الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعله عام مختلف

علي الخياط

2023 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لفظ العام 2023 أنفاسه الأخيرة كأنه رجل مريض يحتضر بعد ان انهكت التقلبات والارهاصات السياسية الشعب واخذ منا ما أخذ من احبة واصدقاء ومعارف خلال العامين المنصرمين، لكنه ربما لايعرف أن يقول أنني مضيت ولم أحصل على شيء فهو من إنتاج الزمن المسرع في الرحيل. الزمن الذي يجرنا معه الى هاويته السحيقة، وكلما مر وتطاول في المرور شعرنا كأننا نأكل آخر مابقي لنا من زاد بينما رحلتنا طويلة وشاقة، فهذا الزمن يمضي بنا نحن في الحقيقة ولايمضي بنفسه لأنه غير مكلف مثلنا بإبتلاءات وإختبارات وقرارات وعذابات هو الزمن المتلاش والراضي بأنه خلق لكي يفنى لكنه لايحاسب ولايعاقب من قوة عليا كما هو الحال الذي نعيشه وحين يمضي لانستطيع نحن الماضين معه ان نتخلى عن حملتنا الثقيلة والمتعبة فكل مالدينا باق وكل مافعلناه مسجل في سجلات خاصة يعرفها الغيب ولانعرف حقيقتها كما هو بل نعرف القليل عنها ونسرح لاهين في الحياة بينما هي تتراكم وتوثق معاناة ومسؤوليات وأخيرا إما أن يكون عقابا أو ثوابا في عالم آخر ندوخ فيه آلاف المرات ولانصل الى سره منتظرين رحيلنا النهائي عله يكشف لنا بعضا من ذلك السر العظيم.
احتفل من احتفل في رأس السنة الميلادية وكل على طريقته واكثر الشباب والمراهقين احتفل بإطلاق العيارات والألعاب النارية وسهروا حتى الفجر مع الشموع والضحكات وتقطيع كيك الميلاد وازدحام الشوارع والمولات والحفلات ومنهم من اطلق اصوات نشاز ( فاسقة ) يشمئز منها السمع لشباب طائشين أطلقت من هنا وهناك وتحرشات جنسية معيبة صورتها كاميرات الهواتف الذكية ومحاصرة لفتيات من قبل الشباب في اماكن مزدحمة بالمحتفلين ووووو ، ومنهم من ابتهج كالأطفال الصغار وكأننا في ألف ليلة وليلة ساحرة كأن الزمن توقف عندها وكأنها لاتنتهي، وكأن شمس نهار آت لن تأتي وماعلينا إلا أن نرتوي وسط تقطيع كيكة الميلاد المجيد .
وحين صحونا في الصباح التالي حيث لا أثر للكعك والضحكات و الشموع والمفرقعات التي صدعت رؤوسنا بضجيج الأمس ، والعودة لممارسة حياتنا اليومية العادية أوالى الهم الثقيل الذي يرافق العديد من الناس ونحن نتساءل في أي عام نحن ثم أدركنا إننا في اليوم الأول من العام الجديد،الكعكة أكلناها وتسابقنا على فنائها، بينما الشموع ذابت وهي تحترق لتمنحنا نشوة الفرح وبهجة الإحتفال، والذي جفت بعده الأفواه المتعطشة، ولم يتبق شيء من ذلك الطعام والاحتفال ، بينما خفتت الأنوار وعاد الجميع الى منازلهم .
العام الجديد دخل منذ أيام ونسينا العام الماضي وودعناه كميت واريناه الثرى وحين نتمعن في تلك الفكرة نكتشف أن من ودعناه هو زمننا نحن وأعمارنا نحن وحياتنا نحن ومستقبلنا الآتي مثل شخص يلتهم مايتوفر لديه من طعام، عمرنا الآتي هو ذلك الطعام والرجل هو الزمن الذي يقضمه رويدا حتى لايتبقى منه شيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي