الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!! ولاية .. مشّيها

حسين التميمي

2006 / 10 / 12
كتابات ساخرة


قبل أكثر من عامين اطلعت على معلومات (خطيرة .. وقتها) تخص عضو من اعضاء المجالس البلدية في مدينة من مدننا العراقية ، الرجل أدين وقتها من قبل باقي اعضاء المجلس وبالجرم المشهود كونه تقاضى مبلغا من المال كرشوة لتمشية معاملة تخص احد المقاولين ، وربما لسوء حظ هذا الرجل (العضو في المجلس البلدي ) ان المقاول الذي سلمه المبلغ قد شكاه الى المجلس البلدي وتم ضبط النقود معه ، وبعد مسائلة هذا العضو عن جريمته اعترف ببساطة بتقاضيه الرشوة ، ولم يكتف وقتها بهذا بل اعترف بأنه تقاضى رشا اخرى . وقد أيقنت وقتها بأن هذا الرجل الفاسد ستحال أوراقه الى القضاء ، وسيلقى الجزاء العادل الذي يستحقه ، لكن فوجئت به وهو يسير في الشارع بعد بضعة أيام من هذه الفضيحة ، وكان رأسه مرفوعا الى الأعلى ومثله كان أنفه الذي استفزني كثيرا ، وكانت بي رغبة كبيرة ان الكمه على هذا الأنف العفن ، وأن اذكره بمصيره المحتوم وراء القضبان حين يتم استدعائه للمثول امام القضاء لكن فوجئت بعد ذلك بأن القضاء كان ينام نوما هانئا في العسل ، ومثله كان موقف المجلس البلدي حيث اكتفى بالطلب من هذا العضو ان يتفضل ويقدم ورقة (عريضة) لاعفاءه من عمله !!
اذا بهذه الطريقة حسم الأمر ؟ ولم يطالب هذا الفاسد حتى باعادة مبالغ الرشوة التي تقاضاها ، وحين سألت واستفسرت عن السر اكتشفت بأن رئيس المجلس كان من عتاة المرتشين الفاسدين مثله مثل الكثير من أعضاء المجلس ولم يكن تذمر هؤلاء من هذا العضو المرتشي لأنه تقاضى الرشوة انما لأنه لم يكن ممن يتقنون الارتشاء بذكاء وبسرية تامة !!
وليتخيل القارئ بأن تلك المجالس البلدية قد انتخبت بوصفها (عين) المواطن على مصالحه العامة ، من شوارع ومدارس وماء وكهرباء وكل ماله علاقة مباشرة بحاجات هذا المواطن ، فاذا ما تساهلت هذه العين مع مثل هذه التفاصيل فما هو الحال الذي ستكون عليه الخدمات المقدمة اليه !!
ومثل هذا العضو هناك الكثير من الفاسدين من رجال الأمن (من الشرطة والجيش) بل هم أشد خطورة ممن تحدثنا عنهم اعلاه . فعضو المجلس البلدي او غيره يتقاضى مبلغا من المال ليساهم في تخريب شارع او أي مرفق حيوي اخر ، لكن رجل الأمن (الفاسد) وقد أقسم على كتاب الله ان يصون شرف المهنة ، يسهم بقتل الانسان بدلا من حمايته !! فهو مثلا يطلق سراح المجرمين لقاء مبلغ من المال وهو مثلا يوصل معلومة الى هذه الجهة او تلك تسهم في قتل زملائه او قتل بعض المواطنين ، لكن الغريب في الأمر ان الكثير من هذه الجرائم المشابهة قد حدثت ولم يتم الاقتصاص من هؤلاء الفاسدين ، وفيهم من تسنم مناصب قيادية كبيرة ، وكان الحل الأمثل دائما هو اقالة هذا المسؤول ، واحيانا تتم ترقيته ونقله الى بغداد ، ولنقل على سبيل المثال (وزراة الداخلية) !!
و حين يطلع المواطن البسيط على مثل هذه المعلومات يشعر باليأس ، ويفكر بأن الحالة تشبه محاولة ملئ (قربة) مفتوحة من الجانبين .
مما تقدم نتساءل ، او( وبطموح اكبر) نساءل ونطالب كل مسؤول كبير أن يأخذ قسطا من الراحة وهو مغمض العينين كي يتأمل في حقيقة ما يحدث ، وان يضع صورة لأي مواطن من عامة الشعب ، وأن يحاول اجراء مقارنة بين الصورتين ، وأن يبحث عن معادل موضوعي يجبر الطرف الثاني على تقبل الطرف الأول والتعايش معه بمثل هذه الشروط المجحفة ؟ فالطرف الأول وأعني به السلطة وكل من لف لفها يتنعمون بكل المميزات والمكاسب والفوائد التي لا عد لها ولا حصر بينما الطرف الثاني (المواطن) يدفع كل يوم ضريبة باهظة حيث يسيل دمه كل يوم ويفقد الكثير من أقربائه واحبائه ويفقد أيضا وباستمرار شعوره بأهمية وجوده ، ليكتشف في النهاية ان تضحياته هذه تذهب هباء وأن المستفيد منها هم أناس تكرشوا في مساحة خضراء ، ولا يشغلهم أمر النظر من خلف الاسوار العالية الى ما يحيط بهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب