الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الخاسر الاول من افشال تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية؟!

عماد صلاح الدين

2006 / 10 / 12
القضية الفلسطينية


نعم هذا السؤال من الأهمية بمكان بالنسبة لحركة فتح ولمستقبلها السياسي والشعبي والوطني , ذلك لأن الكثير من قيادات وعناصر ومناصري حركة فتح يظنون أن عملية التوافق والتساوق مع الحصار الدولي والاقليمي المفروض على الحكومة الفلسطينية المنتخبة من الممكن أن يؤدي إلى إسقاطها وفشلها وبالتالي التأثير السلبي المستقبلي على شعبية حركة حماس وعلى حضورها السياسي في المستقبل إذا أجريت انتخابات جديدة ، حيث أن نتيجة هذا الفشل الناتج عن التفشيل سيصب بالضرورة لمصلحة حركة فتح باعتبار أن الاخيرة التي قادت السلطة لفترة تزيد على اثنتي عشرة سنة كانت توفر الرواتب والاجور لقطاع الموظفين العريض والكبير جدا .

للأسف من هذا المنطلق يفكر عدد كبير ولابأس به من قطاع حركة فتح بمختلف مستوياته التراتبية والقيادية , هم يعتقدون أن علة ومأساة الشعب الفلسطيني هي في لقمة خبزه وعيشه ولتكن بأية طريقة اذن، بالذل بالهوان بالعزة بالكرامة , فالأمر بشأنها سيان , وبالتالي ومن خلال عملية التضليل التي تقوم بها بعض قيادات حركة فتح الشخصانية والفردانية ضيقة الافق والتي لايهمها إلا ملء الجيوب ونفخ البطون ، نرى كما يبدو أن هنالك عملية سكوت وقبول ورضى من قبل جماهير حركة فتح عن مخطط ومؤامرة إسقاط الحكومة وإفشالها، وهذا السكوت والرضى يعطي القيادات المتنفذة التي طلقت حركة فتح نفسها والوطن برمته المبرر لكي تمعن بالمزيد في رفض كل الجهود التي تبذلها حركة حماس من أجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لترك حركة حماس في معمعان المعركة وحدها حيث الحصار المالي والاقتصادي فضلا عن السياسي.

هذه القيادات التابعة لأولياء وأصحاب نعمها والتي يحكم تفكيرها وأفقها المعايير الذاتية والفردانية تفكر وبحق من منطلق هذه المعايير، وهي بهذا ترى أنه من الممكن تعميم هذه المعايير والمقاييس على عموم الشعب الفلسطيني ليصبح هذا الشعب عبدا لرغيف خبزه بأي ثمن ومهما كان هذا الثمن يعني الوطن والارض والقضية برمتها ، لكن هؤلاء نسيوا أن قضية هذا الشعب هي قضية وطنية وأخلاقية وإنسانية وأن هذا الشعب مهما تعرض لمختلف صنوف القتل والاغتيال والحصار والتنكيل لا يمكن أن يتخلى عن عزته وكرامته وعن أرضه وثوابته ، هؤلاء يناقضون ويتجاوزون عن كل الحقائق والقوانين التاريخية و ينسون أن العلوم الإنسانية وفي مقدمتها علم النفس الانساني وعلم الاجتماع السياسي والاجتماعي يتحدثان ويشيران إلى أن المعايير الاخلاقية والانسانية هي التي دوما في النهاية تسود وتنتصر ولو بعد دفع ثمن من الدم والاشلاء وتضييق في الاقوات والارزاق ، فالاخلاق والقيم الانسانية النبيلة وعزة النفس الانسانية واستعدادها للتضحية والموت في سبيل المعتقد والحرية والاستقلال هي التي تبني الامال والطموحات ، لأن النفس الشجاعة هي النفس التي تملك ذاتها وأما الذليلة فليس لها من الامر من شيء فضلا عن أمر نفسها ذاتها .

أنا لا أعرف لماذا لا يتحرك عدد من قيادات فتح المخلصين ، وبالمناسبة هم كثر لوضع حد لهذا الانحطاط الاخلاقي والوطني الذي تقوده مجموعة من جماعة أوسلو وتنسبه وتضيفه في الوقت ذاته إلى حركة فتح , لا أتصور على الاطلاق أن المخلصين من حركة فتح لا يعون ولايدركون حقيقة أن الشعب الفلسطيني ما يهمه في النهاية هو تحقيق حقوقه الوطنية السياسية والسيادية ، فحركة فتح جربت المسار التفاوضي وفقا للشروط الامريكية والاسرائيلية ولكنها في النهاية لم تحقق الحد الادنى سياسيا وسياديا للشعب الفلسطيني ولذلك عاقبها الشعب الفلسطيني على الفشل السياسي أولا قبل أن يلتفت إلى الفساد المالي والاداري المرتبط اصلا بالفساد والانحطاط السياسي الاخلاقي , لو أن الشعب الفلسطيني تكمن مشكلته بالمال وبالرواتب، وإن كانت مهمة ، لكان قد جدد البيعة لأزلام أوسلو في الانتخابات الاخيرة الذين كانوا يجلبون له المال المجبول بالخيانة والتنازل والتفريط , وأنا ربما أبالغ بدور هؤلاء لأن من حق الشعب الفلسطيني أن يحصل على حقوقه المالية والخدماتية والانسانية من الكيان المحتل وممن جاءوا بهذا الكيان إلى أرضه أرض الأباء والأجداد , لكن لطالما قبل هؤلاء النيابة عن الاحتلال في توفير هذه الخدمات والمتطلبات فليتحملوا ذلك , إذن الشعب الفلسطيني يدرك مدى أهمية حقوقه وقضيته العادلة وهو ليس على استعداد أن يقايض حقوقه بثمن بخس , بشهادة الاحتلال من كتابه ومفكريه يقرون أن الاعتراف بإسرائيل دون ثمن معقول هو ضرب من الجنون ويستشهدون بذلك بما حصل مع منظمة التحرير وياسر عرفات وحركة فتح اللذين اعترفوا بإسرائيل مسبقا ومجانا ودون ثمن ليجلبوا على انفسهم وشعبهم وقضيتهم المزيد من الانحطاط والدمار والاحتلال وتهميش القضية.

إن اللذين يتزعمون حركة فتح اليوم ماهم إلامجموعة ما عاد يهمها أمر هذه الحركة العملاقة فهم لا بوارد مصلحة فتح ولا بوارد مصلحة الشعب والقضية ، إنهم على استعداد للتحالف مع أي كان في سبيل مصالحهم ومصالح من يتبعون لهم ، ها نحن نراهم اليوم يوثقون أمتن العلاقات وأشدها مع أولئك اللذين شاركوا وتآمروا علانية على بيع القضية وجوهرها مسألة اللاجئين الفلسطينيين ، هؤلاءالمتنفذون أصحاب الملايين والأوداج المحمرة المنتفخة لايستحون ولا يتورعون عن أن يتحدث بإسم حركتهم صاحبة التاريخ النضالي العريق أشخاص منبوذون أخلاقيا ووطنيا ولا يمثلون إلا أنفسهم , فيا مخلصي فتح أنقذوا فتح!!


هؤلاء دليل انحطاطهم الاخلاقي والسياسي أنهم للأسف لايتعظون من تجارب ما سبق , فالرئيس أبو عمار رغم أخطائه السياسية التاريخية القاتلةإلا أنه حينما تبين له أن إسرائيل لاتريد سلاما وإنما تريد خداعا وتضليلا من أجل المزيد من تكريس الاحتلال والاستيطان , ولذلك فان أبا عمار رفض المزيد من الايغال في مستنقع تدجيلهم وكذبهم وخداعهم ولذلك رأينا كيف ان اصحاب الضمائر الوطنية الميتة حاولوا الانقلاب عليه وهو محاصر ثم لينتهي به الأمر شهيدا بسمه من قبل الاحتلال.

إن عدم انجاز تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في هذا الظرف الراهن يعني فيما يعنيه أولا ضرب القضية على الصعيد الوطني وثانيا ضرب شعبية ومستقبل الفصيل والحركة التي تقف عائقاأمام تشكيل حكومة الوحدة , فالشعب الفلسطيني يعرف ويدرك من الذي يحاصره ويجوعه ويعرف أيضا من الذي يعيق تشكيل الحكومةالوحدوية ويعرف كذلك من الذي يعمل لصالح الشعب والقضية ممن لايهمه إلامصالحه واستثماراته وعقاراته , فمرة أخرى وللمرة المليون لاتذبحوا فتح بسكين التآمر عليها وعلى الشعب كما ذبحتموها سابقا بسكين أوسلو ولقد رأيتم حالة ووضع حركة فتح في الانتخابات الاخيرة .

كل الخيارات والطرق التي يراهن عليها الانقلابيون فاشلة مئة بالمئة من قضية استخدام الصلاحيات وما إلى ذلك من مسميات تتعلق بحل الحكومة والتشريعي وإجراء الانتخابات المبكرة وحالة الطوارىء والحكومة الانتقالية , فهذه وغيرها ثبت عدم قانونيتها ودستوريتها بشهادة أكثر من خبير وبشهادة القانون الاساسي نفسه , إذن ما الذي بقي حتى تعولوا عليه , أهي الفتنة والحرب الاهلية التي جاءت بها السيدة رايس أم ذلك المطلب الحاسم من لفني إلى عباس بشأن الحسم مع حماس , فحذار من كل ذلك! ، فالتاريخ والمنطق يقول أن إرادة وعزة الشعوب هي التي ستقرر وبالتالي ستنتصر وليست بطونها وأرغفة خبزها هي التي تصنع البطولة والانتصار , اتحدوا مع أولئك اللذين خيارهم المقاومة ومرجعياتهم المبادىء والثوابت لأنهن حتما الخيار والمرجعية التي ثبت صحتها عبر التاريخ ، لاتفوتوا الفرصة لأن القادم من الايام وربما الاشهر سيكون هو الطريق لاثبات أن الحق لايستجدى استجداء وأن المقاومة والصبر والصمود والممانعة وعدم التفريط بالحقوق مهما تكن الظروف هن الطريق إلى النصر وبالتالي مقياس شعبية الحركات والفصائل أو عدمها , ولكم فيما جرى في الحرب الاخيرة وانتصار حزب الله على اسرائيل وماتمخض عنها عبرة يا أولي الألباب.

10 – 10 – 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء