الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الديمقراطية- بين زيدان والأسواني!

باهر عادل نادى

2023 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


"يا واد يا يويو
يا مبرراتي يا جبنة حادقة على فول حراتي
آستك لسانك
فارد ولامم
حسب الأبيح يا مهلباتي

يا واد يا يويو يا مهلبية
فوق الصواني
سايحة و طرية
في كل جلسة تلبس قضية
و تخيل عليها أوي يا مشخصاتي"
أحمد فؤاد نجم









الروائي علاء الأسواني ينهى كل مقالاته، بعبارة مختصرة وموحية "الديمقراطية هي الحل"، وهكذا يردد في جميع ندواته وحلقاته على اليوتيوب من منفاه في فرنسا! فقام الروائي يوسف زيدان بعمل بث، ثم نشر التسجيل على قناته على اليوتيوب بعنوان (الديمقراطية هي الحل أم الكارثة؟!)
فهل يا ترى أي الموقفين الأصوب ؟
أولا: قضية الديمقراطية هي قضية شائكة جدا في واقعنا المصري، وفي الشرق الأوسط أو البلاد المسماة العربية ذات الغالبية الإسلامية!
فنحن في هذه المنطقة المنكوبة بُلينا بثلة من الحكام المستبدين، فالكلام عن الديمقراطية أو الدفاع عنها سيكون معنى هذا معاداة أنظمة الحكم الديكتاتورية! وهذا نتيجته ستكون في معتقدات الأنظمة المخابراتية سنين هذا عددها!
ثانيا: أعلن انحيازي للدفاع عن موقف الدكتورعلاء الأسواني ضد موقف الدكتور يوسف زيدان! وهذا ليس انحياز شخصي ولاعاطفي، بل "انحياز موضوعي" -من وجهة نظرنا- وسنقدم حججنا على ما نظن أنه يبرهن على صحة موقفنا!
فمبدأيا د.يوسف زيدان يتكلم بكبرياء متناهي، حتى أن حركات الجسد " "body languageتنضح عجرفة، وتفضح كبرياءه! ويختار الرأي الشاذ دائما، ويتطرف في المواقف! فآراء الدكتور الروائي يوسف زيدان "صاحب عزازيل"، دائما تبحث عن فرقعات أكثر منها نقاش علمي! فمن "الديمقراطية هي الكارثة"! إلى أن "العلمانية خرافة"! إلى "ابن تيمية مظلوم" ومن ثم هجوم على الكاتب والإعلامي الذى ينتقد التراث إسلام البحيري! و "بن لادن رومانسي حالم، وعينه بها حزن دفين، يحلم بمجد الإسلام"! إلى أن "صلاح الدين أحقر شخصية في التاريخ"، إلى "أحمد عرابي جاهل وسبب الاستعمار البريطاني وحرق اسكندرية"! وهي آراء في مجملها بها مغالطات (علمية وتاريخية ومنطقية) كثيرة، والغرض منها دائما الفرقعة الإعلامية، وليس نقاش علمي جاد! فكل مواقفه ليست إلا شخصنة ومواقف ذاتية!
أما الدكتور علاء الأسواني "صاحب عمارة يعقوبيان" هو معارض شرس لكل الأنظمة الاستبدادية ، ويدفع ثمن هذا الموقف! وإن كانت جملته(الديمقراطية هي الحل) دعائية، فهذا لا يعني خطأها في المطلق، مع أنني أري أن مشاكل مصر معقدة ومركبة وليست مشكلة واحدة وليس الحل واحد! (راجع محاضرتي على اليوتيوب بعنوان المسألة المصرية)، ولكن بالتأكيد "مشكلة الاستبداد" واحدة من المشاكل الكبرى، وحلها الديمقراطية بلا شك!
ولكن ربما يكون مسموح للكاتب صك عبارات مختصرة دعائية للتعبيرعن جوهر فكره، وتردديها حتى تصبح من المسلمات، خصوصا إننا نتعامل في واقع تغلب عليه الأمية الأبجدية، بل والأمية الثقافية! فمحاولة الترويج للديمفراطية في مجتمع لا يؤمن بها –للأسف- إيمانا عميقا يعد من محاسن علاء الأسواني بلا شك!
يقول الأديب العالمي نجيب محقوظ (إن النظام الديمقراطي هو أفضل نظام لحياة الإنسان، حتى لو شابته بعض الأخطاء، ذلك أنه النظام الوحيد القادرعلى تصحيح نفسه بنفسه، والنظام الوحيد الذي يعطي الشعب حق محاسبة حكامه ومراجعتهم، بل وعملهم إذا اقتضى الأمر ..) (رجاء النقاش ،صفحات من مذكرات نجيب محفوظ، ص ٢٨٢.)
أما المطالبات بتأجيل الديمقراطية بحجج واهية، فأنني لست من أنصار المرحوم عمر سليمان ونظريته الشهيرة (But when? )، ولا دكتور زيدان ونظريته (الكارثة)!
ففي حقيقة الأمر من أكثر الحجج سخافة الذى ساقها دكتور زيدان هي أن: "الديمقراطية غربية وليست وليدة الفكر العربي"! وهذه حجة الاسلاميين جميعا ضد الديمقراطية، وهذا اصطفاف مع قوي الظلام ولكنه ليس بغريب عن الفيلسوف الإسلامي الكبير يوسف زيدان! وننصحه بالانضمام إلى حزب النور، سيجد ضالته بالتأكيد، وسيكون مرجعية فكرية بدلا من الشيخ المفكر التنويري ياسر برهامي! ويستأنس بآراء الشيخ السمح عبدالمنعم الشحات! ويتبادلا الآراء حول نجيب محفوظ! و العداء للغرب وتمجيد الذات العربية! (من عجائب الدكتور زيدان الهجوم على الشيوخ ثم يردد مقولاتههم، والهجوم على المثقفين ثم ترديد مقولاتهم أيضا)!
أما الحجة الأسوأ والأسخف هي (أن الشعوب تختلف عن بعضها، وأن الشعب المصري -بعد اعتباره عربيا - ليس جاهزا للديمقراطية وغير مؤهل لذلك)!
فإنني أراها أهانة لشعبنا العظيم، وإن كان هذا الكلام حقيقي وهناك شعوب أعظم من شعوب فسيكون شعبنا صانع أول حضارة هو الأرقى! وهو الأولى بالديمقراطية، فأن كان ذلك كذلك فلا أحد يستحق الديمقراطية أكثر منا!



غياب الديمقراطية وتحقيق الكوارث
أتذكر كانت هناك مساجلة بين الدكتورالفيلسوف فؤاد زكريا(دفاعا عن الديمقراطية) فقد نشر "الدكتورفؤاد زكريا" مقالا فى مجلة الهلال، بمناسبة ذكرى هزيمة 1967، قال فيه: ( إننا هزمنا فى هذه الحرب بسبب غياب الديمقراطية). ولكن الدكتور جلال أمين دخل فى معركة صحفية معه، (ناقدا موقف فؤاد زكريا، ومقللا من أهمية الديمقراطية)، حيث رد عليه جلال أمين فى نفس المجلة بمقال بعنوان «دفاع نبيل عن قضية باطلة»، قال فيه: "إننا كنا سننهزم لا محالة، فى ظل تصميم الولايات المتحدة على ضربنا، وبالنظر إلى ضعفنا العسكرى بالنسبة للقوة الأمريكية التى تدعم إسرائيل، وسواء كان لدينا نظام ديمقراطى أو لم يكن." ولكن ما أسعدني أنه وبعد أكثر من عشرين عاما كتب مقال عند وفاة د.فؤاد زكريا و قال د جلال امين : "أعتقد الآن أنه كان فيها أكثر حكمة منى."!
ونعود لفيديو "الكارثة"، فالفيديو مليء بالمغالطات التاريخية والمنطقية والقياس الفاسد، حيث (الخلط بين الأنظمة العسكرية والنظام الديمقراطي)، وإطلاق أكاذيب حول الديمقراطية، وتحميلها كل الخطايا، والحقيقة هي عكس ما يقول تماما، حيث يدعي أن الديمقراطية جاءت بالدكتاتورين المعاصرين في القرن العشرين (يقصد جمال عبدالناصر) وقال: "واحد تعليمه على قده ومعاه سلاح"، وتكلم عن قوانين الإصلاح الزراعي بتبسيط مخل وقال "ياخد من الغني ويدي للفقراء، فأنت بتشتري ولاءات"! وهو كلام عجيب جدا فبصرف النظر عن جمال عبدالناصر وبصرف النظر عن موقفك من ثورة يوليو، و بعيدا عن تقييمك لقوانين الإصلاح الزراعي و محاولات العدالة الاجتماعية! ما علاقة كل هذا بالديمقراطية، أين الديمقراطية في هذا الموضوع الذي تحكيه يا دكتور زيدان، لماذا التدليس والتلبيس علينا بهذه الطريقة !
فقد لخص نظام يوليو أن(شخص تعليمه متواضع جاء بسلاح، وأعطى للفقراء من أموال الاغنياء! ) اين تكمن الديمقراطية في هذه السردية البائسة!
فالحقيقة إني أتعجب من هذا الكلام، فقد جاءوا بإنقلاب عسكري واضح، سمى "حركة مباركة" ثم تحول إلى "ثورة" ! بل ومن عيوب هذه الحركة غياب الديمقراطية ! فالخلط الواضح بين الأسباب والنتائج ، والتلبيس على الناس أن ما حدث نتيجة الديمقراطية، وان كل هذا نتاج الديمقراطية ، فهذا كلام يخالف الواقع والتاريخ والعقل والمنطق! بل ما حدث بسبب غياب الديمقراطية، وهذا ما قاله أيضا أديبنا الكبيرنجيب محفوظ في حوار تلفزيوني: "..غياب الديمقراطية سبب جميع الكوارث كما شرحت لك، لأن الديمقراطية أقل مافيها الرقابة والصوت الحر...")
و يشترك الدكتور زيدان مع الإسلاميين في نقطتين أساسيتين:
-الديمقراطية مستوردة.
-الديمقراطية تعني الانتخابات (الصندوق): أي ديمقراطية الصندوق الذي ينادي بها التيار الإسلامي! ، لا ديمقراطية القيم والإجراءات !
أما أعجب جملة قيلت في هذا الخطاب السريالي:"ديمقراطية صدام حسين"، لا أعلم كيف يتجرأ "المثقف" على إطلاق مثل هذه الأكاذيب! هل كان صدام حسين ديمقراطيا!هل نادي صدام حسين بالديمقراطية؟( هل الديمقراطية أن يظل احدهم في الحكم يحكم بالحديد والنار؟!)، بل نكررها: إن انعدام الديمقراطية هو الذى اوصله إلى هذا المصير!
وكل ما يقوله الدكتور زيدان لا ينفي أن أي متابع للعلوم السياسية سيتيقن أن العالم الحر والمتقدم، يحترم (الديقراطية) ويطبقها، بل وقد سادت حتى في الدول الشرقية الراغبة في النهوض (كاليابان وأندونسيا ..ألخ)!
وإن أردنا الدقة فأن آراء زيدان عن شعبنا مفعمة بالعنصرية، بحجة الأمية والأصولية، والحل عند سيادته: بدلنا من معالجة الواقع، نرفض العلاج!
ورأيي بكل صراحة أن دكتور يوسف زيدان ليس مثقفُ أصيلًا ، ولكنه شخص متطرف extremis. وممن يكرهون أن يأتى الحق على لسان غيرهم! ويريد أن يكون هو الوحيد على الساحة! "One man show" يقلل من أطروحات الجميع، لصالح نفسه!(راجع موقفه من إسلام البحيري وعلاء الأسواني وإبراهيم عيسي) ولكن عندما يهرف هو بأي كلام ساذج، يعتبر كلامه فتوحات ربانية ثقافية! لم يأتى أحد بمثله!
باختصار يوسف زيدان منحصر داخل نفسه، يعبد ذاته! لا يعول عليه، حتى وإن كان مسليًا!
(ملحوظة نحن مع "حرية الرأي والتعبير" بلا قيود وبلا حدود، وهذا الكلام لا يقصد منع أو مصادرة-ولا نملكها أصلا- ولكننا على استعداد أن ندفع حياتنا في سبيل أن يقول أي أحد آراءه، المخالفة (طالما ليست تدعو للعنف)، فلا يوجد أي محاولة للأقصاء، بل أنا مع وجود حالة "حراك ثقافي" دائم، حتى نخرج من كبوتنا!)
والحقيقة لابد أن أختم مقالي هذا بتحية كبيرة للمثقف الكبير الدكتور علاء الأسواني، ونتمنى رجوعه سالما،بعد التحرير!

"يا واد يا يويو يا مبرراتي
حسب الوظيفة وانت و شطارتك
تظهر حلاوتك
تظهر مرارتك
لو خفضوك ترتفع حرارتك
لو صعدوك حالا
تنقلب جيلاتي
يا واد يا يويو يا مبرراتي

و بالمناسبة
و انت اللي أدرى
كان لك تحفظ على المبادرة
ليه النهاردة
بترش بدرة
يا ابن الأبالسة
يا ملطفاتي
يا واد يا يويو يا مبرراتي

و النهاية
لك عندي كلمة
آخر طريقك زحل و ضلمة
حيث ان آخر القرع ضلمة
يا اما كفتة طرية
من عند العجاتي
يا واد يا يويو
يا مبرراتي"
أحمد فؤاد نجم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق جري «التوحدّيين» ينطلق بحماس وعنفوان كبير بـ «مركز المع


.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك




.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة


.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات




.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف