الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا، يا أنتَ..تلكَ غُرْبتي أنا..

عبد الله خطوري

2023 / 1 / 12
الادب والفن


سَأَلْتَنِي عن غربتي، يا هذا، زَمَنَ جدب آلضنك لظى آلعتمات، فآصْغِ لَعَلكَ تدرك إجابتي..العالم الخالي ينحسر خَلْفي ومن بين يدي مستقبل مبهم يعزلني في حاضر لا يأبه بي..غير أني آرتحت، كما يبدو، في مَقام ذاك الكائن القادم من مُحال؛ وإلا كيف أفسر سكينتي في خميلته بين هجعة خيال وغفوة خاطرة وآنعتاق كتاب..هَمستُ ربما..لا..لم أهمس، ظللتُ واجما ونحن في معترك ما موغل في الإبهام، نُحَلق بين جرف جارف غارق ينحدر يتشعب يلتف نتلولب يتشابك ينبسط ننسربُ، وجَلَبَة تُصدرها أصواتٌ حناجر جشاء لغيالم وضفادع وكائنات دقيقة لا حصرَ لها، بين بقايا أطلال ناتئة تَشَقق على مهل تتداعى تتصدع تنهار بتُؤَدَةٍ في تلال محاصرة بأكوام من حجارة دكناء وفوضى عارمة من أعشاب بَر من كل صنف ولون، وبين واد مترع بمياه تموج تصطخبُ وطمي لازب وطحالب عالقة ودقيق حصوات وأشجار سامقات تتعانق في خمائل ذات خيالات مخيفة تُرعِبُ تنتحِبُ و..عشرات الأرواح الخيرة والشريرة آلعالقة ترسلُ أطيافا متباينة تلعب الدنيا بنا تعبُّ نَفَسَ جأش الحياة من كل فتق ورتق ومسام، من كل ذرة تراب أو مَرْو أو قُطَيْرة قَراح أو ندى أو رذاذ أو غمام في سماو أو فنن أو نسمة تسكن ربوعا أخلاها أهلوها وعَمّرتها الحكاياتُ العجيبةُ.. تلك،إذًا، غربة المكان أو غربة الزمان أو غربة كينونة ملتبسة أو غربة ما تبقى من دقيق أجواء آلذكريات..لا يا أنت لا..تلك غربتي في زمن الحَجْر أو سيان رغم أني رُمتُ ما رأيتُ، قصدتُه، مغمضَ آلعينين واعيا قرعتُ دققتُ ألححتُ في آلطلب همستُ صرختُ أنْ أَقْبِلْ فأتى..ثم بعد عشية أو ضحاها، رأيتُني رَمَقا مَعْقُوفا من غبش ينزلق كرذاذ من حقوي، ومن بين يديَّ يسيح عالم آبِقٌ يعزلني في دنيا لا تأبه بي...
ثم لما كانت حالته ميؤوس منها، كان عليه أن يستمر يسمو يرتقي يخطوها خطوات يخطها آثارا على آلأتربة على الصوان على آلخشاش الهش آلمبتل فويق ندف الثلوج، كان عَلَيه أن يعيد سيرة الأولين يحكيها كما سمعها عاينها عاشهاعايَشَها، كان عليه أن لا يتوقف قيد أنملة..نعم..أن يتزلزل مثل حلم راكد تقريبا..ثم هَمَسَ..لا لم يهمس، ظَلَّ واجما كطيف ظل يغلبه حياء في غمرة معترك مكان موغل في الإظلام بقيَ شاردا مشردا بين منحدر حاد غارق في آنحداره وآلتباسه وجَلَبَة تُصدرها أصواتٌ جشاء لغيالم وضفادع لا حصرَ لها، بين دور متربة تتداعى تنهار في وهدة محاصرة بأكوام من مَرْو لزج لازب وفوضى عارمة من أعشاب الشعاب من كل صنف ولون، وبين واد مخضل بأمواه سيالة وطمي متناثر وطحالب عالقة من يخضور غامق ودقيق فجوات وأدواح سامقات تتعانق في خمائل صامتات ذات خيالات مخيفة و...عشرات الأرواح الخيرة والشريرة ترسلُ صورا متباينة تلعب الدنيا به بها تعبُّ نَفَسَ مطلق الحياة من كل نسمة في المسام، من كل ذرة تراب أو حصاة أو قطرة ماء أو ندى أو رذاذ أو أنواء أو فنن أو ومضة شهقة تسكن ربوعا أخلاها أهلوهاوعَمّرتها الحكاياتُ العجيبةُ..تلك هي غربة المكان غربة الزمان غربته..لا يا أنتَ لا..تلك غربتي أنا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ