الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإيجاد حل في شكل اتفاقية دولية ملزمة مع تركيا وإيران.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2023 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لا يزال كلا النهرين دجلة والفرات يعانيان بشدة من زيادة الطلب على المياه وتدهور نوعية المياه. ومع ذلك، فإن الأوقات تتغير، بعد سنوات عديدة من التعاون والجمود ، لا نزال لا نرى بيئة ديناميكية جديدة للتعاون في المنطقة، ولكون طبيعة الأرض الجيولوجية من جبال وهضاب وسهول وأحواض الأنهار وتغير المناخ لا تحترم الحدود الدولية. ومع ذلك ، في تحدٍ للطبيعة الجيولوجية وللجغرافيا ، تستخدم دول منابع الأنهار تركيا وإيران السيادة الإقليمية للمطالبة بالموارد المائية داخل حدودها. يؤدي هذا بلا شك إلى احتمال نشوب نزاع بين دول المنبع والمصب على الموارد الطبيعية ومنها الموارد المائية، حيث إن الاحتباس الحراري ، والكوارث المناخية ، وذوبان الثلوج تجعل مناطق حوضي نهري دجلة والفرات عرضة للفيضانات، والجفاف، والأنهار الجافة، والهزات الأرضية، على المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة أيضا. ولذلك نرى ضروة إرساء مبدأ التعاون وتهيئة بيئة ديناميكية قد تعبر عن نفسها كإطلاق إتفاقيات جديدة للصداقة وحسن الجوار من قبل العراق مع تركيا وايران بما يضمن حقوق العراق المائية بالإضافة إلى توقيع مذكرات التفاهم المختلفة. على عكس جهود التعاون السابقة، نأمل أن تشتمل المبادرات الجديدة نهجًا أكثر شمولاً وإتساعاً لمراعاة المصالح المشتركة بين الدول المتشاطئة لحوضي دجلة والفرات بما يركز على قضايا متعددة تتعلق بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة بدلاً من التركيز على قضايا المياه وحدها. وقد يتحقق ذلك من خلال توسيع جدول أعمال المفاوضات لتكون أكثر شمولية للتغلب على الجمود في مفاوضات المياه وتعزيز حُسن الحوار لإدامة المفاوضات والتوصل الى عقد إتفاقيات ، إلا أنه لا يزال تعنت ايران للجلوس على طاولة المفاوضات مع العراق بخصوص قضايا المياه المشتركة ومغازلة تركيا للعراق بخصوص حصص العراق المائية يعدُ نهجًا مجزئاً ، والذي لا يحل بالضرورة مسألة إيجاد حل ثنائي او ثلاثي مستدام أو حتى متعدد الأطراف (بما في ذلك دول الحوض الأخرى) . ومع ذلك ، على المدى الطويل ، فإن العلاقات المحسنة والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية الوثيقة بين الدول المشاطئة قد تمهد بالفعل الطريق لحل شامل ومستدام لتقاسم مياه الأنهارالمشتركة وضمان مستقبل مائي آمن للمنطقة.
علاوة على ذلك ، تمثل أية محادثات تركية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عاملاً دافعًا آخر لتركيا لمضاعفة جهود تعاونها مع العراق كدولة مصب. وان تركيا قد بدأت في مواءمة تشريعاتها المحلية مع تشريعات الاتحاد الأوروبي في مجال البيئة والموارد المائية ،مما يعطي مساحة كبيرة للمفاوض العراقي من خلال إنتهاج دبلوماسية المياه للإستفادة من لوائح الاتحاد الأوروبي بخصوص التعاون في مجال الانهار المشتركة نهر الدانوب مثالاً لا حصراً ويكون بذلك عاملاً محددًا في سياسة المياه التركية ومع ذلك ، فمن المرجح أن تتأثر العلاقات السياسية في نهري دجلة والفرات مما قد يؤدي إلى الإستفادة من تجارب الاتحاد الأوربي في التعاون في قضايا المياه. ولكي يتسع هذا من مجال التفاؤل. إن قبول تركيا وإيران من حيث المبدأ القواعد الأساسية لقانون المياه الدولي، ستكون خطوة على المسار الصحيح وعلى المفاوض العراقي التحري والمتابعة لتكون هذه جسورعلى تعزيز التعاون والإبتعاد عن الإبتزاز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة