الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يحكمه لصوص !

لميس طارق

2023 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بكل ما في عنوان المقال من قسوة فانه مع ذلك يبقى بعيدا عن توصيف الطبقة السياسية المهيمنه على مقدرات العراق .. فهذه الطبقة الفاسدة المفسدة فاقت كل الاوصاف بممارساتها الخطيرة تجاه العراق وشعبه وتفننت في سرقة المال العام وتجويع الشعب وافقاره .ومن الطبيعي جداوفي المجتمعات التي تحترم القيم والانسان ان يحاول السارق التستر على سرقته مهما كان نوعها ،على عكس ما نسمع ونشاهد في العراق حيث ان رائحة الفساد والنهب تزكم الانوف ..ومع ذلك فاللصوص يحكمون في ضوء غياب القانون وعدم وجود رادع قوي لمحاسبة طبقة سياسية فاسدة حد النخاع وضعف قدرة الارادة الشعبية المتضررة ..
لقد تمادى سياسيو الصدفة بسلوكياتهم حتى وصل الامر الى اطلاق سراح حرامية مليارات الدولارات بكفالات مالية لا تتناسب وكمية المال المسروق بحجة اخذ تعهدات منهم لاعادة الاموال المسروقة..وهذا ما حصل مع نور زهير المتهم بجريمة ما وصفوها بصفقة القرن حيث اطلق سراحه بكفاله بعد ان اعاد وكما جاء في وسائل الاعلام اقل من عشرة بالمائة من المال المسروق من امانات ضريبيه وهو الان في استوكولهم يتنعم بمليارات الدولارات المنهوبة وكذلك اطلق سراح هيثم الجبوري بكفالة بعد ان اعادت زوجته جزء بسيط جدا من المال العام الذي استحوذ عليه وسرقه كماان هنالك نماذج كثيرة تدلل على ان من يحكم العراق لصوص !! وبلا ادنى حياء او خجل يظهر رئيس مجلس الوزراء ليعلن الاتفاق مع نور زهير على اعادة المبالغ المسروقة وامامه مئات الملايين من النقود التي سلمها المجرم نور وهي كما ذكرنا جزء بسيط جدا من مجمل المال المنهوب لذا فعندما تعقد السلطات المعنية اتفاق مع السراق وتطلق سىاحهم بكفاله فاقرأ على الوطن السلام لانه بصراحة يعني ان احزاب السلطة مشتركة مع هؤلاء اللصوص .
ولا ندري كيف يقبل القضاء على تمرير مثل هذا الامر ما يجعلنا ونقولها بمرارة امام خيارين اما ان ليس هنالك استقلالية للقضاء كما يقولون او ان القضاء ايضا يحمي السراق والفاسدين .. وبالمناسبة فان القضاء الذي يحكم على سارق علبة اطفال لطفله الرضيع بثلاث سنوات ويطلق سراح الحرامية والفاسدين تارة بذريعة كبر سن المتهم كما حدث مع رئيس الوقف السني وغيره واخرى لصغر سنه كما حدث مع النائب جواد الشهيلي وسواه لايمكن الا ان يكون في موضع شك وريبه .
اخيرا فان سلسلة الفساد مستمرة وسيبقى المال العام منهوب ما دام الحكم بيد اللصوص ولاخلاص الا بثورة شعبية كبرى تنقذ العراق من الاحزاب الاسلامويه وغيرها من احزاب السلطة وهذه الثورة الشعبية لن تحصل اذا بقيت القوى الوطنية مشتته متفرقة واذا لم يعد الشعب لقيمه الوطنية بعيدا عن الطائفية .
فهل هنالك من يشعل نور الوحدة الوطنية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل