الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولا داعٍ للقلق

سعد الشديدي

2006 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


مئات الأنفجارات هزت بغداد لبلة امس الأول, مصدرها مخزن للأعتدة الثقيلة والخفيفة في معسكر جيش الأحتلال الأمريكي في منطقة الرشيد جنوب بغداد. لم يكن بأمكان سكّان العاصمة العراقية تناول قسطٍ من الراحة قبل او حتى بعد السحور لوصول أخبار أكدت ان عشرات الشظايا بدأت بالتساقط على سطوح البيوت وفي الشوارع والساحات ولمسافاتٍ فاقت عشرين كيلومتراً من مكان الأنفجار في معسكر الرشيد.
بعد قليل اطل علينا مسؤولون عراقيون اكدوا ان الوضع بات تحت السيطرة وانه لا داعٍ للقلق.

السيد رئيس مجلس النواب, طبيب الأسنان السابق, السيد المشهداني عرضَ على الملأ نظريته في التعامل مع القوانين التي تعرض على المجلس مؤكداً ان ما لا يتماشى منها مع الشريعة الأسلامية فأنه سيُضرب بالقندرة. وقد اثبت سيادته شجاعة لم يكن يمتلكلها إلا قادة عظام من طراز ابن العوجة الذي كان يتعامل مع كل شئ لا يلائمه بأن يوجهّ عليه سبطانة مسدسه.. وطاخ. مفهوم السيد المشهداني لا يختلف كثيراً عن مفهوم ابن العوجة فكليهما لا يطيق سماع الرأي الآخر. الفارق هو في طريقة التعامل مع هذا الآخر. والفرق العملي بينهما هو ان صدام كان يسحب مسدسه ويصمت الآخر أما السيد رئيس مجلس النواب فأنه يرميه بالقندرة. والقندرة كما هو معروف لا تقتل جسد الأنسان بل تقتل انسانيته. لذلك فعلى العراقيين أن يحسبوا ان تغيراً نوعياً جذرياً قد طرأ على اسس التعامل في الساحة السياسية العراقية. ومن الآن فصاعداً لن يكون في اهتمامات قياداتنا السياسية والبرلمانية توجيه المسدسات والرشاشات على المواطنين والمعارضين والمخالفين في الرأي بل سيكتفون بضربهم بالقنادر على أم رؤوسهم وكفى. وبناءاً على هذا فأن الموطن العراقي سيضمن حق الحفاظ على حياته ولكن ليس على انسانيته طالما ان رئاسة البرلمان مازالت مصرّة على استيراد قنادر تفعل فعل السلاح المجهض لكل المؤامرات التي يحيكها العراقيون الشرفاء على الأسلام والتشريعات الأسلامية. وطالما ان المسيرة القنادرية في طريقها الى عالم السياسة لتكون من اعمدتها السبعة فنقول للمواطن العراقي...الديمقراطية بخير و لا داعٍ للقلق.

وزير الكهرباء السابق, ايهم السامرائي, حكم عليه بالسجن لمدة سنتين بعد اتهامه بتبذير الأموال العامة وسوء الأدارة حين كان في منصب وزير الكهرباء. جميل.. وعاش العدل عاش العدل. ولكن لحظة. اخبار مؤكدة من بغداد اوضحت ان قوة عسكرية امريكية اختطفت المحكوم من سرداب المحكمة ونقلته الى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء. لأنه يحمل الجنسية الأمريكية. واحنه شعلينه؟ اذا كان يحمل جواز امريكي او هندي فهذا شأنه. السامرائي محكوم في جرائم مخلّة بالشرف ولا يحق لأي قوة ان تمارس دور رامبو وتختطفه من سجنه لأنه أمريكي. السيد الوزير السابق هو الآن في حماية السفارة الأمريكية في بغداد فما تعتقدون انه سيفعل هناك؟ اغلب الظن ان الموضوع الرئيسي الذي سيناقشه مع طاقم السفارة هو موضوع اعادة اعمار العراق واعادة الخدمات البلدية والصحية والتعليمية..وان السيد ايهم الأمريكي السامرائي عازم على اعادة حقوق العراقيين التي اضاعتها الميليشيات وقادة الأحزاب وسيكون كل هذا في متناول ايديكم ايها العراقيون بصاية الله وصاية ايهم الأمريكي السامرائي.. ولا داعٍ للقلق.

اخيراً كل ما يكتب في وسائل الأعلام عن الأختطافات والجثث المجهولة التي تتجاوز اعدادها اللآف شهرياً, كل ما يكتب ويعرض على شاشات التلفزيون هو مجرد افتراءات مصدرها اعداء الشعب العراقي. لذلك فلا تأخذوها بجدية. فلا جثث ولا فرق موت ولا قيادات فاسدة في وزارتي الدفاع والداخلية وكل الوزارات الأخرى. ما تسمعونه يدخل في اطار الأشاعات والحرب النفسية فلا تنتبهوا له وعيشوا حياتكم بشكل طبيعي... ولا داعٍ أبداً.. ابداً للقلق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس صيانة الدستور في إيران يوافق على 6 مرشحين للرئاسة


.. عقب استقالة بني غانتس.. بن غفير يطالب نتنياهو بالانضمام إلى




.. غسان أبو ستة: لو أردت أن تمحو شعبا امحي تعليمه


.. يديعوت أحرونوت: عملية النصيرات ستقللُ بشكل كبير من فرصة إنقا




.. مجهول يعتدي على السفارة الأميركية في سيدني والشرطة تحقق