الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بأقلام ملونة

عبد العاطي جميل

2023 / 1 / 13
الادب والفن


استهلال
........
لن تصدقني الأساطير ، وإن على جسدها رأتني ، أنمنم عبق المسودات ، ألملم شغب الذكريات ..
ع . ع . جميل .
..........................................................................................
ــ 1 ــ
... ... بشعري الفاحم ، المرصع بالبياض الفضي ، أرسم لي ملامح رسام ، يستأذن فرشاته كي يخرج ، بعيدا عن الألوان ,,
له متسع من ضيق الوقت ، كي يهاجم طيوره المهاجرة التي تركها وحدها ، على اللوحة ، تحلق بغير أجنحة ، في اتجاه ، بلا سماء . تحرسها عيون قناص ، مدجج بقارورة عطرمسكر..
....................................................................................................
ــ 2 ــ
وقالت لي صفها : …
قلت : ... هي بعض من شوقك المشكاك فيها ، وشكواك منها ، إلي .. ولهفتك لمعرفة ماهيتها ، ومن تكون ؟؟ ..
هي سؤال لكل جواب ، معلق على جبين حيرة غير موزونة وغير مقفاة .. وبعض من رغبات شطحك المتلهف إليها .. عروس شمال بلا عريس .. وهي أبهى من فضولك ، وأقرب إلى قلبك .. في غياب عينيها جوع وعطش .. واشتهاء . وفي حضرتها شبع وارتواء .. وانتشاء .. فكم من قول منها طويناه في لحظة بهاء .. وقول آخر منها به ابتلينا ، خير ابتلاء ..
فكيف منها تغارين ، وقد عرفتك تأوين برج عذراء ، وحبرك المتيم لم يفقد روح عذريته . على فطرة العشق والوفاء الصحراوي ، البدوي ، ما يزال ينحت تاريخ أبجديته على إيقاع النهر الأصفر الذي يجري على هواه ؟؟..
وليس من عاداتك أن تغيري على نبضات الكلمات ، وهي تسعى ، بين قلبين جريحين ــ مثلك تماما ــ وأنت تواسين ألم الفراق ..
كيف لي أن أصفها الآن ، وهي في بلاغة الرؤيا من بيان البين المتقادم .. تخرج عن مسارات المعاجم المحلية والأعجمية بلا استئذان ، بلا معيار ، وبلا خطوط أطياف ؟؟ ..
كيف لي أن أكون واصفا لموصوف ، يتجاوز حواسي المخترقة ، والمحكومة بالحدود ، بجوازات ورخص للعبور إلى خيمتها المرتحلة على الدوام ... وأنا سراب تعشقني الشمس ، تغوي حواسي المندفعة بلعنات الكلمات ، تحرضني علي .. وأنا " كلما تأملت ما يجري حولي أقف " .. وقفة النفري أمام البحر ، لكن بحري الشعري ...
... وأنا أحيا في جغرافية ، ترصدها آذان الصمت ، وعيون الكلام ، على امتداد أقمار ، طرزها الخيال المبيت ، على امتداد وطن ، الأعداء .. مثلما الجراد ، يزحف على تضاريس ، يقبلها الماء .. وعلى كل نبات ، تعشقه الأرض العذراء ، المعطاء ...
ومهما قلت صراحة .. ومهما دونت مزاجا أو مزاحا .. سأظل عاجزا عن وصف حالها الميؤوس ، المطعون من خلف ومن أمام .. متسائلا ، متشائلا , أسألني عن مآلها ، وعن معناها ، وعن مغناها ..
ربما هذا لا يكفي .. أعرف .. أني أصف .. وأنا الموصوف الخائف ، الرعف .. أعشقها .. ومن أجلها دمي يقف ...
................................................................................................
ــ 3 ــ
بقدم يسرى، أرتجل خطوات، لا توصلني إلا إلى أبعد نقطة ، في مسودة معتقة ، يغريها العصيان ..
..
بيد يسرى ، نحت أسماء العاشقين والعاشقات ، على صخر القلب المتقلب ، دوما ، نحو لهيب الفوران ..
..
بشفة يسرى ، انتظرت قبلات حرى ، تجيء سيلا ، بين السهول والوديان ..
..
وبعين يسرى ، أرسم تجاعيد وطن أقنان ، تحتله الأوثان ...
..........................................................................................................
28 جنبر 2022
...................
ــ 4 ــ
... حبري هذا المزارع العنيد ، ليس شرقيا ولا غربيا ، يخطو في اتجاه الغرباء ، بحثا عن حلم قديم أخضر ، يتجدد عبر الفصول ، بروح شاعر ، وقلب عاشق ، ولغة ثائر ، واقف على تخوم تغيير مرتقب ومنتظر ، وليس عن القراء العاشقين المرابطين بغير بعيد ..
... فكيف لا يظل حبري ، سؤال التمني ، في عينيها مجهول البيان ؟؟ .. وهي الطريدة الفريدة ، والقصيدة العنيدة التي رصعت طرق المجاز ، على فراش ليال ، تنكرها الصباحات حين تطرد النجمات الساهرات القانتات على بلوغ المرام .. وهي الوحيدة التي تملك سر الكلام ، ومهبط وحي المدام ...
... وكأنها الليل كله ــ أقصد القصيدة الغجرية التي فجرت ألغام مجازها في وجه جسدي المحنط .. ــ تزرع قبلات عذراء بنكهة النعناع ، على جسد الغرفة المشرعة ، على بساتين الأعشاب البرية مثلها .. فالغرفة ــ أعني غرفة انتظارها القصوى ــ تفرح لقدومها الذي يعطر الأنفاس والإحساس والأشياء الملقاة ، على حصير أو على كنبة أو على أدوات الأكل والشراب .. وكأنها سفيرة عطور غير مرخصة ، مهربة ، لكنها طيبة ، مثيرة للشهوة والنخوة والقراءة والكتابة ، وركوب الشهوات ، وارتكاب لذات الصلوات ...
................................................................................................
يناير 2023
..............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي