الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قائمة أعظم 200 مغني… من يعترف بها؟!

حميدة العربي

2023 / 1 / 14
الادب والفن


لكل بلد في العالم، أغنياته ومغنيه وموسيقاه التي تشكل جزءاً من تراثه وثقافته وذاكرته الجمعية وتعبر، بوسائلها الفنية الخاصة، عن ذائقته واسلوب حياته وتنوعها، وكل شعب يعتز ويفتخر بنجومه الذين أثروا حياته بإبداعاتهم، ولهذا لا يمكن لأي جهة أن تقيّم فنون بلد ما بدون الاطلاع على الأصل وفهم اللغة ( الكلمة ) والإحساس بها والمغزى منها وتذوق الموسيقى، المحلية، وألوانها والتأثر بها والتماهي معها لذا فالتصنيف الذي نشرته مجلة رولنگ ستون الامريكية وضم قائمة باسماء 200 مغني ومغنية اعتبرتهم أعظم مغنين على مر العصور لا يدخل ضمن هذا التوجه فأصحاب المجلة يعرفون فقط، موسيقاهم ومسيرة كل مغنية ومغني لديهم، وبالتفصيل، تذوقوا فنونهم وتأثروا بها، وهذا طبيعي، لكن لا يعرفون الكثير عن فناني بقية العالم، الشرق بالأخص، ولا يتذوقون ألوانهم الغنائية ولا يتأثرون بكلماتهم واشعارهم فعلى ماذا اعتمدوا في تصنيفهم؟ لنرَ كيف تم ذلك:
أولا الشروط والمواصفات التي وضعتها المجلة وهي: قوة الصوت ونقائه، الأصالة، التأثير، غنى التراث الفني، لم تلتزم بها ولم تطبقها على الجميع.
. ضمت القائمة 142 أمريكي من أصل 200 اسم. والعشرة الأوائل كلهم أمريكان. كما ضمت: 29 من بريطانيا ( بينهم آديل، التون جون، جورج مايكل، جون لينون، بول ماكارثي، فريدي ميركوري، أيمي وينهاوس ) و 4 من جامايكا، 3 المكسيك، 2 كوريا، 2 جنوب افريقيا، 2 بورتريكو ، 2 فرنسا، 2 برازيل. وواحد لكل من اسبانيا، الكونغو، نيجريا، كولومبيا، اسرا ئيل، كندا، الهند، مصر، السنغال، آيسلندا، باكستان، أرجنتين… وضمت ايضاً ليدي غاغا، ريهانا، بوب مارلي، تيلور سويفت، بيللي آليش وبرنس، وجاء ترتيب فرانك سيناترا 19 والفيس برسلي 17.
. بعضهم ظهر في التسعينات وما بعدها، وخاصة الامريكان. ومن برامج أكس فاكترز أو أمريكان آيدل… فأين التراث الفني وغناه؟ والبعض الآخر كُتب عنهم ( لهم شعبية بين المراهقين )! فأين الشروط المتبقية؟
تم الاعتماد على آراء أصدقائهم أو منتجي ألبوماتهم أو صحفيين التقوا بهم أو موسيقيين عملوا معهم.
. كل الأجانب، في القائمة، أما أمريكان من أصول أجنبية أو يغنون بالانكليزية أو إن بعض المغنين الأمريكان أخذوا ألحانهم أو أغنياتهم، وتم تقديمهم كالآتي، بعد التعريف ببلدانهم والفترة التي ظهروا بها: الهندية لاتا منغشكر ترتيب 84 ( غنت بريتني سبيرز إحدى اغنياتها ) أم كلثوم ترتيب 61 كتبوا عنها ( ليس لها مثيل في الغرب ) وهذا ليس مديحاً وإنما المقصود به لا أحد يغني مثلها في الغرب ( كما الهنود لا أحد يغني مثلهم في الغرب ومطربي المقام العراقي لا أحد يغني مثلهم في الغرب)، سيكون مديحاً لو كتبوا ( ليس لها مثيل) فقط. ( طول اغنياتها ساعة ) و ( رقصت ريهانا، بخلاعة، على اغنيتها انت عمري)، الباكستاني نصرت علي خان 91 ( قدم أدي فيدر معه أغنية ثنائية ). كل هذا يدل، وبوضوح، إنهم لا يعرفونهم جيداً لولا وجود طرف امريكي في الموضوع. وتم اختيار الأجانب كمجاملة أو لكي لا يقال إنهم تجاهلوا فناني العالم.
وجاء التعريف بالمغنين كل حسب شروط وظروف مختلفة دون الالتزام بالشروط المطلوبة مثل: الترتيب 36 ( صوته ليس جميلاً ولا مدَرب أبداً لكنه يمنح الأمل، حسب رأي عازف فرقته). فهل هذا كافياً ليصبح من العظماء وبمرتبة متقدمة جداً على أم كلثوم ولاتا منغشكر؟ والتسلسل 88 ( لم يكن مغنياً قوياً بل كان لاذعاً مثيراً للدهشة وبرامجه لها شعبية كبيرة) وآخر من جنوب أفريقيا ( صوته يشبه صوت المعزة) والكوري عضو فرقة BTS ( أغنيته حققت ملايين المشاهدات بسرعة ) والكورية الأخرى ( رغم صوتها الضعيف لكن لها شعبية ) والترتيب 33 ( كانت رحلتها قصيرة جداً في الخمسينات لكن أغانيها مسموعة لحد الان)، طبعاً مسموعة في أمريكا فقط!، إذن عبد الحليم أيضاً أُغنياته مسموعة لحد الآن وله شعبية ومسيرته غنية جداً. الترتيب 149 ( كانوا يلقبونها السيدة الجميلة ذات الصوت المقرف لكن البوماتها اللاحقة حققت نجاحا )، الترتيب 103 ( كان يروي أكثر من الغناء ). عاليا، الترتيب 40 ( متقدمة على أم كلثوم كثيرا ) مسيرتها الفنية بضعة سنوات حيث توفيت بعمر 22 سنة. هؤلاء جميعاً، وغيرهم الكثير، لا تنطبق عليهم الشروط وبذا لا يمكن تصنيفهم ( عظماء )
. عدد نفوس امريكا 597 مليون وتم اختيار 142 مغني منهم واعتبارهم عظماء، والهند عدد نفوسها مليار وثلاث مئة مليون ولديهم جيش من المغنيات والمغنين المبدعين، والذين ليس لهم مثيل، اختاروا منهم واحدة فقط ( لاتا ) وتساوت معها اسرا ئيل التي هي بمساحة ونفوس أصغر مدينة هندية بمغنية واحدة ايضاً، والشرق الاوسط كله بملايينه ال 450 وكل فنانيه واحدة فقط ( أُم كلثوم). وقد خلت القائمة من أي مغني إيطالي، تركي، إيرا ني، يوناني.. أما أوربا الشرقية والشرق الأقصى فلا وجود لهم في القائمة.
، فأن كانت ( الشعبية بين المراهقين أو غيرهم ) من أسباب اختيار أغلب الأسماء في القائمة فلماذا تم تجاهل فيروز والأسباني خوليو إغليسياس والهندي محمد رافع والإيطالي بوتشللي والفرنسية أديث بياف والكندية سيلين ديون والتركي ابراهيم تاتليس واليوناني ميكاليس ميندياتيس والايرانية گوگوش الذين يتمتعون بشعبية في أغلب أنحاء العالم.
المفروض في مثل هذه التصنيفات التي تشمل العالم أجمع أن تقوم بها جهات دولية مثل اليونسكو ( للثقافة والتراث العالمي) بعد مسح شامل وكامل لكل البلدان، أما ترك الموضوع لمجلة، من أي بلد، لتختار ما تشاء، فأن الانحياز وارد وممكن، في كل الاحوال، مهما كانت درجة الموضوعية والمهنية لدى أصحاب المجلة. ولو حدث العكس وقامت مجلة شرقية باختيار أعظم المغنين ووضعت الأمريكان والأوربيين في ذيل القائمة، لأن لا شعبية لهم ولم يؤثروا على الناس كثيرا، فهل سيعترف الغربيون بهذا التصنيف؟
واضح إن الهدف من هذا القائمة هو إظهار إن المغنين الأمريكان كلهم من العظماء والبلدان الأُخرى ( يا دوب ) واحد أو اثنين والبعض ليس لديهم عظماء أبداً، حسب رأي المجلة. وكان المفروض بهم أن يختاروا عظماء أمريكا وأوربا فقط ويتركوا بقية القارات تختار عظمائها. والسؤال المهم من أعطى الحق لمجلة، من بلد معين، أن تختار فنانين وتفرضهم عظماء على العالم؟ وكيف لها أن تقيّم وتقدر وتختار فنانين من العالم لا تعرف عنهم الكثير وتصنفهم حسب رأيها وذوقها ومعلوماتها القليلة عنهم؟ وهل هذا التصنيف مُعترف به وممن؟ هل هناك، مثلاً، جهة دولية ستُثبّت هذه القائمة رسميا؟ أم تم إطلاقها لتهيئة الناس نفسياً لتقبلها والاعتراف بعظمة هذه الأسماء تلقائيا؟ المؤسف في هذا الموضوع إن المصريين والعرب فرحانين لأن ام كلثوم موجودة في القائمة ( وقبل مايكل جاكسون 86 ). والمفروض يطالبون برفع اسمها منها، أولاً لأن هذا التصنيف ليس عالمياً فعلاً ولا رسمياً، بل تبع هوى القائمين على المجلة. ثانياً، وهو المهم، لأن أم كلثوم ليست مغنية ولا مطربة فقط، كما البقية، وإنما حالة فنية متكاملة، لا يمكن أن تُقارن بأي أحد من الموجودين في القائمة. ووضع اسمها في هذا الترتيب المتأخر، وراء فتيات وفتيان لا يملكون ربع موهبتها وقدراتها الفنية جعلها تتساوى مع مغنية ظهرت عام 2011 من خلال الانترنيت! فهل تاريخ هذه المغنية الشابة مثل تاريخ أُم كلثوم، حتى لو تقدمت عليها بالترتيب؟ وجود ام كلثوم، ولاتا منغشكر، في هذه القائمة ليس في صالحهما ابداً، فلو قارنا صوت المتصدرة للقائمة أريثا فرانكلين مع صوت أُم كلثوم ستتفوق عليها أُم كلثوم بمئات المرات من حيث قوة الصوت ونقائه ومساحته ومرونته وأصالته وإمكانياته الأدائية، ولو كانت أُم كلثوم أمريكية لتصدرت القائمة بدون نقاش ولا تردد. وحتى ترتيب العشرين الأوائل في هذه القائمة الامريكية جاء حسب العلاقات ونسبة المبيعات ( سُميت شعبية ) والمشاهدات على مواقع التواصل وليس على أُسس فنية وعلمية دقيقة ومدروسة.
وهنا أسماء الأمريكان العشرة، الذين تصدروا القائمة:
1. Aretha Franklin أريثا فرانكلين
2. Whitney Houston ويتني هيوستن
3. Sam Cooke سام كوك
4. Billie Holiday بيلي هوليداي
5. Mariah Carey ماريا كاري
6. Ray Charles راي چارلس
7. Stevie Wonder ستيفي ووندر
8. Beyoncé بيونسيه
9. Otis Redding أوتس ريدّنگ
10. Al Green أل گرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف