الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آفاق الحل السياسي في سورية

محمود جديد

2023 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


آفاق الحلّ السياسي في سورية
================

تركت الأزمة الأوكرانية انعكاسات سلبية على إمكانية الحل السياسي الشامل في سورية في الآجال القريبة، بسبب التباعد بين أمريكا ، وروسيا الذي قطع الطريق على إمكانية توفّر تفاهم بينهما، والذي أجمعت الآراء السياسية على أنّ توفّره يُعتبر شرطاً ضرورياً لنجاح الحل المطلوب، وفرضه وفقاً لبنود قرار مجلس الأمن 2254 . وبما أنّه لا تتوفّر شروط الحل السياسي الشامل المنشود في اللحظة الراهنة ، فحسب تقديرنا، أنّ أطراف "الأستنا " قادرة على فرض حل سياسي جزئي في سورية ، إذا توفّرت الشروط التالية :
1 - تطوير واستثمار النتائج الناجمة عن اللقاء الثلاثي في موسكو ( وزراء الدفاع والأمن )، وجدّية وصدق الطرفين ، ( أردوغان ، وبشار الأسد )وتوفّر إرادة الحلّ السياسي الجزئي لديهما.
2 - بذل جهود إضافية من قِبَل إيران وروسيا لتأمين استمرار السير على هذا الطريق ،مع الضغط على طرفي الحلّ عند اللزوم . علماً أنّ الملفّ السوري أصبح عبئاً عليهما، وأعتقد أنّهما تريدان تخفيفه إلى الحدود الدنيا التي تحافظان بها على ( مصالحهما ) الراهنة في سورية ، وفي المستقبل.
3 - الاستفادة من دخول الإمارات العربية المتحدة على هذا الخط وتشجيعه، لأنّها قد تلعب دوراً إيجابياً في مجال تقديم المساعدات الماديّة لإغاثة الوضع المعاشي الصعب في مناطق الحلّ السياسي الجزئي ، وفي إعادة الإعمار ، وخلق الظروف المناسبة لاستقبال اللاجئين السوريين .
انعكاسات ومواقف :
—————————
- في حال نجاح الحلّ السياسي الجزئي سينجم عنه تضييق الخناق على القوات الأمريكية التي تحتلّ شرق الفرات ، وعلى الأدوات السوريّة التي سخّرتها في هذا السياق . وفي الوقت نفسه، سترتفع معنويات العشائر العربية للنضال ضدّ التواجد الأمريكي، والأطراف التي تسانده ، وخاصة في محافظتي دير الزور ، والرقّة .
- سيفسح هذا الحل المجال لاستثمار الجغرافيا السورية من قبل الأتراك للتواصل البرّي مع المشرق العربي لتنشيط تجارتها معه، والذي يساهم في إنعاش وضعها الاقتصادي الصعب الراهن .
- على الرغم من تململ أطراف الائتلاف، وتخوفّاتهم من التقارب التركي - السوري إلّا أنّه سيركب الموجة في نهاية المطاف، أو القسم الرئيسي منه على الأقلّ ، وقد يصبح الممثّل الوحيد للمعارضة السورية في هذا المسار، إنّ أخطأت المعارضة الوطنية الديمقراطية في تقدير الموقف ، واتخاذ قرار متسرّع استناداً إلى ذلك .
- إنّ المزاج الشعبي داخل سورية سيكون مؤيّداً للحل الجزئي ، ولو أُجري استفتاء حول ذلك ، فحسب تقديرنا أنّ الأغلبية الساحقة هناك ستؤيّده ، بينما قد يختلف الأمر في الشمال السوري الذي تحتلّه تركيّا أو تهيمن عليه ، سواء عن قناعة، أم نتيجة ضغوط الفصائل المسلّحة المعارضة ، وجبهة تحرير الشام ( النصرة ) ، ولكنّ تقدّم الحلّ سيغيّر الكثير من المواقف بالنسبة للمواطنين السوريين المتواجدين هناك ..
- - إنّ أغلبية الشعب التركي تساند التقارب التركي - السوري ، وهناك إحصاءات تشير إلى أنّ نسبة 58 ٪ ترغب بذلك ، وبأنّ أردوغان وحزبه سيحصلان على 5 ٪ زيادة في الانتخابات المقبلة، إذا أخذ ذلك التقارب مداه ، وهذه النسبة بأمسّ الحاجة إليها .
وأخيراً ، فإنّ الموقف الصائب الذي نراه بالنسبة للمعارضة الوطنية الديمقراطية السورية، هو متابعة التطورات المستجدة ، ونضوجها حول سورية، والبحث عن معلومات دقيقة وموثوقة، ثمّ اتخاذ القرار الأكثر صوابية في حينه حيال ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ قدراتها الذاتية متواضعة في التأثير على مجرى الأحداث ، ورأسمالها موقفها السياسي الصائب ، وعدم تبعيتها لأيّ جهة خارجية كانت .
في : 10 / 1 / 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة