الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عُمق آلجحيم، انبَجَسَتْ حُبَيْبَةٌ منْ زُلالٍ..رأيتُها..

عبد الله خطوري

2023 / 1 / 11
الادب والفن


عَيْنـَايَ في وَهَجِ آلظَّهِيرَةِ بُرْتُقَالٌ أدْهَمُ
تَقْتـَـاتُ شَهْقَتَــهُ الأَخِيــرَةَ غَيْمَــةٌ
رَاحَتْ تُكَفـِّنُ بآلبَياضِ
مَزَازَةً عَسَلِيةً و تُبَشِّرُ
أَفْيـَــاؤُهـَـا و تُبَاشِــــرُ،
عَيْنـَايَ في وَهَجِ الظَّهِيـرَةِ مُزْنَــةٌ
تـَـرْوَى مِنَ النَّــوْمِ الْحَلِيــــمِ
د ِثـَــارَهـَـا وغِرَاسَهَـا فَتُسَنْبِــلُ
شُطْـــآنُهَا زَرْعا بَهِيّا رَائِقَا
أشْطاؤُهُ دَهْمَـــاءُ مِثْلُ ظَهِيرَةٍ
حَبَّاتُهَــــــا
مِنْ بُرْتُقـالٍ
يَـقْـبَــــــــلُ
وَ يُقَبـِّــــــلُ

كان رأسي طافيا في مكان ما لا أذكر منه شيئا..في العاشرة رأيتُني في جُنَينة خضراء دهماء زرقاء شاهقة،أو قبل ذلك بقليل،أو بعده..شعرتُ برغبة مُلحة أن أظل قابعا مقبلا مدبرا كارًّا فارًّا حيا حيويا جامدا جبارا ماردا صائلا جائلا قابعا في تلك اللحَيْظة لُحَيْظتي، كما عرفتُني أول هنهية في رحم والدتي أظل أكونُ..لِمَ التشنج؟لِمَ العَجلة؟لمَ التسرع نحو آلخروج إلى مروق آلعبور في عتو آلأقدار لمَ اللهفة لمعرفة ما يروج لا يروج وراء عصي آلأكَمات؟لأركنْ هنا في هنيهتي آلراهنة ناشدا ظالتي منتشيا بالبكاء بالحُداء بالرواء بالعناء بالشقاء بالبهاء عاريا كالسماء بلا دخان بلا وُريقات توت تدثر فسائلي بلا سحب من يَحموم أو سُخام.لأركض لأنتفضْ لأطِرْ كما الحساسين كما الفَراشات كما آلنمل آلجافلُ يدور لايزال كما آلنحل العاصف المدوي المزمجر لأصرخْ ملء حَنجرتي..آآآآه ه..أموتُ غدا..لا يهم..ستكون ذاكرتي الصغيرة قد مَحتْ ما سيأتي من خرف من عته من حنق من شبق من فُتق من ذرق من رتق من غرق في أقبية قاتمة تتكدس فيها ركامات الأعمار تباعا في شرك كوابيس أمنيات لا معنى لها..سأكونُني..
ثم إنهم زعموا..أنْتَ لَمْ تَرَ شيئًا بعدُ..صَدَقوا، لكن، في عمق آلجحيم الذي رُمِيتُ فيه، انبجستْ حُبَيْبَةُ منْ زُلالٍ..رأيتُها..تلك آلأقَيْحاتُ آلنافرات مازلن هنا في سويداء بآبئي يتذكّرن آنتشائي بإبصاري وآعْتِصَاري لحيظاتِ آبِقَة في غفلة عن زُمَيْنٍ هاذٍ بوسوسات المُحَرّمات..كان انتشاؤُكَ، يا عمريَ آلآبق، فكرا لي..فَرَحُكَ، زهوُكَ آغْتَالَا بِدَايَتِي لِيغُوصَ كُلُّ شيء في صَدْرِ شيخوختي آلشائكة، فلا أنْبسُ لا أتحرّكُ..أتَذْكُرُ عبق البهاء الذي كان ذات يوم هنا ساكنا في مُقلتَيَّ..خُطواتكَ السريعة المُتحفِّزَة، والجَبينُ الذابلُ والنظرات الشاردةُ وَوجهُكَ آلباسم المتألق يتضرجُ حَياءً..و..آهَـات تَتْرَى تتناسلُ تتكاثرُ..ما أفعلُ بهذا كله؟؟أَأَنْساهُ يا هسهسات تداعت إلى خلد مسامعي من رحاب آلبراري آلحِسان؟؟أيها الزمن الجائرُ..رُوَيْدَكَ مهلا..!!..لن أنسى كُنّا صامتيْن يتكلمُ التوقُ بلسانِ هَمْسِنَا؟؟لن أنسَى أنني كنتُ أفكرُ لا أقدرُ على إيقاظ الخلائق الجميلة التي كنتُ أعلمُ جيدا أنها كانتْ تسكنُ روحكَ؟؟الميزاج..التوق..الحب..الود.. العطف..العاطفة..ولعبة الصمت الدائم..كُنا نُحَدِّقُ في ذواتنا..في الفَراشاتِ الزاهيات تَعيشُ أويقاتها القصيرة في سُطوع تنصرفُ..في صَدَى كركرات الأطفال تُعَانِقُ زنابقَ الجُلنارِ..في الوجوه التي نعرفها والتي لا نعرفها..في كل السحنات التي أتحسسها وتتحسسها معي نجس وجيب صلف التكتكات سوية نتيقن من حتمية النهايات نكمل الطريق نعاني لا نبصر لا ننظر لا نبالي..في كل الاتجاهات تخطو خطواتنا الرعناء.. نبحثُ،كنا مازلنا،عن شيء يعكس خوفنا رعبنا هواجسنا وسوسات مشاعرَنا الدفينةَ.. كل ذلك كان في صمْتٍ في ريبة في حُبور..في هوس في جنون..فهل أنسى ذلكَ الصمت؟؟تلك اللحظات الخرساء وأكتفي الآنَ بسطوة الزمن المُمْطِرِ حجارةً وجليدا.. وأغْرَقُ في لُجَجِ الفُتور هنا في مَهامهي وحيدا حبيسَ وحدة شريدة؟؟أليس لي حق الذكرى؟أم تراني عصارة وَيْنٍ مَخْمُورٍ يَزْدَرِدُهُ زَمَنٌ عاثرُ؟؟قل لي يا مَطَرُ..ياصخرُ أيها آلصلد آلمتحجرُ..أأكمل آلطريق أنصرفُ أم أظلُّ واجما خسيفا في آلفلوات تالفا متسمرا أتَحَسَّرُ؟؟
ثم أنا لم أختر شيئا..هم آختاروا كل شيء..مسقط رأسي..اسمي حياتي عجزي شيبتي تجاعيد السنين كلها والمكان الذي أكون فيه والذي لا أكون..اختاروا كينونتي المنبتة المترنحة المترددة..عَمَلي آلمرتبك..تقاعدي المتنمل..خَرفي آلمزمن.. عطالتي آلآسنة..يوم مماتي وهواجسي..وتلك روما من بعيد لاحت تحترق من جديد ونيرون يجأر سحقا للمجد والماجدين..تاريخ الصناديد لن يجدي شيئا..وأنت..يا عمري الباقي يا أيها آلجَلَدُ،ها أنت ترحل الآن وغدا وفي كل آن، تسحق آثار الوشم في غيابات سلافتي المهروقة..يا صانع الأحلام في بلاد آلأسقام، هلا جدت بحلم أحشوه لفافتي أشهق روحي لا أزفرها أبدا أبقي تباريحها حبيسة البوح واللابوح..يا غدق الجراح العصية، سحي عليّ بسرك العصي،إني أريد أن أرتاح من وجدي ومن ومْضي وأفقأ ما تبقى في مقلتيّ من رُؤى عقيمة كنت رأيتها ذات شغف بالاحياء والحياة أطمسها لئلا يذوب وهم الحنين في عيني من جديد مثل دوائر ماء..دوائر مغلقة.. مجرد نقط سوداء مشرعة على فراغ..هُووو..هَااااا..Hooha..أراها..في محاق بياض ينفجر كالسديم..فقالوا..أنْتَ لَمْ تَرَ شيئًا بعدُ، صدقوا، لكن،في عمق آلجحيم الذي رُمِيَتْ فيه بآبئي، انبجستْ حُبَيْبَةُ منْ زُلالٍ..رأيتُها..وكان مجرد رؤيتها متجلية صافية رقراقة منعشة كااااف لأعيش وأستمر في كينونة مطلق آلحياة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ