الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الضحية .. للشعب القرار .. الشعب يختار...!!!؟؟؟

محمد بسام جودة

2006 / 10 / 12
القضية الفلسطينية


إن خطاب رئيس الحكومة إسماعيل هنية الأخير ما هو إلا خطاباً عادياً لم يأت بأي جديد يمكن أن يحل من الأزمة التي تعيشها الساحة الفلسطينية .. فشعبنا الذي يدفع فاتورة ثمن خياره الديمقراطي منذ ما يزيد عن ثمانية أشهر ،ويعيش تحت الحصار والتجويع يطلب حلاً شاملاً لازمته الطاحنة يطلب رغيف الخبز ولقمة العيش الضائعة نتيجة عجز الحكومة الفلسطينية الحالية وعدم قدرتها علي توفير أدني متطلبات الصمود والثبات الفلسطيني ، يأتي ذلك مع غياب البرنامج السياسي الواضح لنهج هذه الحكومة والذي من شأنه تحسين واقع الحال الفلسطيني وتعزيز مكانة وصمود الشعب الفلسطيني لمواجهة التحديات والضغوطات السياسية المفروضة عليه من قبل المجتمع الدولي ،فما معني أن نطلق الشعارات والخطابات الرنانة ،التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،داعين إلي الصبر والصمود في الوقت الذي يفتقد فيه الإنسان الفلسطيني لأدني مقومات هذا الصمود ،ليس هذا فحسب بل وصلت الأمور من الناحية الأمنية إلي أسوء مراحلها وبات هذا الإنسان مهدد ويعيش حالة الخوف والرعب وعدم الشعور بالأمان في وطنه جراء الوضع الأمني وحالة الفوضي والفلتان الحاصلة في الشارع الفلسطيني ،وصار الإصبع الفلسطيني يضغط علي الزناد ليقتل المواطن الفلسطيني ،بل ليقتل القضية الوطنية الفلسطينية العادلة .
فالسياسة التي تكتفي فقط بدعوة المواطنين إلى الصبر والصمود في وجه الضغوط الخارجية التي تتعرض لها الحكومة الفلسطينية لم تعد كافية وهي لا تعفي هذه الحكومة من مسؤولياتها في البحث عن قواسم سياسية مشتركة توفر الأساس لتشكيل حكومة اتحاد وطني تعمل مع المحيط العربي والإقليمي ومع المجتمع الدولي لوضع حد لمناورات كل من الإدارة الأميركية وحكومة إسرائيل وتهربهما المتواصل من استحقاقات تسوية شاملة ومتوازنة للصراع على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .
كانت الحكومة تقول بأن الحصار الدولي لايهم فالدول العربية والإسلامية ستغطى الأمور المالية للشعب الفلسطيني ماذا حدث ؟ الدول العربية والإسلامية ملتزمة بقرار الحصار الدولي على الشعب الفلسطيني صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية غير عادلة ولكنها القوة العظمى فى العالم ؟ ولايجب تحميل الدول العربية أكثر مما تحتمل.
إن خطورة الوضع الذي يمر به نضال الشعب الفلسطيني، بفعل الانشغال عن مواجهة السياسة العدوانية التوسعية لحكومة إسرائيل وممارساتها الإرهابية والانشغال عن مواجهة الحصار والاغلاق والعقوبات الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، بحوارات لا تنتهي وخلافات تترك أثارها وبصماتها على تدهور مستويات معيشة المواطنين وتردي أداء الاقتصاد الوطني وازدياد حالة الانفلات الأمني باتت تشكل مصدر خطر على المشروع الوطني في التحرر من الاحتلال وانجاز الاستقلال .
فبعد كل الجهود والمساعي الحثيثة التي بذلها الرئيس محمود عباس والتي وصلت إلى حالة صعبة على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية نتيجة فشل المحادثات الفلسطينية – الفلسطينية في الوصول إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية علي قاعدة وثيقة الوفاق الوطني التي أجمعت عليها مختلف القوي والفصائل السياسية في الساحة الفلسطينية ، فليس المطلوب من أي حزب سياسي الاعتراف بإسرائيل وإنما الحديث يدور عن حكومة فلسطينية تعترف بالمبادرة العربية المشروطة بالاعتراف بإسرائيل حين تحل القضية الفلسطينية وكذلك قضية اللاجئين حلا عادلا.
إن المبادرة القطرية كانت الفرصة الأخيرة لحل الأزمة وقد تستكمل فى وقت لاحق للخروج من الأزمة سيما وأن فرص الحل السياسي للقضية الفلسطينية أصبحت الآن مواتية على كافة المستويات العربية والإسلامية والدولية خاصة أن كافة الدول العربية باتت تجزم بأنه يجب إيجاد حل للقضية الفلسطينية إضافة الى أن فشل إسرائيل فى القضاء على "حزب الله" اللبناني أفشل خطة أولمرت أحادية الجانب وأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تتفرغ للصراع من إيران لذلك يجب استغلال الفرصة السانحة أمامنا خاصة أنها لن تبقى الى الأبد ويجب أن يعلم الجميع أنه لا حل سياسي دون الاتفاق على القضايا الداخلية للشعب الفلسطيني.
إلا أن فشل المبادرة القطرية بشكل رسمي ونهائي في الخروج من الأزمة الحالية التي يمر بها الشعب الفلسطيني بعد رفض حركة حماس لهذه المبادرة كان بمثابة ضربة قوية لتطلعات المواطن والمجتمع الفلسطيني بإيجاد مخرج عاجل من الأزمة التي انزلق إليها .
أعتقد أن الاستمرار في رفض تشكيل حكومة متفق عليها والعودة إلي رفض فكرة الاستفتاء يعني الذهاب حتماً إلي الحرب الأهلية ، وعلي جميع القوى والكتل البرلمانية الآن التوافق على استفتاء الشعب من جديد على البرامج والخيارات السياسية التي تساعد على الخروج من الأزمات التي تعصف بالوضع الفلسطيني وذلك بالتوجه الى أحد الخيارين : الخيار الأول العمل علي تشكيل حكومة فلسطينية من المستقلين لمدة عام يتم خلالها التوافق علي حكومة ائتلافية من الفصائل الفلسطينية ،أما الخيار الثاني الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة باعتبارها ركناً أساسيا من أركان كل نظام ديمقراطي ومن أركان الممارسة الديمقراطية وباعتبارها الوسيلة المناسبة للخروج من حالة الشلل التي يعيشها النظام السياسي الفلسطيني ولمواجهة الضغوط والتدخلات الخارجية الظالمة في الشؤون الداخلية الفلسطينية، علماً أن اللجوء إلي الاستفتاء أمراً مبرراً ومقبولاً وليس التفافاً عن إرادة الشعب الفلسطيني ،لطالما أن لدينا برنامجين شرعيين ومنتخبين .
إن الخيارات الآن مطروحة ومفتوحة أمام الرئيس أبو مازن ،فالحكومة الفلسطينية هي حكومة الشعب الفلسطيني ولكن الرئيس أبو مازن هو رئيس الشعب الفلسطيني وعليه أن يتحرك إذا ما فشلت كافة الجهود للاتفاق على حل يخرج الشعب الفلسطيني من أزمته الحالية، فالشعب الضحية وللشعب القرار وعلي الشعب أن يختار ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على