الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وصايا الريح ...

سليمان دغش

2006 / 10 / 13
الادب والفن


على دَفترِ الغَيمِ تكتُبُ ريحٌ وصيَّتها
للندى
فتمضي إلى حَتفِها غَيمَةٌ
في سرابِ المدى
وَتَزولُ

فَهل تحفظ الريحُ كِلْمَتَها
في بريدِ الصدى
وهل تذكر الروحُ في رحلةِ الأبدِيّةِ
ماذا يُعِدُّ لها المُطلَقُ المستَحيلُ ؟!

هِيَ الأرضُ موعِدُ سربِ الغَمام النّدِيِّ
وموعِدُ سربِ اليَمامِ الهَديلُ
ولا شيءَ يحمي السلالةَ
في سيرةِ القمحِ حينَ تَجِفُّ السنابلُ في قَبضَةِ الصيفِ
إلاّ الحُقولُ

فلا تُمسك الريحَ من ذيلِها
وكُنْ أَوّلاً في اندِلاعِ العواصِفِ
حينَ تحلُّ الرياحُ ضَفائرَها الغجَريَّةَ
كُنْ بَرقَةً تتقدّمُ مفرزةً من رماحِ الرياحِ
إذا احتَدَمَ الغيمُ في ماءِ روحِك
َفالبرقُ فيكَ الدّليلُ

سَيدركُ سربُ العصافيرِ حينَ يُطِلُّ
على لثغةِ الماءِ
في شَفةِ النهرِ
أَنَّ الرسائلَ قد بَلَغَت أَهلَها
في بريدِ الغمامِ المُسَجّلِ
فانتَظَروا
واثقينَ منَ النهرِ
أن لا يُغيِّرَ مجراهُ أنّى يَسيلُ !

فهل علَّمتْهُم خطيئَةُ قابيلَ دَرساً
بأنْ لا يواري الخطيئةَ
إلاّ غُرابٌ نبيلُ

أُ حِبُّكَ يا ذا الغراب الشقِيُّ
لماذا اتُّهِمتَ بما ليسَ فيكَ
وماذا فَعلتَ بليلِ جناحَيكَ
حتّي يعيبَكَ هذا السوادُ الجميلُ !
لكَ الأرضُ فادْرُجْ كما شِئتَ فوقَ ثراها
وحَلِّقْ بعيداً بعيداً
إذا ضجّت الأرضُ بالسوءِ
في نَسلِ آدَم
َكَمْ سَوءَةٍ سوفَ تخفي
وكمْ سوءَةٍ سوفَ يفضَحها في غيابِكَ
هذا الرحيلُ الطويلُ ؟!

هيَ الأرضُ حاضِنَةُ الدَمِ
والإثمِ...
والغَمِّ
والهَمِّ
يا شُهداءُ فلا تبرحوها
فمَنْ يا تُرى يؤنس الأرضَ
إنْ غابَ عَنها النّخيلُ..؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص