الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق من أزمة مائية الى أزمة وجودية …؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2023 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


إن الطبيعة المتنازع عليها للموارد المائية المشتركة مع تركيا وايران ، والظروف المعيشية الصعبة والقاسية للمجتمعات الريفية وبيئتها في وسط وجنوب العراق ، جعلت المنطقة مختلفة عما كانت عليه قبل قطع المياه عنهم من قبل تركيا وايران. تتمثل الخطوة الأكثر فورية وعملية لمواجهة هذا التحدي الخطير والغير المسبوق في تاريخ العراق وفي ظل تغير المناخ هو في إظهار الإرادة السياسية لإلزام الدولتين تركيا وايران بالجلوس على طاولة المفاوضات من خلال تقليص المبادلات التجارية معهم في البداية كخطوة اولى تتبعها خطوات اخرى متسارعة وفتوى المرجعية , وتدويل مسألة المياه الدولية المشتركة في كافة المحافل الدولية، وهذا سيعمل على تحسين المرونة في التعامل مع العراق وتخفيف النزاعات المحتملة في اتجاه مجرى النهر من خلال ربط الملف المائي بمجمل الاتفاقيات مع الدولتين.؟
قد يكون أحد أشكالات التفاوض الشائعة من الجانب العراقي مع تركيا وايران بخصوص ضمان حقوق العراق المائية والتي قد تسبب ضعف في الموقف التفاوضي للعراق هو تصعيد التوقعات من خلال تقديم تنازلات حادة، مما يدفع الطرف الآخر إلى رفع مستوى مطاليبهم.!؟
ولكن هناك فرص كثيرة قد تكون مفيدة لضمان حصة العراق منها هو إحتساب مياه الثلوج في حوضي دجلة والفرات والتي ستكون خطوة لإتخاذ إجراءات مناخية مشتركة مع تركيا.
حيث رغم أن عدم اليقين في الاحتمالات المناخية هو السائد، في إدارة موارد المياه وتخطيط التكيف ، لا سيما في مشاركة أصحاب المصلحة في عمليات التخطيط واتخاذ القرار. ولكن تطبيق الأساليب التي تدعم اتخاذ القرار في ظل الواقع الملموس هو في إعدادات التخطيط التعاوني بين الدول المتشاطئة. حيث بالأمكان من خلال دراسة الصور والمرئيات الفضائية معرفة سمك الثلوج التي تتساقط في حوضي دجلة والفرات وتحويلها الى تصاريف المياه من خلال معادلات رياضية بسيطة، وبالتالي معرفة الخزين التقريبي في خزانات السدود التركية وعلى هذا الأساس يمكن محاججة الحكومة التركية بهذه الأرقام كوسيلة ضغط إضافية لإطلاق حصص مائية عادلة ومنصفة للعراق كدولة مصب للنهرين، كون تركيا كدولة منبع لهذين النهرين وتعد ُ مصدر حيوي للمياه العذبة. وبهذا يمكن إزالة أحد العقبات الرئيسية أمام اتخاذ إجراءات مناخية مشتركة بين العراق وتركيا. وفتح إمكانية كبيرة لتوليد الانسجام وزيادة النشاط الاقتصادي بين البلدين- من خلال التجارة والعبور والسياحة وتوليد الطاقة – كلُ هذا أرضية يوفر أرضية خصبة وفرصاً لتحفيز آليات حل النزاعات الإقليمية والاضطلاع بالعمل المناخي المشترك. وإطلاق خطط مشتركة لدعم المرونة البيئية للبلدان المتشاطئة ودعم خاص لمجتمع الأهوار المسجل على لائحة الثراث الإنساني، للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ وإدارتها بفعالية. وهذا من شأنه تسريع الخطوات نحو الإستدامة وتحقيق أهداف 2030 والمساعدة في اتخاذ مبادرات مشتركة للنهوض بالمجتمعات في الدولتين. ومع ذلك ، هناك حاجة إلى جهود خاصة لتهدئة النزاعات المحتملة بسبب نقص المياه المياه وزيادة تلوثها لاتخاذ إجراءات متضافرة لمعالجة تحديات المناخ والتوصل إلى حلول دائمة وباتفاقيات طويلة الأجل.
لأنه مع تفاقم التوترات الجيوسياسية عالمياً وإقليمياً مع تغير المناخ ونقص الموارد المائية والتي تسبب في ندرتها وشحتها، يمكن أن تؤدي ما يحدث في منطقة الأهوار العراقية بشكل خاص وجنوب البلاد بشكل عام إلى أزمة وجودية في المنطقة في السنوات القادمة.
إن الطبيعة المتنازع عليها هي تحكم دول التشارك المائي كلُ من تركيا وايران بحصص العراق المائية وضعف وسوء الإدارة المائية في البلاد ، والظروف المعيشية القاسية للمجتمع في الأهوار العراقية جعلت المنطقة متخلفة مقارنة بمناطق العراق الأخرى. حيث تتمثل الخطوة الأكثر فورية وعملية لمواجهة تحدي تغير المناخ في العراق الدولة المصنفة كخامس دولة من الدول الأكثر هشاشة في الصمود أمام ظواهر التغير المناخي ، هو إظهار الإرادة السياسية لتطوير إجماع جماعي لتحسين المرونة البيئية لمجتمع الأهوار، وتخفيف النزاعات المحتملة في المنطقة وفي اتجاه مجرى نهري دجلة والفرات من خلال التعاون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك