الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمال فلسطين يتعرضون للقتل والضرب والإعتقال يومياً

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2006 / 10 / 12
الحركة العمالية والنقابية


• في ظل الحصار البشع والتجويع الدائم يضطر عمال فلسطين للمجازفة بحياتهم من أجل توفير لقمة العيش لأولادهم .
• قوات الإحتلال تلاحقهم في ورشات العمل ولا تكتفي بإعتقالهم ، بل تقوم بإهانتهم ، وتعذيبهم بل وقتلهم.
• عامل البناء الشهيد إياد ابورعية من ترقوميا قُُتل برصاصة شرطي من حرس الحدود في ورشة عمله بمدينة يافا في الرابع من شهر تشرين أول الحالي.
• الوحدة نفسها قامت وبعد أسبوع واحد بعدوان وحشي آخر على عاملين من نابلس هما جاسر عودة ورامي حانين ، حيث تم تعذيبهما في منطقة رملية نائية ، وسلبت منهما النقود والهواتف النقالة .
• عمليات القتل والتعذيب والإهانة للعمال الفلسطينيين تتواصل يومياً على الحواجز الإحتلالية ، حيث يقوم بعض جنود الإحتلال بإطلاق النار على عمال وقتلهما ، بإدعاء أن العامل حاول "الإعتداء" على الجندي .
• لقد حان الوقت لنقل هذه المعاناة العمالية للمحافل الدولية من خلال تقديم شهادات مباشرة من قبل العمال الذين تعرضوا للضرب والإعتقال ، فالوضع لم يعد يُحتمل .
• تقارير الهيئات الدولية تبقى في الأرشيف فقط، لأننا نلاحظ أن الأوضاع العمالية في فلسطين تسير من سيء الى أسوأ.



قتلوه ... ولكن

"قتلوه.. وقتلوا أحلامنا .." صرخت زوجة عامل البناء الفلسطيني الشهيد إياد أبو رعية من بلدة ترقوميا – قضاء الخليل ، عندما حمل نعشه أهاليه وأصدقاؤه .. يوم الجمعة السادس من تشرين أول الحالي ، صرخت ألما على فُراق زوجها ووالد الجنين الذي تحمله في أحشاءها ... قصة إغتيال العامل الفلسطيني إياد توفيق أحمد أبورعية في مكان عمله في ورشة بناء بمدينة يافا ، هي مثال للمعاناة الحقيقية التي تعيشها الطبقة العاملة الفلسطينية في ظل الإرهاب الإحتلالي للقوات الإسرائيلية التي تحاول تجويع العمال وعائلاتهم .

"قتلوه.." صرخت أم العامل الشهيد وهي تودع إبنها العامل الكادح الذي قُتل برصاص الغدر الإحتلالي ،عندما كان يعمل في ورشة بناء بمدينة يافا وبالتحديد في الطابق الثاني من البناية التي تقع قرب سوق "البراغيث" القديم ، وشاءت الظروف ان يكون الشاهد على قتل إياد أخيه ورّاد الذي يعمل معه وعامل آخر في الورشة نفسها ، فجأة داهمتهم مجموعة من قوات "حرس الحدود" ، سيئة الصيت ، التي إرتكب أفرادها عدد كبير من الجرائم وعمليات الإهانة والقتل بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، خاصة العمال منهم .. فهي نفس الوحدة التي إرتكب أفرادها مجزرة كفر قاسم العام 1956 والتي نحيي الذكرى الخمسين لها ولشهداءها في نهاية الشهر الحالي .

"عندما شعرت بقدوم أفراد قوة حرس الحدود إختبأت في الملجأ ، اما أخي إياد وزمليه فقد قبض عليهما أفراد الوحدة ، فنحن ندخل للعمل الى إسرائيل بدون تصاريح عمل ، لأن سلطات الإحتلال ترفض منحنا هذه التصاريح لندخل بشكل قانوني ، إلا ان الجوع والفقر وصراخ الأطفال يدفعنا لهذه المغامرة والبحث عن فرص عمل للحصول على دخل ما ..." هذا بعض ما صرح به العامل ورّاد توفيق أحمد أبو رعية لوسائل الإعلام المحلية والعالمية بعد إنتشار خبر الجريمة وإستشهاد اخيه إياد وأضاف :" بدأ أفراد شرطة حرس الحدود بضرب أخي وزميله بشكل حيواني وبشع .. وحاول إياد أن يقول لهم أنه عامل يبحث عن لقمة العيش لعائلته وتنتظره زوجة حامل في بيته...لكن حيوانية هؤلاء لم يكن لها حدود ... واصلوا الضرب والشتائم ..وأمروا إياد وزميله بالنوم على بطنهما في الحمام ..ففعلا ذلك كما يؤكد ورّاد في شهادته ...وأضاف "عندها سمعت صوت طلق رصاصي من مسدس إتضح أنها كانت طلقة القتل الغادر لأخي إياد.. وعلى الفور غادر أفراد الوحدة المكان وهب عدد من رواد السوق وعامليه لمساعدتنا ..لكن بعد فوات الأوان ...وبعد ان فقدت أخي الحبيب إياد .." قالها ودموع الغضب تنهمر من عينيه ...

الشرطة إنفلات عيار ناري

ساعة إرتكاب الجريمة كانت ما بعد الثامنة من صباح يوم الأربعاء الرابع من أكتوبر – تشرين أول الحالي .. شهود العيان من المنطقة أكدوا أن دم إياد ابو رعية ذهب هدراً ، وأن رواية الشرطة وعلى رأسها قادة وحدة شرطة حرس الحدود في منطقة يافا دافيد تسور ، لا أساس لها من الصحة ، فلم يحدث أي عراك ما بين الشرطي وإياد ، لذلك لا أساس لأقوال الشرطي مرتكب الجريمة وزميله ، بأن عملية القتل، كانت بسبب العراك معه وإنفلات رصاصة من المسدس أدت الى مقتل العامل الشهيد إياد أبورعية !!!؟؟؟...لكن الرصاصة كانت في الجمجمة مباشرة ؟؟؟.

صراخ العامل المغدور إياد ابورعية وزميله كان عالياً،من شدة الألم جراء الضرب المبرح الذي تعرضا له من هراوات أفراد حرس الحدود ، وقد أكد على ذلك أحد العاملين في ورشة مقابلة للبناية التي قتل فيها العامل إياد، يدعى عبد ابوغربية ... مشيرا الى أن ما حدث كان جريمة قتل متعمد بحق عامل بريء ذنبه الوحيد أنه قام بالبحث عن فرصة عمل ولقمة عيش بشرف له ولعائلته ...مثله مثل عمال فلسطينيين آخرين ممن يتحدون الحصار والموت من أجل ضمان العيش بكرامة.

تواصل صراخ الزوجة الحامل لحظة الوداع للعامل – الزوج إياد .... صرخت معها والدته بألم قائلة :"إغتالك المجرمون يا إياد يا حبيبي ...إنك أغلى الشهداء ...فأنت إبني فلذة كبدي ..وإبن وطنك فلسطين ..وداعاً أيها الحبيب ..." وبكت ومعها الجميع .

بقي أن نشير الى أن الشرطة ووحدة حرس الحدود متمثله بقائدها حاولوا إلقاء التبعة على الشهيد ...وبعد فحص أولي قام به قسم التحقيقات في الشرطة ...يبدو أن قصة العراك لا أساس لها من الصحة وتم فرض إعتقال منزلي على مرتكب الجريمة حتى يُستكمل التحقيق .


عدوان آخر بعد أسبوع

المكان شاطئ مدينة يافاعروس البحر .. الزمان ليلة يوم السبت ،الثامن من تشرين أول الحالي .. عاملان فلسطينيان من مدينة نابلس ... يجلسان بالقرب من الشاطئ ...بإنتظار الفجر ..والبحث عن فرصة عمل ..الجوع والحصار والفقر جميعاً أديّا لأن يغامر كل من جاسر عودة ورامي حانين كلاهما من نابلس والدخول الى إسرائيل من أجل البحث عن فرصة عمل ... فهناك آلاف العمال الفلسطينيين وغيرهم ممن يعبرون الحدود... ليس فقط من الضفة الغربية وقطاع غزة .... بل من الحدود المصرية والأردنية ....والهدف البحث عن فرصة عمل ..في ظل إنتشار الفقر والضائقة في عالمنا المعولم برأسماليته ...أمواج البحر تتلاطم ورامي وجاسر يتجاذبان أطراف الحديث ...فجأة سمعا صراخ وأوامر من أفراد شرطة وحدة "حرس الحدود" العاملة في مدينة يافا ،أي نفس الوحدة التي قام أحد أفرادها بقتل العامل إياد توفيق أبورعية من ترقوميا، وطلبوا من رامي وجاسر الوثائق والهوية ...وعندما عرفوا بأنهم من مدينة نابلس وفلسطينيين ودخلوا بدون تصريح ...أمروهم بالصعود الى سيارة الشرطة .

تم نقل رامي وجاسر الى منطقة رملية نائية ...هناك قام أفراد وحدة حرس الحدود "بتقشيطهم" من كل ما يملكون ،النقود الهاتف النقال ..ساعات اليد وغيرها ...وبدأت رحلة العذاب الليلي ، والضرب المُبرح ..لكمات دوس على الرأس والوجه ..ضرب بقضيب حديد وجنازير الإعتقال .. بل جرحهما بسكين في عدة مناطق من الجسم ...لقد قررهؤلاء الجنود أنهم القاضي والحاكم والمُنفذ للعقاب ...تصرفوا بإنتقام حيواني ..وكأني بهم غاضبون لأن زميلهم قاتل العامل الشهيد إياد ابورعية في إعتقال بيتي ... بعد إنتهاء التعذيب البشع هذا ضد عمال أبرياء ..جياع وعائلاتهم بسبب سياسة القمع الإحتلالي اليومي لهم ولعائلاتهم ...قام أفراد الوحدة برميهم في أحد شوارع مدينة يافا.. بدون نقود أو وثائق ..وبعد فترة عثر عليهما أحد العمال.. حيث قام بنقلهما الى مستشفى قريب .. وتم تقديم العلاج لهما وإستدعاء الشرطة التي حققت معهما ونقلت التحقيق الى وحدة التحقيقات في الشرطة ،لأن جاسر ورامي تمكنا من حفظ رقم سيارة الشرطة التي نقلتهم الى المنطقة الخالية حيث جرى تعذيبهما وهو 22229 ...فهل سيعاقب أحد من مرتكبي هذه الجريمة يا تُرى ؟؟؟. أم أن الملف سيُغلق لعدم وجود إثباتات كافية ؟؟؟!!!

ترقوميا وعيون قارة وغيرهما

ترقوميا بلد الشهيد إياد ... معروفه بما قدمته من ضريبة الدم العُمالي الفظيع ...ولن ننسى تلك الجريمة التي إقترفها أفراد حرس الحدود على الحاجز العسكري في ترقوميا وبالتحديد في العاشر من آذار 1998 حيث قام أفراد الوحدة بإطلاق النار على سيارة تُقل عمالاً فلسطينيين عائدين من عملهم في اسرائيل ومعهم تصاريح عمل ، مما ادى الى إستشهاد ثلاثة منهم، هم الشهداء محمد الشراونة وعدنان الشرحة وغالب الرجوب وإصابة آخرين بجراح ...وما أن ذُكر أن الشهيد إياد أبورعية من بلدة ترقوميا قضاء الخليل حتى إستذكرنا جريمة حاجز ترقوميا هذه ...ومن قبلها جريمة عيون قارة في العشرين من شهر أيار العام 1990 حيث قام العنصري عامي بوبر بإطلاق النار على تجمع لعمال فلسطينيين ينتظرون صاحب عمل يطلب قوة عملهم حيث إستشهد سبعة عمال وأصيب العشرات يومها وتوالت الجرائم ضد أبناء الطبقة العاملة الفلسطينية من قبل قوات ولا يكاد يمر يوم واحد دون ان يتعرض هؤلاء العمال للضرب والإعتقال والإهانة بل والقتل ... فهل ينهض أصحاب الضمير في عالمنا من أجل وقف مسيرة العذاب هذه ...بل ملحمة الصمود التي يُسطرها عمال فلسطين يومياً بدمائهم.

هناك ضرورة أن تُنقل تفاصيل هذه المُعاناة من قبل العمال الذين تعرضوا للتعذيب والإهانة الى المحافل الدولية ، كي تكون الشهادة المُباشرة والحية على ما حدث ، فربما يكون لمثل هذه الشهادات تأثير مباشر وقوي على مُتخذي القرار في المحفل الدولي ، من أجل تغيير هذا الواقع المؤلم ، وكي لا تبقى التقارير التي يجري إعدادها من قبل الهيئات الدولية في الأرشيف ، بينما قوات الإحتلال تواصل ممارساتها البشعة ضد الشعب الفلسطيني عامة وطبقته العاملة خاصة يوميا ً دون أن يجري أي لفظ أو حراك دولي مناهض لهذه الممارسات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كوريا الجنوبية تستدعي السفير الروسي لديها احتجاجا على معاهدة


.. تونس.. ا?نهاء عقود عشرات العاملين بشكل مو?قت في مو?سسات رسمي




.. قضية الهجرة تتصدر المشهد الانتخابي في بريطانيا.. ورهان العما


.. إضراب بمطار رواسي شارل دي غول احتجاجا على تدني الأجور




.. مسيرات السخط الاجتماعي في الأرجنتين تطالب بالإفراج عن معتقلي