الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يؤدي فشل اتفاق بين مالي والطوارق إلى التعددية الجبهوية والحكم البوليسي ؟

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 10 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لقد عاش الطوارق 46 عام من القهر والظلم والجبروت على يد الحكومات المالية المتعاقبة لا لشيء إلا أنهم رفضوا الخضوع لسياسية التمييز العنصري.
فمنذ عام 1962 منحت المخابرات الفرنسية مالي طريقة بوليسية لحكم الطوارق تقضي باستقطاب العناصر ذات الثقافة الفرنكفونية ووضعهم في مناصب صورية لضرب المعارضين والطوارق وأغلبهم من الدارسين بالعربية في العالم العربي حيث تشبعوا بالفكر الناصري والبعثي وكافة الأفكار القومية التحررية.
وقد ظل الرئيس موديبو كيتا ينهج أسلوب ضرب أبناء الولايات بعضها ببعض ففي عام 1963 أستعان بأهل تمبكتو لضرب ثورة أهل كيدال حيث جند من قبائل تمبكتو جيشا ومنح رتب عسكرية من قبيل نقيب ورائد لمن كانوا بمثابة الدليل للجيش المالي لقتل المناضلين من إفوغاس وقسم القبيلة في تمبكتو إلى شرقية وغربية ليضرب هذا الطرف بهذا تارة ثم ينقلب عليه ليسترضى الأخر تارة أخرى .
وعام 1964 ظهر دعوة الاشتراكية الصينية ومعها تأليب العبيد من الطوارق على أسيادهم وتحريم العبودية وتعيين بعض السود من عبيد الطوارق السابقين عمد لبعض بلديات تمبكتو وموظفون ساميون بالجيش والمخابرات في مالي مكلفين إلى جانب السنغاي بوضع المخطط الحكومي بإقصاء الطوارق ونزع أراضيهم الزراعية موضع التنفيذ .
وفي عام 1973 غيرت مالي مجرى نهر النيجر ليسقى مناط السود ويعطش البيض الطوارق والعرب ونجم عن ذلك هجرة عربية واسعة إلى موريتانيا التي يحكمها العرب الحسانيين حيث تم دمجهم بسرعة في المجتمع الموريتاني وصاروا موريتانيون وبنوا لموريتانيا حلفا مع الطوارق .
في المقابل هاجر الطوارق إلى الجزائر وليبيا وتدفقت موجات منهم على السعودية هربا من جحيم القهر والتمييز العنصري الذي يعانون منه في وطنهم الذي سلب منهم وحكمه السةد الذين أرادوا أرادوا أن يقتصوا من الطوارق والعرب على معاناة السود منذ الآف السنين من العبودية بل صار مفكروا مالي يكتبون رويات عن مسوؤلية الطوارق عن بيع الأفارقة إلى أميركا عبر السفن .
وفي الثمانينات انشغل الطوارق ببناء جبهة في ليبيا كانت مخابرات تتابعها عن كثب عبر عملائها لكنها كانت تراهن على الانقسامات التي جذرتها بين قبائل الطوارق ورفض كل قبيلة أن تكون تحت حكم الأخرى وعلى مناصرة المثقفين بالفرنسية من الطوارق للحكومة المالية طمعا بالتعيين في منصب رفيع في الدولة .
في عام 1981 شنت الجبهة بقيادة إياد غالي أول هجوم على منكا وبوغسه فسارعت مالي كدأبها لمحاولة تجنيد مثقفيها الطوارق بالفرنسية ضد الثورة لكنها أمعنت في قتل السكان في تمبكتو في مخطط كوكاجي ومعناه بلغة السنغاي تمشيط أو إبادة ودامت الحرب منذ1989-1992 عندما وقع الاتفاق الذي رعته الجزائر وفرنسا المنحازتين لمالي وجرد الطوارق من كل حقوقهم خلال هذه الفترة تم دمج قادة الجبهة في النظام الحكومي المالي ليبيعوا القضية الطوارقية لحكومة مالي وينضموا للمثقفين بالفرنيسة من الطوارق في مساندة الحكومة وصار حق الطوارق ضائع دون مطالب رؤساء القبائل يعينون عمد للبلديات ونواب في البرلمان والمثقفين بالفرنسية يمنحون مشاريع في برنامج مكافحة الفقر ويوظفون في المنظمات غير الحكومية الأحنبية بموجب اتفاق بين مالي والدول المالكة لتلك المنظمات مقابل أن يخدموا مصالح مالي ضد قضيتهم .
ومنذ 2002 والمقاومة تسعى للثورة على الأوضاع لكنها وجدت نفسها بين مطرقة الرغبة في التحرر وسندان الخوف من حرب أهلية طوارقية مع عملاء مالي من المفرنسين وقادة الجبهات السابقين وشيوخ القبائل وكل محاولاتهم كانت تفشل قبل القيام بها مثل المحاولات الانقلابية الفاشلة على الديكتاتوريات الحاكمة في الدول العربية والأفريقية .
حتى كسر المقدم حين فكاكا حاجز الصمت والخوف بهجومه على كيدال واستيلائه على أكبر قاعدة عسكرية في مالي بعد كتي المجاور للعاصمة باماكو.
حاول أبناء جاو وتمبكتو أن يحذوا حذوا فكاكا وجماعته بالثورة لكن الثالوث غير المقدس مالي ومثقفوها بالفرنسية – شيوخ القبائل – القادة السابقين للجبهات كانوا يتصدون لكل ما يضر بمصالحهم الشخصية ورواتبهم وامتيازاتهم دون أدنى اعتبار لمصلح الوطن الأزوادي وكرامة الشعب التي تداس .
وقد بدأ الجيل الجديد يبتكر أساليب جديدة وبدأنا نشهد عهد التعددية الجبهوية أهل كيدال لهم فصيلان الحركة الوطنية لتحرير أزواد بقيادة حسن فكاكا وتحالف القوى من أجل التغيير بقيادة إياد غالي وأهل جاو يسعون إنشاء جبهة تكون إحياء للجبهة الشعبية لتحرير أزواد بينماتمول مالي السنغاي لإنشاء جبهة غنكوي ولكن باسم جديد " جبهة تحرير غرب إفريقيا " كما يسعى العرب إنشاء جبهة خاصة بهم.
ووسط هذه الأجواء يعيش الشعب تحت ضغط بوليسي من طرف مالي وعملائها وصارت الجبهات تخاف على نفسها من الاختراق من طرف عملاء مالي وصار الرجل لا يتحدث عن المعادية لمالي أمام أهله خوفا من أن يوصلوا ذلك لمالي ، وصارت حياة من يكتب عن هذه القضية في خطر فقد تحاول مالي إغتيال أي قلم طوارقي يقوم بنشر حقيقة ما يجري.
حتى المؤتمر الوطني لتحرير أزواد أول تجربة حزبية في تاريخ الطوارق يعاني من حرب من طرف الدولة المالية تمثلت في منع قادته من الحصول على جوزات سفر لمنعهم من عرض قضيتهم في الخارج والضغط عليهم عبر أقاربهم الذين يعملون في مالي .
خلاصة القول يعيش الطوارق تحت كابوس بوليسي مخابراتي مالي باتت حياة المعارضين لمالي في خطر لأن إسكاتهم أو التخلص منهم هو الذي يطوي القضية نهائيا ويجعل مالي تفعل بالشعب ماتريد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول