الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لايزال الكتاب نديمي ولا يغادرني
جواد كاظم غلوم
2023 / 1 / 15قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
كثيرا ما نشعر بالوحدة والانزواء عن العالم المحيط بنا فلم نجد سوى الكتاب صديقا مؤنسا لطيف المعشر ؛ نافعا مغذيا عقولنا ، لا يضجر ولا يمتعض اذا نحونا وبعدنا عنه جانبا ولا يغضب اذا اختلفنا عن وجهة نظره ؛ نتحسسه وديعا في كل الحالات فهو المكان الوحيد الذي تشعر معه بحميمية طاغية مع اننا كنّا غريبين عن بعضنا ولم نلتقِ قبلا .
سنشعر اننا لسنا وحدنا حين تقبض على دفّتي الكتاب ، أليس الكتاب نورا مرشدا يضيء لنا الدرب نحو الحضارة كما قال الرئيس الأميركي الراحل فرانكلين روزفلت .
وهنا لابد من انتخاب الكتب التي نعزم على قراءتها ، فالقراءة العشوائية قد تكون وبالاً وداءً عضالاً مؤذيا للعقل يتوه بك في متاهات لانهاية لها ويوقعك في مطبّات من الصعب الخروج منها .
ومثلما يحتاج الجسد الى غذاء ورواء فان العقل يحتاج الى ما يشبعه من معارف لتغذيته ولا ننسى ما قاله المسرحي برتولد بريخت مخاطبا صديقه العازف عن القراءة :
" أيها الجائع للمعرفة تناول كتابا فالكتاب وليمة العقل "
ويقول الروائي التشيكي ميلان كونديرا :
" في مقابل عالم التفاهة الطاغي بيننا ، نحن لا نملك الا سلاحا واحدا ، ألا وهو الكتاب "
ويقول الرسام الهولندي فان كوخ : " في كثير من الأحيان تسعدني كثيرا زياراتي المتكررة الى المكتبة وتذكرني بانه مازال هناك أشياء جميلة ومبهرة بهذا العالم "
وتساءل ألان دوربوتون ( الفيلسوف البريطاني ) : أفضل أنواع الكتب ذلك الكتاب الذي يتركك تتساءل : كيف عرف المؤلفُ ذلك عني !!
عندما نستشعر الوحدة والعزلة لا نجد تسليةً وعزاءً أفضل من الكتاب مواساةً لنا ، ثمّ إنّه لا يؤذي القلب أبدا .
جدّنا الشاعر المعلّى ابو الطيب المتنبي أنشد مفاخرا :
اعزّ مكان في الدنا سرجُ سابحٍ ----- وخير جليسٍ في الزمان كتابُ .
كل هذا لان الكتاب يبقى يانع الفكر لا يعبأ بالزمن تقادمَ أم استحدث كما نوّه شاعرنا المعلّى ابو الطيب .
قرأت مؤخرا دراسةً حديثة تؤكد ان القراءة للتسلية في الطفولة تعدّ احد أهم اسباب النجاح في الحياة العملية ولها تأثير كبير في الصحة النفسية. وتعويد الطفل على القراءة اليومية للكتاب أشبه بزراعة ورعاية نخلة تجني ثمارها بعد حين .
ومن طريف الكلام عن الكتب ان احد المفكرين الكبار قال أمام حشدٍ كبير من الكتّاب الشباب :
ينبغي أن يكون لدى الكاتب على رفّ مكتبته عدد قليل من الكتب ، لا يزيد عن خمسة عشر كتاباً ""
وقتها صرخ الكتّاب الشباب في صوت واحد متسائلين : أيّ كتب ننتقي ؟؟
فأجاب ضاحكاً :
أوه ! من أجل هذا ينبغي قراءة آلاف الكتب حتى نختار الكتب الخمسة عشر .
أليست الكتب وكل أشكال الكتابة الصادقة والشريفة والشجاعة ترعب أولئك الذين يرغبون بقمع الحقيقة ؟؟
يا قارئي العزيز خذ الكتاب بقوةٍ سواء كان ورقيا أم الكترونيا ، مع اني استأنس كثيرا بالكتاب الورقي ولي معه صداقات عتيدة منذ ان شببت على حبّ القراءة ويبقى نديمي في ليلي ونهاري حتى هذا الحين ؛ لكن صداقاتي مع الكتاب الالكتروني مازالت حديثة العهد ولم تترسخ تماما بعد وقلما ألتقي به طالما الكتاب الورقي حاضرٌ .
جواد غلوم
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - في القراءة والكتاب
عامر سليم
(
2023 / 1 / 15 - 03:48
)
في القراءة السليمة الحكيمة , لا أفراط ولا تفريط .
المبالغة في القراءة لا تجعل منك مثقفاً واعياً بل ببغاءاً حافظاً مردداً , وهذا هو حال دود الكتب (كما يقول الشاعر سعدي يوسف) عليك ان تفهم وتحلل و تحاور وتقبل وترفض ما تقرأ .
اما ماهو ألعن بل الكارثة بعينها, فهو الأكتفاء بكتاب واحد , لا تثق ابداً بمن قرأ كتاب واحد و آمن انه الكتاب الذي يغنيه عن كل معارف و علوم الدنيا.
ولنتذكر ابداً بأن حرق البشر يبدأ بحرق الكتب.
تحياتي للشاعر غلوم المحترم
2 - انتخاب الكتاب
جواد غلوم
(
2023 / 1 / 16 - 20:25
)
ما قلته عين الحقيقة استاذ عامر والخوف كل الخوف هو إدمان قراءة الكتب الصفر التي ستكون وبالا خطيرا بحيث نحمد الله على الجهل وبقائه -- حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض أليس كذلك يا صديقي ؟؟
.. هل اشترى فولوديمير زيلينسكي سيارة كانت تعود لهتلر؟
.. الجزائر: ماذا وراء لقاء رئيس أركان الجيش الجزائري بمدير الاس
.. المستشار السابق في مكتب الرئاسة الإيرانية جابر رجبي: إيران ب
.. وزير خارجية إيران يحذر من كارثة في المنطقة.. هذا ما قاله
.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في كمين مركب