الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الشيخ الشعراوي متطرفا؟

باهر عادل نادى

2023 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


"لا تسألني
إن كان القرآن مخلوقا أو أزلي
بل سلني
إن كان السلطان لصا
أو نصف نبي"
أمل دنقل
بعد نشر خبر باستعداد المسرح القومي لعمل مسرحية عن الشيخ الشعراوي، انقسم الجميع بين مؤيد ومعارض! ولكن في الحقيقة ليس الهدف من كتابة هذا المقال الأجابة علي سؤال هل الشعراوي متطرفا أم معتدلا أم وسطي! هل هو شرير أم طيب، هل هو وطني أم خائن؟!، ليس لأن ليس لي موقف كما يمكن أن يتصور البعض بل أني بالفعل قد كتبت مقالا تفصيلياعنه!(قيد النشر)، ولكن السؤال الملح لماذا الآن؟ هل هذا هو الوقت المناسب لمناقشة مثل تلك القضايا بتوسع؟
فبالرغم من إننا لسنا من أنصار الشعراوي بالطبع، وإننا نؤكد على حرية الرأي والتعبير، بل وتسليمنا أن المصريين لديهم مشكلة حقيقة في قبول النقد وسماعه! بل وفي الفكر الديني السائد، وسيطرة الأصولية على مزاج المصريين منذ سبعينيات القرن المنصرم(ولاية الرئيس المؤمن)، ولسنا نرى أي أهمية تذكر لعمل مسرحية على مسرح الدولة تمجد من حارب المسرح والفنون وكان له دور كبير في تحجيب الفنانات وموضة الفنانات التائبات! ومع أن الشيخ اخطاؤه ظاهرة واضحة لا يجادل فيها إلا معاند! أو دراويشه وعباده!
بل ويزعم كاتب هذه السطور أنه متابع ودراس لكل معاركه مع المثقفين المصريين، والكتابات النقدية ضد هذه الظاهرة فقد كتب الكاتب يوسف أدريس، وذكي نجيب محمود، ثم إبراهيم عيسي، والصحفى محمد الباز، والكاتب الصحفى وائل لطفى!
وصحيح أن الشيخ الشعراوي كان تميهدا للصحوة الاسلامية، وقد قال فتاوى كارثية :حكم تارك الصلاة، و جواز تمتع الزوج بخادمته، وركوعه بعد النكسة ١٩٦٧م..إلخ إلى اخر تلك الترهات الكارثية، والذي يعتبرها كثيرين من محببه "صحيح الدين " وهذا هو الخطر! ولكننا لسنا مع "العصافير" التى "يحدفها"علينا النظام حتى نتوه، ولذلك أنني ضد أن ندخل في مناقشات بيزنطية وجدل ديني إسلامي إسلامي، أو مسيحي مسيحي، أو إسلامي مسيحي، فمعرفة الملائكة ذكور أم إناث، وكم عدد أجنحة الملائكة! كل هذا لن يفيدنا عندما نأكل أرجل الفراخ!
(ليس معنى الكلام أن نصمت نهائيا أو لا نناقش المواضيع الدينية أو نكف عن دراستها، لكن بشرط ألا نغرق فيها، وألا تلهينا عن التفاعل مع الواقع المادي الملموس)

لذلك نرى أنه لا يجب عن ندخل في صراع مع المجتمع، ولا حروب فقهية ليست هي الأولية الآن.
نحن الآن في أزمة اقتصادية طاحنة، الغلاء يكوى أكباد المصريين! الفقر يزداد، والغني الفاحش عند طبقة حاكمة يتغول! فما هو المنطق وراء هذا الصراع الدون كيشوتي؟ هل لو عرف المصريين مساوئ الشيخ الشعراوي (والذي أعلمها جيدا)الآن، ستحل كل مشاكلهم؟! البعض يريد لنا الانشغال بسفاسف الأمور، ونبتعد عن مناقشة القضايا الهامة؟
-من السبب في هذه الأزمة؟
-وكيف يمكن أن نتخلص منها؟
لابد من إيجاد حلول لمجتمع يغرق في الفقر بلا أفق! نتيجة قرارات هوجاء بالتعويم، والانصياع الكلي لروشتة صندوق البنك الدولي (صندوق الخراب)، فهل لدينا حلول بديله؟
في ظني أن هذه الأسئلة هي التي يجب أن تثار في الإعلام، ولكن لأن الإعلام ليس حرا ، ولأنه يدار من قبل أجهزة ترى إنها سيادية (أسياد الشعب) ولأنه تم قتل السياسة عمدا، وتكيم الأفواه بطشا، وسدت السلطة آذانهاعن سماع النصيحة كبرا، ولا يسمع النظام إلا صوت نفسه غرورا!
فيقومون الآن (بالغلوشة)علينا! حتى لا (نفوق)عليهم! ونسأل الأسئلة الصحيحة، التى من شأنها تشير إلى الجاني علينا! ومن ثم أمكانية المطالبة بالحساب "المؤجل"!

المثقف والحروب الآمنة!
أعلم أن المعارك الآمنة، مغرية جدا للمثقف، فهو يُشعر نفسه أنه يناضل من أجل شيء، ولكنه في أمان تماما(أو خطر بسيط يمكن الحماية منه)، فجيوبه منتفخة، وأرصدته في البنك تزداد ، فلا بأس من المشاغبات الآمنه طالما نحن في مأمن! ولكننا نرى أن المثقف الحقيقي الآن ينبغي أن يتحدث عن الديمقراطية الغائبة والحرية الضائعة والعدالة المهدرة! يتكلم في الإقتصاد والدولار والغلاء، والغباء الذي أوصلنا لكل هذا! يتحدث عن الاستقلال وصندوق النقد! ويدافع عن الدستور المنتهك، وعن الأرض التى تم التنازل عنها، و النيل الذى لا نعرف مصيره!
هناك قضية كبرى، ومصيرية لهذا الوطن أهم من البخاري والشعراوي! فالناس لا يأكلون البخاري ولا يتدفون بالشعراوي! واستغلال حالة الناس الثقافية وعدم معرفتهم لأولويتهم وحميتهم الزائدة بل والخاطئة عن الفكر الديني السائد! سيجر علينا صراعات اصطناعية وهمية لا طائل منها الآن، وتغذية شعور كاذب (محااربة الإسلام ) الذى تتغذى عليه جماعات الإسلام السياسي الفاسدة /الإرهابية!
وبالتأكيد لا أقصد أن نقع فريسة لإبتزازهذه الجماعات الإرهابية! ولكن علينا أن نندمج مع الناس في مشاكلهم أولا نشعر بهم، و يشعرون بنا! ونحل مشاكل التعليم و حرية الإعلام حلولا جذرية، وحينئذ يصبح الكلام في هذه المساحة مبررا ومنطقيا وذات جدوى! ف"الوضوح الفكري و الثبات الفكري - ذلك ما نحتاجه، و لا سيما في هذا الظرف العصيب" كما يقول فلاديمير لينين Vladimir Lenin.
باختصار: نحن مع حرية الرأي، مع شجاعة المثقف وحريته، مع نقد السلطة السياسية والدينية معا، لا نمانع انتقاد الشعراوي (بل والفكر الديني) الآن أو في أى وقت، ولكن علينا أن نعي أوليتنا، فيجب أن نفعل هذه ولا نترك تلك!، لكن المثقف الذى لا يفعل إلا أحدهما، مثقف معطوب، لا نثق به ولا في آراءه ولا في استقلاله !


"لا كورة نفعت ولا أونطة
ولا المناقشة وجدل بيزنطة!"
الشاعر أحمد فؤاد نجم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجاملة ثقافة الخراب ليس حلاً!
عامر سليم ( 2023 / 1 / 12 - 08:14 )
هل الشيخ الشعراوي متطرفا؟
نعم وبكل تأكيد , بل وامام الارهاب والأرهابيين ايضاً.
أما ما كان من أمر -الوضوح الفكري و الثبات الفكري في هذا الظرف العصيب- فأن الفقر والخراب ومشاكل التعليم وحرية الرأي والتعبير والأعلام و الخ هي نتائج لثقافة الفكر الأرهابي والمتطرف السائده للشعراوي والبخاري وبقية شلة الارهاب والظلام والذي لا زال يتمتع بقوته وديمومته مازال هناك سكوتاً أو تجاهل بحجة الأولويات حسب مشورة العم لينين المحنط منذ قرن من الزمان! , كيف يمكننا حل هذه المشاكل بمعزل عن الثقافة السائده؟
العاب السيرك لا تحل مشاكل المجتمع.


2 - تحليل
على سالم ( 2023 / 1 / 12 - 20:26 )
هنا يجب القول ان مبادئ الشريعه الاسلاميه المتخلفه والشيوخ الدواعش المجرمين على شعب مصر هى السبب الاساسى والاول لما نحن فيه اليوم من تخلف واستبداد وقمع وظلم وفقر وانتهاك , المجرم الشعراوى ارسى لبنات الرجعيه الاسلاميه والتخلف العقلى بتعاليم الاسلام المتشدده والكارهه للبشر وكان مستندا على المجرمين العسكر من اجل تنفيد هذه المهمه القذره المجرمه لغسل عقول الامه المصريه لكى يسهل اقتياهم وحكمهم مثل الانعام , مهم جدا نقد الشعراوى المجرم وامثاله من الارهابيين المسلمين لاانهم هم سبب البلاء الذى يعيش فيه شعب مصر المنكوب , مهم جدا نقد المنهاج الاسلامى الذى يسبب انتكاسات وكوارث كل يوم , نقد الشعراوى وامثاله المجرمين واجب وطنى ملح حتى ننتزع افكار الشيوخ المجرمين والموحدين بالله من وجدان وعقول الشعب البائس

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي