الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربات في القضية الفلسطينية ـ1ـ

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 1 / 10
القضية الفلسطينية


لسنا في هذا الفصل بصدد مراجعة تاريخية للمراحل التي قطعتها القضية الفلسطينية على مدى أكثر من قرن من الزمن ، و لكننا في سياق تفكر لعلنا نصل إلى وضع الأمور في نصابها الصحيح ، لا نبالغ في القول أننا حيال مشروع استعماري إستيطاني غربي لتأسيس دولة عظمى ، بين مصر و تركيا و ايران ، تكون في حقيقتها امتدادا للمعسكر الغربي ، كما هي استراليا بالنسبة لهذا المعسكر . اما الوسائل المستخدمة في إنجاز هذا المشروع فانها في الواقع غير جديدة و لكنها مموهة باحتيال .مثال على ذلك عندما يعلن الزعيم الصهيوني وايزمن ، في " مؤتمر السلام " في باريس في سنة 1919، أن " الوطن القومي اليهودي " يعني " جعل فلسطين يهودية كما أن انكلترا هي انكليزية " ، موحيا ضمنيا بوجود نية في بلورة توافق دولي ، كون الكلام منطوق في أروقة مؤتمر دولي ، علىى إفراغ فلسطين من سكانها و جلب اناس للحلول مكانهم ، أي إتمام تصفية عرقية ، يحسن التذكير بان الحكومة البريطانية أصدرت في 2 . 11 . 1917 ، وعد بلفور ، الذي تلتزم بموجبه بتسهيل إقامة " وطن قومي لليهود " في فلسطين حيث كان عدد سكانها من اليهود آنذاك أقل من 10 % .(56 ألفا من اليهود و 600 ألفا من غير اليهود ) ، و بحسب المراجع فإن الحركة الصهيونية أعدت خطة سميت الخطة دال ، باشرت في تطبيقها في سنة 1948 بعد إعلان بريطانيا إنتهاء إنتدابها و سحب قواتها ، استطاعت بواسطتها من طرد نصف سكان فلسطين غير اليهود ، تحسن الإشارة هنا إلى أن القانون الدولي يعتبر" التصفية العرقية " جريمة ضد الإنسانية ، ولكن في الحالة الإسرائيلة تعامى المجتمع الدولي عن وقوع هذا التصفية و ما يزال يتظاهر بالعمى.
مجمل القول ، أن فلسطين لم تتحول بعد ، بالرغم من التصفيات العرقية المتكررة ، (حرب 1948 ، حرب حزيران 1967 وا الضفة الغربية و هضبة الجولان ، انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة في 2005 و عزل و حصار سكانها ) إلى "يهودية كما أن أنكلترا هي انكليزية " ناهيك من أن ألاشخاص المتحدرين من أصل يهودي و يهود أوروبا الشرقية الخازار ، المنتشرين في اوروبا و الولايات المتحدة ، ليسوا في أغلب الظن أقل عددا من اليهود في فلسطين .
ينبني عليه ، أن عدد الفلسطينيين غير اليهود الذين ما يزالون يعيشون على ارض فلسطين يكاد يساوي عدد السكان اليهود فيها ، هذا بالرغم من عملية ترحيل مزدوجة و متعاكسة ،إجبارية مباشرة و غير مباشرة ، تمثلت بترحيل الفلسطينيين من بلادهم من جهة و ترحيل اليهود العرب من بلادهم العربية ، إلى فلسطين من جهة ثانية . مما حدا بالسلطات الإسرائيلية إلى اصدار قوانين " التمييز العنصري" ، التي تجعل من سكان اسرائيل غير اليهود مواطنيين منقوصي الحقوق مقارنة مع الموطنين اليهود ، بكلام أكثر صىراحة ووضوحا ، اشهرت هذه السلطات قوانين التمييز العنصري أدوات إضافية بوجه الفسطيني ، إلى جانب الإعتقال الإداري ،الإغتيالات، القمع البوليسي ، مصادرة الأرض ، ومنع التنقل و غيرها من المضايقات الكثيرة ، من أجل ترحيل الفلسطيني عن فلسطين ، بانتظار فرصة ملائمة لفتح باب تهجير الفلسطينيين غير اليهود على نطاق اوسع !










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية