الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بُوكُوفسكي..وَمَنْ يُبَالِي..

عبد الله خطوري

2023 / 1 / 16
الادب والفن


تسلبني الكتابةُ.تقرأني حروفُها.تنسجُ من حولي خيوطا تُطوقني.أهيمُ بين الكلمات. أهذي أزبدُ.أمتصُّ فجيعتي أهُونُ..مُخيلتي يقرضها دودٌ بليد.تبيض في أمشاجها يَعاسيبُ.اليَرقاتُ تآكلتْ.نَهَشَ بعضُها بعضا، وطأتها الأقدام.سحقتها المشيئةُ.لَمْ يعُدْ أمامها بعد أن نهشتِ الجدارَ ورائي إلا هيكليَ آلخربَ تقتاته تزدرده..أنا هنا واقفٌ مُسَمَّرٌ جامدٌ أنتظرُ أنتحبُ..نَبَراتي تموتُ مُختنقةً في لساني دون تخبرني حقيقة الخواء الذي أغوص فيه أمتارا وأشبارا..تسقط جسدا مُحَنَّطا خائبا على ورق شفاف شاحب كقدَر معطل بائر.تفلت مني نفسي أذوبُ..أغرقُ..أشرع يدَيَّ في فراغ غاطس في فراغ..لا رُواء في إدماني كحولي..أرَى رأسا أغبر مُشعثا بآلاف الضَّفائر آلجعداء تخرق رحم أرض يابسة..تتوغلُ..تتجَذَّرُ..تطحنه رَحًى كبيرةٌ ذاتُ أنياب ضخمة آسمها: الضغينة.أسيخُ في يَمٍّ لا قرارَ له، حيث الأقبيةُ المصهدة تبتلع مَقذوفين مَلعونين هائمين بين مُنعرجات وجود أهوكَ تنبعث منه منها رائحة شيء مثل الموت...
أتناول رشفة كبيرة من كأس صغيرة..الرشفة رجفة لا تكفي.الكأس لايكفي أطلب المزيد.الكؤوس تتوالى تكتسح مقلتَيًَ أغور أغرق في سوائل حمراء كابية.تتجرعني أتجرعها .. رشفة .. رشفتين .. خامسة و..أغمض العينين أتلذذ بحدة خيالاتي تحتسيني تجهز علىَّ تشربني تستمنيني يجرفني تيار من سعار أنهارُ في سديم الدنيا المتراكم عبر تناسل سلالات مهيضة الجناح..سخافة هي إرادة الحياة هِيييهْ يا أنتم اكتبوا عني عن خزعبلاتي عن هذياني الجارف هذا اكتبوا أيها السدنة المحترمون أني آتنابتني حالة آمتقاع وغثيان حادين عند رؤيتكم تختلسون تسرقون النظرات تتفحصون هذي الكلمات تتلصصونها لإرضاء فضولكم أوووف تتأففون اكتبوا عن هرطقاتي عن دوار الوقائع المفلوجة تُقَطِّعُ مفازات رأسي المشرعة على ألف سؤال وسؤال ماذا أيها القراء الأعزاء الفضلاء الأنقياء الأسوياء العقلاء الفصحاء النبهاء اللبقين العارفين بأسرار كل الاحتمالات المتأكدين من مطلق الإجابات عما تبحثون هنا وأنتم تدَعون المجال لجحوظكم الماكر يقفو أثر حروف لعينة إييييه لا رُواء هنا لا أفياء لا صفاء لا ظلال سوى ثقل الضَّلال يتلو الضَّلال يدثر فضاضتي يودي بي إلى جرف الهلاك كشموس صقيع حارقة تهب السعيرَ سعيرَه تُعقر الأحشاء تبصق الدماء.. نااااععَعمُونْ..هو كذلك سكييير أنا آبن شوارع آبن دروب ضيقة آبن بيوت واطئة آبن أحياء خلفية آبن زنا ومَن يبالي نتاج ما لا يحصى من براز خصى الأهالي عربيد كْلُوشار زنديق شاذ شقي منحرف هاو محترف يهوَى المهاوي الماحقة وسخف المجالي حيث يتكسر حال الأنام وحالي أسكر صباحا أسكر نائما أسكر باكيا أسكر باسما أسكر مقهقها لاغبا أسكر ناقما لاغيا شاهرا لساني الفاتك شامتا بالأيام بالليالي لا رجاء لي غير بقية من ثمالة أصرّ عليها أنتشلها من قعر قارورات قذارتكم أودِعُها مساغبي الجائعة التي لا تشبع أنتفض كديك رومي ساخط أراني مشعثا كثور المجازر هائجا ينخر يخور يتبخر يتمرمر يثور يمورُ أبورُ أذرع طرقات مترعة بالخواء أكرع أرخص الخمور في غسق العتمات حين يخلد الهوام إلى خلودهم الوهمي يغطون في أسِرتهم الملغومة مترقبين ما لا يأتي من الجنان الناغيات لا حِلْمَ لي حُلْمَ إلا دياجير محال أقبعُ مقعيا في صلافتها مترنحا ككلب عقور أجربَ عجوز لفضته جراء عالقة خنائنَها في أقبية مجار قميئة أحيا في نفوقي أدور أُسْحَقُ تحت وطأة عجلات جحود وجود سخيف ههه يدور أدور وإياه ثم كما تتكسر الأمواج على الشواطئ المهجورة أغرق أتَقَيَّأُ في الغياب حالما بعصفور أزرق يرقص نشوانا في أفياء لا ضفاف لها ثم هوووه على مهل أموووت..ومَن يبالي...(1)


☆عصفور أزرق إشارة الى قصيدة(طائر أزرق)لتشارلز بوكوفسكي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ