الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تمطر المسافات

روني علي

2023 / 1 / 12
الادب والفن


إلى أين تهرب بي هذه الغيمة الناعمة
تهطل .. ولا ماء يسيل من كفي
تشمر عن جدائلها
ولا رقعة تخيط سواد الليل
افتح صرة اللآلئ
فتهرب مني النجوم إلى أوكارها
هنا مطر ولا زعيق
هنا أضواء تختلس نظرات شاحبة من تحت فساتينها
هنا مارة يحفرون قبور الصمت بنعالهم
هنا .. لا أحد سوى
زفرات الشوارع من اجهاض المسافات
ولا مسافات ..
بين عزف على أوتار المطر
ومواء قطة ..
تلد بين مخالب ذكر
يفترس جراءها
ويمضي في دورة مراودتها على صفيح النحيب

ظل .. في هيئة زوبعة خريفية
يمتد حيث الضباب
يمشط حبات المطر .. حبة حبة
يتحرك كلما كشر البرق عن أنيابه
حجمه .. بطول القذائف المركونة تحت سقف منازلنا
طوله .. بحجم آهات الأطفال
على جوازات السفر
يركل عين الديك
حين كل صعقة في رحم السحاب
ينخز ظهر البلم
حين كل صرخة في الهواء
يشد الزمن من عنقه
ويرقص فوق برك الدماء بأغنية ..
مطر مطر مطر

توقف النص عن الهيجان
لا حمم تسيل فوق خدود الحروف
لا طائرات ورقية تحلق بين ثنايا التنهيدات
لا شحارير تنافس الرعاة في الشدو
الغيمة مكسورة الجناحين
تعلو .. فتهبط .. ثم
تسقط كأنياب الضواري
على رأس خيمة
أعدت للتو لبكاء النازحين
فيهرع الطاعون ليلملم بقايا النحيب
ويطلق الصبية صرخة ..
مطر مطر مطر
ليجتاح الغبار محبرة التمرد
وتتناثر الأبجدية بين رصاص القلم
ورصاص الطلقة

٦/١/٢٠٢٣








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس