة، سي 14 ، لترويج ’مشاريع قومية للتعليم الوطني‘ في البلاد. وفي 8 حزيران / يونيو أعلنت الوزارة انها سوف تقدم جائزة لمنظمة سي 14 أقل من 17000 دولار تكاليف تنظيم و إدارة معسكر اطفال. وقدمت أيضا تمويلا لكل من هولوسييف هيديوت و الجمعية التعليمية ، وكلاهما تحتفظان بروابط مع اليمين المتطرف. ان الكشف عن هذا الدعم يقدم مثالا خطرا بان جهات تعزيز القانون توافق ضمنا على، او حتى تشجع تفلت جماعات اليمين المتطرف من القانون، حيثما ترغب اللجوء الى العنف ضد من تكرههم.
ومنذ اوائل العام 2018 والجماعات اليمينية المتطرفة، سي 14 والميليشيا القومية التي تضم آزوف، كارباتسكا سيتش، وغيرها تشن هجمات متعددة ضد جماعات روما ، وكذلك ضد المظاهرات المناهضة للفاشية وضد اجتماعات مجلس المدينة ، حدثٌ سجلته امنيستي إنترناشيونال ومعارض الفنون ونشطاء البيئة. وفي 8 آذار شنت جماعات العنف هجمات ضد مسيرات اليوم العالمي للمرأة في المدن الأكرانية. لم يتدخل البوليس إلا في عدد قليل من هذه الهجمات لمنعها ، وفي بعضها اعتقلت الشرطة التمظاهرين من اجل السلم بدلا من اعتقال المسببين الحقيقيين للعنف‘."
ليس مجلس أتلانتيك الهيئة الوحيدة المعادية للروس وتقر بالقوة الخطرة لجماعات النازية الجديدة في أكرانيا. فقد نشر بيللينفكات مقالة منذرة عام 2018 عنوانها " محاربو اليمين المتطرف وعنصريو تفوق البيض مدربون على أيدي مؤسسات امنية اوروبية كبرى" .
كذلك فقد درب الناتو وحدات آزوف وربط مباشرة الولايات المتحد باليمينيين المتطرفين الكرواتيين.
نشرت ذا هيل عام 2017 مقالة عنوانها" الحقيقة عن النازية الجديدة في اكرانيا بعيدة عن بروباغندا الكرملين"، اوردت فيها:
" بعض المراقبين في الغرب يدعون عدم وجود عناصر نازيين جدد في أكرانيا ، ناسبين تأكيدات عن النازيين الجدد الى بروباغندا من موسكو. لسوء الحظ فهم مخطئون بصورة تثير الحزن. يوجد حقا تشكيلات نازيين جدد في اكرانيا . وتاكد هذا بصورة لا تقبل الإنكار من قبل كل منبر إخباري غربي تقريبا. ان حقيقة كون المحللين قادرون على نفي الحقيقة بادعاء انها بروباغندا روسية امر يسبب الإرعاج العميق.
كيف يقال ان هذه بروباغندا روسية؟
عنف على الطراز النازي
اتهمت الأمم المتحدة وهيومان رايتس ووتش منظمة آزوف ، وكذلك وحدات عسكرية في كييف باقتراف انتهاكات لحقوق الإنسان".
لحقت عدوى الفاشية الجديدة بالثقافة الشعبية الأكرانية ؛ فقد نظمت نصف دزينة من الجماعات الموسيقية للنازية الجديدة كونسيرت عام 2019 تمجد ذكرى يوم غزو النازية الألمانية للاتحاد السوفييتي.
حذرت امنيستي إنترناشيونال عام 2019 من ان " اكرانيا تغرق في فوضى عنف غير مكبوح تنفذه جماعات راديكالية بدون أدنى مساءلة.عمليا ما من احد في البلاد بمقدوره الشعور بالأمان تحت هذه الأوضاع".
يتكون شعار آزوف من صورتين- وولفسانغيل و سونّينغراد- تحددهما عصبة مناهضة التشهير رمزين للنازية الجديدة. وولفسانغيل ترفعه جماعة كراهية بالولايات المتحدة تطلق على نفسها امم اريان، بينما كان سونينغراد من بين رموز النازية الجديدة في مسيرة هذا الصيف المميتة في تشارلوتسفيل.
تقوم صحف نيويورك تايمز والغارديان وديلي تلغراف وهيئة الإذاعة البريطانية ورويترز ومنابر اخرى بالتغطية على الشخصية النازية الجديدة لتنظيم آزوف. على الطبيعة كتب صحافيون من منابر ميديا الغرب بانهم شاهدوا بأعينهم شعارات(إس إس ) و الصليب المعقوف والمسيرات بالأنوارٍ والتحيات النازية . اجروا مقابلات مع جنود آزوف ، الذين اعترفوا انهم نازيون جدد . كتبوا تقاريرهم تحت عناوين غامضة مثل " كم من النازيين الجدد في اكرانيا تدعمهم الولايات المتحدة؟" و" وحدات متطوعين اكرانيين يضمون نازيين".
زيلسكي والنازيون الجدد
احد أقوى الأوليغارشيين منذ تسعينات القرن الفائت ، إيهور كولومويسكي، دعم في وقت مبكر فرقة آزوف النازية الجديدة. وكما ورد في تقرير بثته وكالة رويتر (غرين تشيك):
"يُتهَم العديد من الجماعات البرلمانية بالإساءة للمواطنين الذين يتهمون بحمايتهم. ونشرت امنيستي إنترناشيونال تقريرا جاء فيه ان فرقة إيدار- وتمول جزئيا كذلك من قبل كولومويسكي- قد اقترفت جرائم حرب ، بما في ذلك اختطاف غير مشروع ، اعتقالات بدون قوانين ، سرقات ، وحتى تنفيذ إعدامات
وهناك فرق عسكرية اكرانية أخرى جوعت المدنيين كاحد أشكال الحروب، ومنعت شاحنات تحمل المساعدات من الوصول الى مناطق يحكمها الانفصاليون، شرقي اكرانيا، كما اوردت امنيستي نيوز.
بعض الفرق العسكرية الخاصة قد سودت السمعة الدولية لأكرانيا بوجهات نظرها المتطرفة. فرقة أزوف التي تمول جزئيا من قبل تاروتا وكولومويسكي تستعمل شعار وولفسغانغل النازي كشعار لها، والعديد من أعضائها يظهرون مواقف موالاة للنازية ويعرضون آراء معادية للسامية . تحدث أعضاء فرقة ازوف عن ’ جلب الحرب الى كييف‘وقالوا ان أكرانيا تحتاج الى ’ديكتاتور قوي يصْعد الى السلطة ويستطيع سفد دماء غزيرة لكنه يوحد الأمة بهذه الوسيلة‘".
في نيسان / إبريل 2019 بدأ الإف بي آي ( مكتب التحقيقات الفيدرالي بالولايات المتحدة) التحقيق مع كولومويسكي بتهم مالية مزعومة بالارتباط مع حيازات فولاذ في ويست فرجينيا واوهايو الشمالية . وفي آب / أغسطس 2020 قدمت وزارة العدل الأميركية ضده وشريك معه دعوى مصادرة مدنية :
تتضمن الدعوى ان إيهور كولومويسكي و غينادي بوهوليوبوف ، اللذين يملكان بنكا خاصا ، أحد اكبر بنوك أكرانيا واختلسا مليارات الدولارات من البنك. حصل الاثنان على قروض واعتمادات خلال الفترة 2008-2016 ، عندما فضحت الصفقات. والبنك جرى تأميمه بقرار من بنك أكرنيا الوطني. تتضمن الدعوى أيضا انهما قاما بتبييض الأموال المنهوبة مستخدمين حسابات بنكية لمجموعة شركات ، بصورة أولية في فرع قبرص للبنك الخاص ، قبل أن ينقلا الأموال الى الولايات المتحدة . وكما تضمنت الدعوى نادرا ما أعيد دفع القروض إلا من خلال قروض تم الحصول عليها بطريقة الاختلاس".
" في تلك الأثناء بثت القناة التلفزيونية الداعمة لفرقة آزوف فيلم " خادم الشعب"(2015-2019)، وفي الفيلم تم إشهار فولوديمير زيلينسكي، وفي النهاية اوصلته منصب الرئاسة تحت سمعة " حزب خادم الشعب". جرى تمويل الحملة الانتخابية للممثل الكوميدي السابق على يدي كولوموسكوي، كما أوردت تقارير عدة ، منها تقرير بثه راديو اوروبا الحرة.
اثناء الحملة الانتخابية نشرت "بوليتيكو":
يقدم منبر ميديا كولوموسكوي أيضا الدعم اللوجيستي والأمني لحملة الممثل الكوميدي، وفي وقت قريب تبين أن المستشار القانوني لزيلينسكي ، أندريه بوهدان كان المحامي الشخصي للأوليغارشي . وأفاد صحفيو التقصي أيضا ان زيلينسكي سافر 14 مرة خلال السنتين الأخيرتين الى جنيف وتل أبيب، حيث كان كولوموسكوي يقيم في المنفى."
قبل انتهاء الانتخابات أطلق بيترو بوروشينكو على زيلينسكي كنية "ألعوبة كولوميسكوي". وطبقا لأوراق باندورا فقد هرب زيلينسكي الأموال المقدمة من كولوميسكوي الى ملاذ خارج البلاد.
اثناء الحملة الانتخابية سئل زياينسكي عن بانديرا ، وأجاب كان من "البرادة" اعتبار الأكرانيين بانديرا بطلا.
لم يكن زيلينسكي قد انتخب رئيسا بناء على وعد بإنهاء الحرب في الدونباس. بعدانقضاء وحوالي سبعة أشهربعد ان بات رئيسا سافرالى الجبهة بالدونباس كي يطلب من الوحدات الأكرانية ، وكانت ازوف تحظى هناك بتمثيل جيد ، بإلقاء السلاح. بدلا من ذلك طلب منه المغادرة في الحال . كتبت كييف بوست ( غرين تشيك):
"عندما قال دينيس يانتار،أنهم لا يحملون السلاح ويريدون بدل السلاح البحث في القيام بالتظاهر ضد خطة وقف العمليات التي عمت اكرانيا، غضب زيلينسسكي".
قال زيلينسكي، كما يظهر من فيديوا المقابلة:’ إسمع دينيس ، انا رئيس البلاد؛ وعمري 41 عاما، ولست بالخاسر ؛ جئت اليكم واخبرتكم : تخلوا عن السلاح. لا تنقلوا المحادثة الى بعض الاحتجاجات‘ . ظهر زيلنسكي، وهو يقول هذا الكلام هجوميا تجاه يانتار ، الذي كان يرأس الوحدات الوطنية بمدينة ميكوليف، والتي تشكل القوميسار السياسي لفرقة متطوعي ازوف.
- لكنننا ناقشنا ذلك ‘رد يانتار،
قال زيلينسكي:’ اريد ان أرى تفهما في أعينكم. لكن بدل من ذلك ، رأيت شخصا قرر ان هذا شخص خاسر يقف قبالته‘
كانت مظاهرة قوة العسكر ، بما في ذلك فرقة ازوف فوق قوة الرئيس المدني.
بعد الغزو الروسي سأل مراسل فوكس نيوز زيلينسكي في شهر نيسان / إبريل حول فرقة ازوف ، التي هزمت في ماريوبيل بعد ذلك. أجاب زيليسكي : إنهم على ما هم عليه. كانوا يدافعون عن الوطن" . ثم حاول بعدئذ القول انهم لم يعودوا نازيين جدد نظرا لأنهم جزءٌ من الجيش ، رغم انهم ما زالوا يرتدون (حتى يوم الثلاثاء- الأخير من ديسمبر) الزي النازي. ( شطبت فوكس نيوز من اليوتيوب هذا السؤال من المقابلة ، لكنه محفوظ لدينا - باري).
كذلك في إبريل / نيسان أغضب زيلينسكي اثنين من رؤساء اليونان السابقين ومسئولين آخرين ، حين دعا احد أعضاء فرقة آزوف لتوجيه خطاب الى البرلمان اليوناني. هاجم أليكسيس تسيبراس ، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم الحزب الرئيس للمعارضة، تحالف سيريزا التقدمي، ظهور محاربي آزوف امام البرلمان.
صرح تسيبراس من على السوشيال ميديا، "التضامن مع الشعب الأكراني بدهي ؛ غير أن النازيين يجب ان لا يسمح لهم بالتحدث في البرلمان .كان الخطاب استفزازا". ومضى الى القول، إن رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس،" يتحمل المسئولية... تحدث عن يوم تاريخي لكنه عار تاريخي". واعتبر رئيس الوزراء الأسبق أنتونيس ساماراس، إسماع فيديو ازوف داخل البرلمان "غلطة كبيرة". وزير خارجية اليونان الأسبق، نيكوس كوتزياس، قال " انعدام المسئولية لدى الحكومة اليونانية قوضت نضال شعب أكرانيا، إذ قدمت المنصة لأحد النازيين للتحدث . المسئوليات جسام. على الحكومة ان تنشر تقريرا مفصلا حول التحضيرات والاتصالات المتعلقة بالحدث".
زيلينسكي لم يوبخ سفيره بالمانيا ، أندريج ملينيك، إذ زار قبر بانديرا في ميونيخ، وهو ما أستفز رد فعل من أحد أعضاء البرلمان الألماني: "كل من يصف متعاونا مع النازيين ، مثل بانديرا ’بطلنا‘ ، ونقصد ملينيك، ويقوم بالحج الى قبره او يدافع عن فرقة آزوف اليمينية ويصفها ب ’الشجاعة‘ يظل بحكم العطف يوصف ب ’متعاطف مع النازية‘."
أغلق زيلينسكي منابر الميديا وحظر أحد عشر حزبا سياسيا ، بمن فيها الحزب الأكبر، منبر المعارضة (يورو سيبتيك من اجل الحياة) ، واعتقل زعيم الحزب؛ وما من احد من الأحزاب المحظورة يتبع اليمين المتطرف.
بحق جرى استنكار موقف دونالد ترامب بسبب ملاحظاته على انصار تفوق البيض العنصري في شارلوتسفيل؛ لكن زيلينسكي ، الذي مول سنده وداعمه الأوليغارشي(كولوميسكوي) منظمة آزوف، والذي قدم عضوا في النازية الجديدة لمخاطبة البرلمان الأوروبي، يحظى بتأييد ودعم إدارة ديمقراطية والميديا بالولايات المتحدة ، رغم أنه يتغاضى عما هو أسوأ بكثير من مشاكل النازية الجديدة في أكرانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء