الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتنظر الى الأسفل 2008(اليسو سوبيلا): الأمر أكثر شاعرية وسوريالية...ولكنه أقل منطقية

بلال سمير الصدّر

2023 / 1 / 14
الادب والفن


في أي مكان وفي أي زمان يرى المجتمع ان الحياة لا قيمة لها
يجب ان نرى من خلال عيون ايروس،من عمق الزمان كان الأمر متروكا لأيروس...إن الأمر متروك لأيروس لإعادة التوازن بين الحياة والموت...
بهذا الاقتباس عن أندريه بريتون يفتتح سوبيلا فيلمه لاتنظر الى الأسفل
يبدو ان سوبيلا بدأ بنظريات جورج باتاي حول الجنس والموت فوجدها نوعا ما قاسية،فأراد اعادة تكوينها من خلال طرح أكثر شاعرية وسوريالية وفي نفس الوقت أقل فلسفية ومنطقية،فالفيلم قبل كل شيء هو عن المسافة الفاصلة بين الموت والحياة ولحظة الذروة المعادلة للحظة الموت.
ولكن كيف سيقول سوبيلا كل هذا...
الفيلم هو عن (ايلوي) الذي يبدأ فعليا بالادراك عند موت والده،إنه فعليا أدرك الموت،ادرك اللحظة غير المقبولة في الحياة،والتي تعيد ادراك الحياة من جديد.وهو الآن يعتقد بأنه على وشك الاقتراب من عالم الموت أكثر،بل يستطيع ان يرى الأموات وشبح والده المتوفي...
إيلوي بلا شك،يمتلك حساسية من نوع معين اتجاه الموت اكثر من اي شخص عادي آخر،ولكن هذه الحالة تكسبه السير اثناء النوم ليسقط ذات يوم في غرفة نوم اليفيرا...
يقول إيلوي:أنا كنت اعرف دائما بأن هناك بابا في محيطي يقود الى العالم الآخر...ولكن هناك مقدمة أخرى قبل الوصول الى الباب...انه الجنس المتعلق جدا بالموت
اليفيرا تعلمه الجنس بطريقة اخرى:
أنا لاأريد ان ارى الله بعد موتي،أريد أن اراه هنا والآن خلال حياتي...لنذهب لإلقاء نظرة عليه
أنا أستطيع تعليمك ان تمشي في الجنة مع أي امرأة...
الدرس باختصار هو تأخير لحظة الذروة الى اقصى حد ممكن،فاقصاء الذروة-لحظة النشوة الجنسية-هي الوقود الذي سيقودك الى عوالمك الأخرى...النقطة الفاصلة بين خطين مستقيمين(الموت والحياة)
النقطة التي تقسم الزوايا الى أي مثلث
ومن خلال لقطات جنسية مضطربة ومتقلبة بين الاباحي والتأملي،بحيث يبدو احيانا أن ايلوي واليفيرا غارقان في يوجا جنسية يصرخ ايلوي لأكثر من مرة بأنه على وشك الموت،ولكن تأخير الذروة الجنسية وليس الذروة نفسها أصبحت تنقله الى عوالم ومدن أخرى...
أراد اليسو سوبيلا أن يقلب عوالم جورج باتاي القاسية الى نظرية أكثر شاعرية للجنس فيها ايضا دور حاسم،ولكنه ليس الجنس المتعارف عليه،بل ذلك الجنس المقصود منه الوصول الى نقطة مختلفة من هذا العالم...وهي نقطة ادراك عند سوبيلا وليست كما هي عند باتاي نقطة اقتراب.
قلنا في البداية...الأمر أكثر شاعرية وسوريالية...ولكنه أقل منطقية
20/08/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب